الصين تُهدي أفريقيا طريق الحرير الحديدي

09:07 مساءً الجمعة 29 نوفمبر 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الرئيس الكيني أوهوروكينياتا، ونظيره الصيني شي جين بينج، يتصافح ان خلال حفل توقيع أقيم بقاعة الشعب الكبرى في بكين، في ١٩ أغسطس الماضي، لحزمة اقتصادية قيمتها خمسة مليارات من الدولارات تمول بها الصين مشاريع للطاقة والبنى التحتية وحماية الحياة البرية

لعل حضورالرئيس الكيني (أوهورو كينياتا) حفل تدشين مشروع عملاق للسكك الحديدية على أرض بلاده ومعه رؤساء كينيا,أوغندا,جنوب السودان, رواندا, هو خير دليل على الأهمية القصوى التي يحملها هكذا مشروع, فهو سيجعل من اثيوبيا,أوغندا,رواندا,تنزانيا , بورندي,جنوب السودان, جمهورية الكونغو الديقراطية سوقا واحدة, كما سيُخفف من تكاليف التبادل التجاري بين دول المنطقة بنسبة تصل إلى 60%,فقد تم وضع حجر الأساس لتأسيس خط سكة حديد يربط بين مدينتي مومباسا- نيروبي بتكلفة 4 مليار دولار, وبيشّر بمرحلة جديدة من الإنتعاش الإقتصادي في هذه البقعة الحيوية من القارة السمراء.

كينين وجاراتها شرق أفريقيا

إفريقيا تتجه شرقا نحو الصين
تبدأ الآن حقبة جديدة لتوسيع وتطوير مؤسسة السكة الحديد في شرق إفريقيا لكن هذه المرة باستثمارات صينية ,فتمويل التوسع في بناء آلآف الكيلومترات الجديدة من المسارات يعتمد في المقام الأول على استثمارات القطاع الخاص بنظام الشركات ذات الأسهم,فقد بدأت بالفعل عمليات إعادة تأهيل خط (مومباسا) كينيا – (كمبالا) أوغنداوالذي شُيد في الأصل على يد المستعمرين البريطانيين عام 1901.

جسر مشاه فوق أحد خطوط السكك الحديدية الكينية

تشتد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة على فتح أسواق جديدة في منطقة شرق إفريقيا وتنفيذ مشاريع عملاقة على أراضيها لاسيما مشاريع البنية التحتية لهذه الدول إلا ان الخيار الإفريقي كان للشرق وبالتحديد للصين ,إذ سيتم تمويل المسار الجديد بمساهمة بنك التصدير والإستيراد الصيني, فالغرب دائما يفرض شروطا صعبة ,كما أن بكين دائما على استعداد لتقديم الخبرات الفنية والتكنولوجية التي تحتاجها هذه الدول بمنتهى السهولة والمرونة ودون شروط مجحفة.

صورة لرجال الدولة الكينيين في افتتاح أحد خطوط السكك الحديدية، التي ستشهد طفرة بفضل التمويل الصيني

جديربالذكر أن يسير الخط الجديد بالتوازي مع الخط الذي تم بناؤه في الماضي.
“خطوط السكة الحديد هي المفتاح الرئيسي لزيادة التجارة الإقليمية بين دول منطقة شرق إفريقيا”. هكذابدأ السيد(دارلان فابيو ديفيد) الرئيس التنفيذي لشركة حديد (ريفت فالي) التابعة لمجموعة القلعة الإستثمارية بقطاع النقل , معقبا على تنفيذ المرحلة الأولى ببرنامج إعادة تأهيل خط (تورورو جولو باكواش )الممتد بطول 500كم بين كينيا وشمال أوغندا.

قطار يعبر الشرق الكيني، طريق حرير حديدي في أفريقيا

خلفية تاريخية عن خطوط السكة الحديد في شرق إفريقيا
عندما تأسست شبكة السكة الحديد في منطقة شرق إفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين,والتي أقامها المستعمر الألماني والبريطاني لم يكن الهدف من إنشائها النهوض بشعوب تلك المنطقة ولا تحسين الخدمات والمرافق بها .. فهذه الإعتبارات كانت بعيدة تماما عن عقلية المحتل كان الهدف الوحيد والمُعلن هو سهولة تصدير التوابل والشاي والبن والفاكهة من تلك الآراضي البكر إلى شعوبها في القارة الأوروبية.
منطقة شرق إفريقيا كانت تمتلك شبكة من السكك الحديدية بمقياس ضيق يُقدر ب 1,000ملليمتر (حوالي 3قدم 3 3/8 بوصة) بمقياس ستيفنسن المُحدد لمقاييس السكك الحديدية , تلك الشبكة التي تطورت تاريخيا من الموانئ على شاطئ المحيط الهندي وكانت أبعد نقطة شمالاهي سكك حديد أوغندا.
القارة السمراء تحاول جاهدة أن تنمو إقتصاديا وتكنولوجيا بشعوبها لتعوّض عقودا من الإحتلال والقهر وهي تضع المواطن الإفريقي في الصدارة مستعينة بخبرات الدول الصديقة التي تقدّم لها دعما حقيقيا بعيدا عن العقلية الإستعمارية التي طالما رأى بها الغرب هذه البقعة الثمينة من خريطة العالم وهو مازال يرفض أن يعتبرها دولا مستقلة وأن ينظر إلى شعوبها كمواطنين أحرار ,لذلك كان الخيار الإفريقي في الإتجاه الشرقي غالبا … لأنها شعوب إن لم تكن عانت من مرارة الإحتلال كلها إلا أن بعضا منها ذاق مراراته والبعض الآخر يدرك جيدا أن العمل والإخلاص هو مفتاح الصدارة والريادة في العالم وأن النهوض بالدول النامية يُحقق فائدة مشتركة تحمل الخير للطرفين

بعد قرن من إنشائها ستحظى بإضافة دولية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات