فرنسا تستضيف معرض (مانهوا) للرسوم الكورية المتحركة

09:13 مساءً الأربعاء 20 نوفمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

احتفل المعرض الكوري الخاص في المهرجان الدولي الأربعين للرسوم الكاريكاتورية في مدينة آنغوليم، وهو أكبر مهرجان رسوم كاريكاتورية في أوروبا وثاني أكبر مهرجان في العالم، احتفل ببدء الحقبة الرقمية. عرض المعرض بشكل فاعل رسوما متحركة كورية على الشبكة، أصبحت تعرف الآن «وبتونز webtoons»، مشيرة إلى مستقبل عالم الرسوم الكاريكاتورية. في مجلة (كوريانا) مقال بارك إينها منسق معرض الرسوم الكاركاتورية الكورية وأستاذ في كلية تشونغكانغ للصناعات الثقافية 

في المهرجان الأربعين الدولي للرسوم الكاريكاتورية في مدينة آنغوليم الذي أقيم في وقت مبكر هذا العام، عرضت كوريا معرضا خاصا بالرسوم الكاريكاتورية على شبكة الإنترنت أو ما يسمى وبتونز وقد أقيم المعرض من 31 يناير حتى 3 فبراير، في سانت مارتيال في وسط مدينة آنغوليم، وهي مدينة هادئة تقع جنوب غربي فرنسا. يحمل اسم المعرض ومحتواه العديد من المضامين التي تأخذ في اعتبارها أنه عندما شاركت كوريا أول مرة في المهرجان منذ حوالي عقد من الزمان مضى كضيف شرف، كان التركيز وقتها حول ديناميكيات الرسوم الكاريكاتورية الكورية أو ما يسمى “مانهوا”، التي لم تكن معروفة بعد للقراء الأوروبيين. عكس مهرجان هذه السنة الخاص نقاط القوة المتولدة للرسوم الكاريكاتورية الكورية. أولا هدف المعرض إلى المشاركة الأوسع مع قراء الأعمال الكاريكاتورية خارج البلاد من خلال التبني الاستراتيجي للمصطلح الذي يكتسب أهمية عالمية أكثر وأكثر وهو bande dessineé الذي يعني حرفيا “الشرائح المرسومة”، بدلا من الكلمة الكورية مانهوا، كعنوان له. ثانيا، فرض البعد الرقمي الفريد والمتطور بشكل كبير للإبداعية الكورية نفسه في المقدمة. في الواقع، على حين أن المعرض الأول سنة 2003 أعطى دلالة مبشرة بسوق الرسوم الكاريكاتورية في كوريا، فإن معرض 2013، وتحت الشعار “العب مع الرقمي” ألقى الضوء على أحدث التطورات التكنولوجية للأعمال الكاريكاتورية القائمة على الإنترنت من كوريا. وقد استخدم الفنانون الكوريون ببراعة الرسوم السريعة وتقنياتHTLM في التوصيف وذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من المؤثرات الصوتية والبصرية من خلال التمرير إلى الأسفل، والقراءة العمودية لمواقع الرسوم على الشبكة

. وقد عرضت على شاشات عريضة وكذلك على شاشات الكمبيوترات الشخصية والأجهزة النقالة الرقمية الأخرى، عرضت قطع متنوعة من الرسوم الكاريكاتورية من قبل محترفين وهواة. “العب مع الرقمي” كان لدى الزوار الفرنسيين للمعرض الكوري الكثير من المرح عند مشاهدة الرسوم الكاريكاتورية الكورية وذلك بفضل التقنيات الرقمية المستخدمة. في القطعة المعنونة «شبح بونغتشون-دونغ»، صرخوا عندما تحرك الشبح بسرعة واستدار لكي يحملق باتجاه الشاشة؛ وفي العمل المثير «كيسادو(الفروسية)» قفزوا عندما أصدر الباب صوتا مخيفا. مثال آخر، في «قصة كونستانزا»، الغريب الذي نجا من الموت، وهو فيلم قصير ناطق، بدأ العرض فجأة، مغريا الجماهير على أن يتبنوا بلا وعي وجهة نظر الشخصيات الكاريكاتورية، الذين شوهدوا وهم يشاهدون الفيديو في نفس الوقت. كانت أكثر الردود البارزة المميزة من الطلاب والطالبات الصغار. قالت مدرسة فرنسية عمرها 40 عاما كانت تقود مجموعة من الطالبات، كانت تجربة وخبرة جديدة أن نقرأ عن الفن الكرتوني الكوري وذلك بتمرير الشاشة للأسفل. يبدو أن الطالبات قد تمتعن بها لأن الرسوم الكاريكاتورية كانت تقريبا مثل السينما. قدمت مجلة الأخبار الفرنسية «l’Express» أيضا المعرض الكوري قائلة إن موقع الرسوم الكورية الكاريكاتورية على الإنترنت هو خبرة جديدة للقراء المعتادين على الرسوم الكاريكاتورية التقليدية المبنية بشكل أساسي على الطباعة. ومما هو جدير بالذكر أنه حتى فرنسا، ذات الباع الطويل في صناعة الرسوم الكاريكاتورية المطبوعة، تبدي اهتماما كبيرا في الرسوم الكاريكاتورية على الشبكة الإلكترونية. أول بوابة ناطقة بالفرنسية لموقع الرسوم الكاريكاتورية على الشبكة وبتونز هو “Delitoon.com” الذي أطلق في مايو 2012 من قبل كاسترمان، رائد ناشري الرسوم الكاريكاتورية باللغة الفرنسية. «في أوروبا أيضا، هناك العديد من فناني الرسوم الكاريكاتورية الشباب يشغلون منتدياتهم لعرض أعمالهم الكرتونية على الشبكة. واحد من أشهر الموهوبين بدأ بتشغيل سلسلة كرتونية في داليتون وذلك بعد السبق الكوري الذي تحقق.» هكذا قال ديدير بورغ، (45 عاما)، وهو محرر وإداري كاسترمان في داليتون.

وقد أصبحت الرسوم المتحركة الكورية على الشبكة متوفرة على موقع داليتون اعتبارا من شهر مارس هذا العام. اضطراب بيئة الرسوم الكاركاتورية على مدى العقد الماضي، شهدت الرسوم الكاريكاتورية تغيرا ملحوظا، وذلك عندما احتلت المنصات الرقمية المسرح المركزي في صناعة نشر الأعمال الكاريكاتورية، مهمشة بذلك وسائل الإعلام التقليدية المطبوعة. بالنسبة للبعض كان التغيير سريعا وعنيفا، على حين أنه بالنسبة للآخرين، كان تحولا أكثر تدريجية. كانت الفئة الأولى منشغلة في صناعة الأعمال الكاريكاتورية المطبوعة: ناشرو الرسوم الكاريكاتورية التقليدية أو مالكو مقاهي الرسوم الكاريكاتورية التي انتعشت على مدى عقود قبل حدوث الثورة الرقمية. بالمقارنة يبدو أن مشجعي الرسوم الكاريكاتورية بشكل عام قد تحركوا بهدوء نحو منصة جديدة مبنية على الشبكة الإلكترونية، مستخدمين أدواتهم بمهارة للحصول على مسلسلاتهم المفضلة من الرسوم الكرتونية. لقد أحدثت النقلة التكنولوجية حقا تغيرا بارزا في الاستهلاك الكوري للأعمال الكاريكاتورية. طبقا لدراسة مسحية أجريت سنة 2012 حول استخدام الإنترنت في البلاد من قبل لجنة الاتصالات الكورية وهيئة أمن الإنترنت الكورية، فإن 82.1 بالمائة من العائلات الكورية تملك خدمات إنترنت سنة 2012، مقارنة مع 49.8 بالمائة سنة 2002. واعتبارا من شهر يوليو 2012، نسبة مذهلة (78.4%) من الشعب الكوري من عمر ثلاث سنوات فما فوق استخدم الإنترنت، وقد ارتفع الرقم إلى 99 بالمائة لمن تقع أعمارهم بين 10-29 سنة. إضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة المسحية أن 63.7% بالمائة ممن أعمارهم ست سنوات فأكثر لديهم أجهزتهم الذكية الخاصة بهم مثل الهواتف والأقراص الذكية. وبفضل الانتشار السريع للرسوم على الشبكة،أصبحت كوريا واحدة من أكبر أسواق الرسوم الكاريكاتورية في العالم. بالنسبة لمعظم الكوريين، فإن الإنترنت ذو السرعة الفائقة هو الوسيلة المعتادة لاكتساب المعلومات. وما هو ملحوظ أكثر، فإن مصادرهم على الشبكة ذات المركزية العالية: أكبر موقعي شبكة للبوابات هما نيبور وداووم Naver and Daum فهما يستأثران بـ73.5 بالمائة و20% من السوق المحلية، على التوالي ويشكلان حصة سوق مجتمعة مقدارها 93.5 بالمائة. كجزء من استراتيجيتهم للحفاظ على هذا المركز، تقدم هاتان البوابتان العملاقتان نطاقا واسعا من خدمات المعلومات المجانية، بما في ذلك الرسوم الكاريكاتورية على الشبكة. وقد نما سوق الرسوم على الشبكة وبتونز بشكل ثابت منذ أن ظهرت أول مسلسلات كرتونية على الشبكة سنة 2000، وبحلول ديسمبر سنة 2012، بلغت التحديثات الأسبوعية لموقع نيبور Naver 145 تحديثا، ولموقع داووم Daum 108 تحديثات. وهذا يعني أن 253 حلقة جديدة (على الأقل) تطلق أسبوعيا عبر هاتين القناتين الرئيسيتين على الخط الفوري لشبكة الإنترنت، وهو حجم إنتاج يعادل ما تنتجه على الأقل 17 مجلة مطبوعة تقليدية متخصصة بالرسوم الكاريكاتورية، باعتبار أن متوسط الأعمال الكاريكاتورية التي تطلقها المجلة هو 10 إلى 15 مسلسلا كرتونيا في وقت واحد. وحيث أن الحصول على الإنترنت الجماعي يزود بيئة تشجع على النمو المتزايد في أعداد قارئي الرسوم الكاريكاتورية في البلاد، فإن المزيد من الناس يسعون للحصول على متنفساتهم الإبداعية في موقع الرسوم على الشبكة وبتونز. على سبيل المثال، هناك ضباط شرطة ومعلمو مدارس يشاركون الخبرات العملية من خلال هذا الموقع. بدأت مسلسلات القصص البوليسية سنة 2007 من خلال ضابط شرطة اسمه كيونغ هيون-جو، وقد نالت شعبية كبيرة بحيث أعطي لها حيز منتظم ثابت على المنتدى الرسمي لهيئة الشرطة الوطنية “الشرطي العاشق”. «كوشيسينغ- تون» لرسامة كرتون اسمها سيري رسوم متحركة تصور الحياة اليومية للمؤلفة عندما كانت منشغلة جدا بامتحانات اعتماد وتأهيل المعلمين الحكوميين. وعندما نجحت في الامتحان، وأصبحت معلمة، بدأت المؤلفة بسلسلة جديدة اسمها «سامتون» أي «وبتون معلمة». مستكشف الأعمال الكاريكاتورية المستقبلية إضافة إلى معرض وبتونز، فإن مهرجان آنغوليم لهذه السنة سلط الضوء على الاتجاهات الجديدة المبنية على الصيغة الكاريكاتورية. وقد تم البحث في أعمال فناني الكرتون الكوريين «لي دو-هو» و»كيم دونغ-هوا»، التي ترجمت إلى الفرنسية، إلى جانب أعمال 13 فنانا شابا يعرضون auteurism بقوة (تعريف بهذا المصطلح هو أن الفيلم يجب أن يكشف بشكل رئيسي عن مشاعر ومعتقدات المخرج كما لو أنه كتب النص بنفسه)، وهو اتجاه ظهر منذ سنة 2000. يقدم هؤلاء المؤلفون مجموعات واسعة من المحتويات الأصلية التي تتناول الذات الداخلية، الذكريات التي تثير الحنين (إلى الوطن)، والعائلة والتاريخ، والواقعيات الاجتماعية المخفية. لقد كانت فرصة نادرة للمشجعين في أوروبا أن يعيدوا اكتشاف أدب الأناشيد الفريد الذي يميز الرسوم الكرتونية الكورية. وقد بيعت بعض أعمالهم لناشرين دوليين. يمكن أن نعتبر الكلمتين الفرنسيتين bande dessineé والكلمة اليابانية «مانغا» مكافئات للكلمة الإنجليزية «كوميديا» (الفنون الهزلية والرسوم الهزلية المضحكة). منذ التسعينات، على أي حال، أصبح الفن الهزلي الكرتوني الياباني نوعا مؤسسا تأسيسا قويا بحيث أصبحت المانغا (الرسوم الهزلية اليابانية) الآن مصطلحا ثابتا في أي لغة. عندما تم تقديم الـ»مانهوا» الكورية أول مرة خارج البلاد، وقع هناك خلط بينها وبين المانغا اليابانية بسبب التشابهات في النمط. بدأ المصطلح مانهوا وبشكل تدريجي يكسب شهرة وتداولا بعد مشاركة كوريا في المهرجان الثلاثين للرسوم الكاريكاتورية في مدينة آنغوليم الفرنسية سنة 2003، وبفضل الجهود المتقدة لفناني الرسوم الكرتونية الكوريين وتشجيع الحكومة للمانهوا في الأسواق العالمية. على سبيل المثال، كاسترمان، يستخدم كلا من “bande dessineé coréenne” (الرسوم الكاريكاتورية الكورية) و»مانهوا» ليشير إلى المجموعة المنشورة المترجمة للفرنسية، المسماة بالعلامة التجارية «هانغوك» (تعني كوريا). تشتمل منشورات مانهوا كاسترمان على «كاتسبي» و»رومانس كيللر» لت»كانغ دوها»، «قصة اللون الأصفر الترابي» لـ»كيم دونغ-هوا»، «التوقيت» و»الشقة» لـ»كانغ فول». إن استخدام مصطلح “bande dessineé” بدلا من مانهوا في العنوان يعكس الصفة الموجهة نحو المستقبل للمعرض الكوري الخاص. وقد تبنينا المصطلح الأكثر عالمية عن قصد وذلك لإظهار الثقة في أن الأعمال الكورية تشير إلى مستقبل الفنون الكرتونية الكاريكاتورية في بيئة رقمية. مجلة الرسوم الكاريكاتورية الكرتونية هي أحدث تطبيق على الهاتف النقال من قبل مشجعي الكوميديا والأعمال الكاريكاتورية الكورية في البلاد والخارج، وهي متوفرة بالكورية والإنجليزية. هناك مجموعة من المعلومات المتعلقة بالرسوم الكرتونية يمكن الحصول عليها من هذه التطبيقات على الهاتف النقال، والتي أطلقت في مارس هذه السنة من قبل وكالة محتويات مانهوا الكورية (KOMACON). وهي تقدم مائة مقطوعة أدبية من الفن الكوميدي الكوري، وكذلك مراجعات شاملة، وأخبارا على آخر ما ينشر، ومقابلات لفناني الرسوم الكاريكاتورية الكوريين وقنوات SNS (أي خدمة الإشعارات البسيطة) التي تربط مع مواقع المشاهير من فناني الرسوم الكاريكاتورية على الموقف «وبتونز». هل تستطيع كوريا أن تشق طريقا للرسوم الكاريكاتورية مستقبلا؟ هذا يعتمد على الجيل الجديد الذي ينمو الآن وهو يلعب مع كل ما هو رقمي. (فيما يتعلق ببعض التقارير الميدانية والمقابلات فإن هذه المقالة مدينة بهذه التغطية لـ»لي يونغ-هي» من صحيفة «جونغآنغ إيلبو»).

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات