حركة الشباب المجاهدين في مقديشيو..إلى أين؟

02:33 مساءً الجمعة 22 نوفمبر 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين في الصومال هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تتبع فكريا لتنظيم القاعدة .

والحركة التي تأسست في أوائل عام 2004 كانت الذراع العسكري لإتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى ما يعرف ب” تحالف المعارضة الصومالية ” .

والزعيم الحالي للحركة هو (مختار علي الزبير) وتقوم الحركة بالتضييق على المواطنين حيث قامت بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها .

ورغم طرد حركة الشباب من العاصمة مقديشيو صيف عام 2011 ومن العديد من معاقلها وسط وجنوب البلاد فإن مقاتليها لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية واسعة ويشكلون في نظر المراقبين العائق الأول أمام إرساء السلام في الصومال .

وتشهد مقديشيو باستمرار هجمات وتفجيرات بسيارات مفخخة يقوم بها مسلحو حركة الشباب التي تريد إسقاط الحكومة المدعومة من الأسرة الدولية ، وتشكل حركة الشباب المجاهدين تهديدا أمنيا مستمرا في الصومال وبلدان المنطقة حيث أعلنت الحركة عن إفلات رئيس الحكومة (شيخ شريف) من كمينين نصبتهما كتائب المجاهدين المرابطة على الطريق بين مقديشيو ومدينة بلعد بولاية شبيلي الوسطى الإسلامية ، وتحولت الكمائن إلى معركة قوية استمرت لعدة ساعات شاركت فيها دبابات ومدرعات الأفارقة وتمكنت كتائب المجاهدين من إحراق بعض المدرعات ونجا شيخ شريف الذي كان يختبئ داخل إحدى الدبابات .

كما أعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية مسئوليتها عن حادث إطلاق النار الذي وقع في مركز (ويست جيت) للتسوق بالعاصمة الكينية نيروبي وأودى بحياة العشرات وقد أدانت واشنطن الهجوم وأكدت إصابة أمريكيين فيه .

وقالت حركة الشباب في تغريدة لها على تويتر : ” لقد خضنا منذ فترة طويلة حربا ضد الكينيين في أرضنا ، وحان الوقت الآن لنقل وتغيير أرض المعركة لنأخذ الحرب إلى أرضهم ” .

وأكدت الحركة في تغريدة سابقة لها أن كينيا تلقت تحذيرات متكررة لسحب قواتها من الصومال أو مواجهة عواقب وخيمة ورغم ذلك أصمت الحكومة الكينية آذانها عن تحذيراتنا المتكررة وواصلت قتل المسلمين الأبرياء في الصومال .

وقد هدد مسلحو حركة الشباب المجاهدين كثيرا في السنوات الأخيرة بشن هجمات على الأراضي الكينية ردا على الدعم العسكري الذي تقدمه نيروبي إلى الحكومة الصومالية التي يحاربونها .

وبالرغم من فقدان حركة الشباب السيطرة على معظم المدن والبلدات الرئيسية في الصومال مازالت الحركة تبسط نفوذها على أجزاء واسعة من المناطق الريفية حيث تفرض عليها نموذجا متشددا من الشريعة الإسلامية بما في ذلك رجم النسوة المتهمات بالزنا وقطع أيدي السراق .

وبدأت الحركة بالتركيز بشكل متزايد على انتهاج أسلوب حرب العصابات لمواجهة التفوق الذي تتمتع به القوات الأفريقية بالعدة والعدد ، وزعيم حركة الشباب المجاهدين مختار علي الزبير ينحدر من منطقة أرض الصومال الشمالية المنفصلة عن الجسد الصومالي وقد انضمت حركة الشباب إلى تنظيم القاعدة في فبراير/ شباط عام 2012 وأعلن مختار علي الزبير أنه يبايع أيمن الظواهري زعيم التنظيم .

وفي تصعيد للعمليات الإرهابية التي تقوم بها الحركة ذكرت صحيفة ذا ديلي اكسبرس أن حركة الشباب المجاهدين التي كانت وراء الهجوم الإرهابي على المجمع التجاري ويست جيت في نيروبي خططت لشن عمليات إرهابية في بريطانيا تستهدف معالم بارزة من بينها فندق (ريتز) وسط لندن وأن الوثائق التي تضمنت هذا المخطط عثر عليها بحوزة أحد قادة الحركة بعد مقتله في الصومال .

كما دعت حركة الشباب المجاهدين الصومالية جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى نسيان الديمقراطية وحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم .

وفي تقريرها الصادر بتاريخ 13 يوليو/ تموز 2013 عرضت مجموعة المراقبة للأمم المتحدة الخاصة بالصومال واريتريا تقريرا مفصلا جمعت فيه كل ما يخص الوضع في الصومال بالتركيز على ملف حركة الشباب المجاهدين والحكومة الصومالية والصراع الدائر على الأرض وجاء في ملخص التقرير أن حركة الشباب المجاهدين رغم تراجعها في الفترة الأخيرة بانسحابها من معاقلها وخاصة المدن المهمة مثل مدينة كسمايو وذلك عقب توسع قوات المرتزقة الأفارقة والحكومة الصومالية التي شكلها الغرب في هذه المناطق إلا أنها لازالت تسيطر على معظم جنوب ووسط الصومال بما في ذلك منطقة جوبا ومناطق أخرى وقد غيرت الحركة من أسلوبها في الحرب غير المتكافئة في المدن والمناطق التي لم تعد تحت سيطرتها.

وأشار التقرير إلى تفادي حركة الشباب المجاهدين المواجهة العسكرية المباشرة مع أعدائها واعتمادها على حرب العصابات والذي مكنها من المحافظة على قدرتها القتالية ومصادرها .

من جهة أخرى يؤكد فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة أن حركة الشباب المجاهدين وإلى وقتنا الحاضر لازالت تمثل التحدي الأكبر أمام الأهداف التي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقها في الصومال ويضيف التقرير أن انضمام الحركة لتنظيم القاعدة في عام 2012 لم يغير في طبيعة حركة الشباب المجاهدين والتي كانت منذ البداية تمثل تهديدا أقليميا ومحليا ودوليا ، وقد تجلى هذا التهديد بوضوح في كينيا ، مع محاولة التعاون مع المقاتلين في الصومال للتحضير لعمليات جديدة أكثر تعقيدا وبتقوية العلاقات مع المجموعات الأخرى في المنطقة .

من جهة أخرى فقد أعلنت حركة الشباب المجاهدين مسئوليتها عن المئات من الإغتيالات والهجمات التي استعملت فيها تقنيات التفجير المختلفة كتفجير السيارات المفخخة والتفجير بالتحكم عن بعد وأيضا الكمائن والقصف بالهاون والقنابل اليدوية .

وفي سرد للعوامل التي تفسر نجاح الحركة في الإستقرار في المناطق التي تحكم سيطرتها عليها يشير التقرير إلى الدعم المستمر من القبائل الصومالية الرئيسية للحركة .

ومن خلال ما نشره تقرير الأمم المتحدة يتبين جليا أن انتشار الفساد في الحكومة الصومالية وانتشار ظاهرة السرقة في المؤسسات الحكومية مع ثبات حركة الشباب المجاهدين على تحقيق أهدافها يجعل مستقبل الصراع في الصومال غير واضح .

One Response to حركة الشباب المجاهدين في مقديشيو..إلى أين؟

  1. heba رد

    25 نوفمبر, 2013 at 11:29 ص

    مقال تحذيري ﻷن الوضع في الصومال مؤسف ، و الحركات دي بتشجع بعضها البعض و تستميل الشباب بأسم الدين ، ربنا ينقذ مصر من هذه الجماعات الرهابية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات