بما يقرب من مائة عرض مسرحي و أفلام ذات صلة تدخل ” أيّام قرطاج المسرحيّة ” المعروفة بمهرجان قرطاج للمسرح عقدها الرّابع حيث تأسّست و بدأت دورتها الأولى سنة 1983 على يد المسرحي التّونسي الكبير ” المنصف السّويسي ” و الذّي بقي على رأس هذه التظّاهرة لفترة ناهزت العقد ثمّ تداول على إدارتها عدد من  المسرحيين الفاعلين في الحركة المسرحيّة التونسيّة مثل “عزّ الدين المدني ” و ” محمّد رجاء فرحات ” و ” هشام رستم ” و ” محمّد المديوني ” ثمّ الفنّان الكبير ” محمّد إدريس ” ..

و قد أعلن “د/ وحيد السّعفي ” مدير هذه الدّورة أنّ هناك مشاركة دوليّة كبيرة من الدّول العربيّة و الإفريقيّة و الأوروبيّة على مستوى العروض و النّدوة الدّوليّة و المشاركات بعضها سوف يتمّ الإعلان عنه مع تأكيد حضور بعض الضّيوف الذّين سيكون على رأسهم مسئولين من ” هيئة المسرح العربي ” و مديري المهرجانات الكبرى حيث يأمل القائمين على المهرجان استئناف خطّة أن تكون ” أيّام قرطاج المسرحيّة ” ملتقى لتسويق العروض المسرحيّة على المستوى الدّولي من خلال لقاءات القائمين على النّشاط المسرحي في مختلف البلدان كما يحدث في المهرجانات الكبرى مثل ” أفنيون ” عل سبيل المثال حيث تكون الفرصة متاحة بشكل أفضل للتّبادل و التّسويق ما بين البلدان .

و ربّما يكون ذلك امتدادا و تكريسا لفكرة مؤسّس المهرجان ” المنصف السّويسي ” الذّي أكّد عند التّأسيس أنّه ” المسرح الوطني التّونسي ليس مجرّد فرقة مسرحيّة عاديّة بقدر ما هو كيان مسرحي كبير يصبو إلى أن يكون مؤثّرا في حركة المسرح العالمي على كافّة الصّعد .

و من حسن الطّالع أن تستطيع ” أيّام قرطاج المسرحيّة ” العريقة مواصلة رحلتها مع بدء دورتها السّادسة عشر خاصّة مع غياب نرجو أن لا يطول لمهرجانات عربيّة كبرى بسبب الظّروف الرّاهنة كمهرجان ” دمشق”          و” بغداد” الذّي يحاول استئناف مسيرته و كذلك ” مهرجان القاهرة الدّولي للمسرح التّجريبي ” المتوقّف منذ ثورة يناير 2011 .

ـ في الفنّ و الدّين :

” في الفنّ و الدّين ” هو عنوان النّدوة الدوليّة لأيّام قرطاج المسرحيّة و التّي تنطلق يوم الثّلاثاء 19 نوفمبر و تتواصل 21 نوفمبر .., و قد بدا ذلك العنوان فضفاضا إلى حدّ بعيد خاصّة بالنّسبة لكاتب تلك السّطور الذّي واكب ” أيّام قرطاج المسرحيّة ” و كذلك ” السّينمائيّة ” لفترة تقارب العقدين سواء بالتّغطية  و النّقد أو بالمشاركة في النّدوات حيث تقفز إلى الذّهن عدّة ملاحظات حول النّدوة ب الإضافة إلى عنوانها الفضفاض … أوّلها : أنّ المحاضرة الإفتتاحيّة  يؤمّها أستاذ بارز يشار له بالبنان ولكنّ في القانون العام هو ” أ د / عياض بن عاشور ” ..,

و ثانيها : أنّ تخصّصات معظم المشاركين رغم مكانتهم العلميّة الكبيرة تبدو بعيدة عن المسرح ..,

و ثالثها : حتّى المتخصّصين في الفنون من المشاركين في النّدوة جلّهم من المتخصّصين في فنون تتّسم بالإستاتيكيّة فيما المسرح  فنّ فرجوي يتّسم بالديناميكيّة و التّفاعل ..,

الملاحظة الرّابعة : مع قلّة عدد المسرحيين المشاركين في النّدوة الدوليّة نجد مشاركة من سنمائيين يقدّمون شهادات عن أفلامهم و هو ما يبدو تداخلا واضحا بين الفنّ السّابع و الفنّ الرّابع حتّى لو كانت المناقشة ستدور حول إشكالية الفنّ و الدّين فلكلّ من المسرح و السّينما مضماره و أدواته الخاصّة به وحده ..,

خامسا : كان غياب قامات تونسيّة كبيرة في التّنظير المسرحي عن النّدوة الدّوليّة مثيرا للتّساؤلات التّي لا يستطيع الإجابة عنها سواهم في فترة حسّاسة تواجه فيها الثّقافة و الفنون و المنتج الحضاري في المنطقة العربيّة بشكل عام تحدّيات كبرى و مخيفة حول مستقبل الثّقافة و الفنون التّي تشكّل الهويّة و الوجه الحضاري للعالم العربي و هي أمور كنّا نظنّ أنّها حسمت عبر كفاح و نضالات تنويريّة شهدتها تلك المنطقة منذ أكثر من قرن من الزّمان .

أيّام قليلة و تبدأ فعاليّات الدّورة السّادسة عشر ” لأيّام قرطاج المسرحيّة ” التّي ظهرت إرهاصاتها الأولى من خلال المؤتمر الصّحفي الخاص بها المنعقد يوم الخميس 14 نوفمبر .., و مازلنا ننتظر الجديد من ” د / وحيد السّعفي ” مدير تلك الدّورة حول ما ستستقرّ عليه في صورتها النّهائيّة من خلال تصريحات جديدة يتابعها الشّارع التّونسي المتعطّش للحراك الفنّي و الثّقافي حيث سيكون كامل العبء على عاتق الملحق الإعلامي ” جيهان التّركي ” و زملائها و لا أظنّ تلك الكتيبة سوف تستريح إلاّ مع الإحتكاك الفعلي المباشر بين المشاركين.

– قام بالرسوم الخاصة بالمهرجان الفنان ” قويدر التريكي ” و سوف تكون هناك معارض خاصة بالمعلقات و الصور بالإضافة إلى الورش في فنون المسرح المتعددة التي ستشارك فيها المراكز الثقافية و مراكز الفنون الدرامية و الركحية في الجهويات ” أقاليم الجمهورية التونسية ” و منها على سبيل المثال ورشة “دراماتورجي” و ورشة في ” مسرح القناع ” ..