مشهد من المسرح الأفغاني المناوئة للأفكار الطالبانية

مسرح المقهورين.. مصطلح غير دارج على الساحة الثقافية عامة والمسرحية خصوصا لاسيما في منطقة الشرق الأوسط, غير أن بدايات هذه المدرسة الفنية كانت في منتصف الستينيات من القرن الماضي على يد المخرج البرازيلي(أوجستو بوالو) متأثرا بالأوضاع السياسية في أمريكا اللاتينية التي عانت في هذه المرحلة من الديكتاتوريات الطاغية وأذاقت شعوبها ويلات ومآس.. فكان الحل من وجهة نظره يكمن في مسرح المقهورين الذي يُعد نمطا مثاليا لطرح المشاكل ومجابهتها بُغية الوصول إلى حلول سلمية تضع حدًا للصراعات وأنماط القهر المتعددة , وقد تأثر المخرج البرازيلي (أوجستو بوال) بكتاب (نظرية تعليم المقهورين) للفنان البرازيلي (باولو فريري)والذي يسعى من خلاله إلى تمكين الطوائف المهمشة من الشعوب ويطرح فكرة الإنتقال بالجمهور من دور المتفرج إلى دور الفاعل في العرض المسرحي.

ورش مسرح المقهورين في مصر

“يستطيع أي شخص أن يُمارس هذا العمل الإبداعي من ربات البيوت والعمال والمهمشين فهذا النوع من المسرح ليس حكرا على الفنان والممثل فحسب ” كانت هذه كلمات المخرجة والممثلة (نورا أمين) صاحبة أولى خطوات مسرح المقهورين في مصر والتي بدأت في شهر يونيو/حزيران 2012 لتصبح مصر هي الدولة الثانية بعد فلسطين في الوطن العربي.

نورا أمين

فقد تبنت المخرجة(نورا أمين) هذا الإتجاه المسرحي في مصر حيث شهدت القاهرة أول ورشة عمل لتدريب طلاب جامعيين على مسرح المقهورين بالتعاون مع نموذج محاكاة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بجامعة القاهرة التي شملت 18 طالبا .

تؤكد المخرجة المسرحية نورا أمين أن فكرة التفاعل لها أهمية تكمن في أن عقل الإنسان أكثر استيعابا وانفتاحا لاكتساب وتقبّل حلولا غير عنيفة وواقعية لحل المشاكل القائمة ولبناء نمط جديد من العلاقة لايقوم على القهر , وأنه كلما تدرب الإنسان على ذلك كلما أصبح أكثر إبداعا وأكثر قدرة على التحكم في عواطفه وانفعالاته.

المؤتمرالآسيوي الأول لمسرح المقهورين في كابول

بدأت فعاليات المؤتمر الآسيوي الأول لمسرح المقهورين في العاصمة الأفغانية كابول والذي تعقدهالمنظمة الأفغانية لحقوق الإنسان والديمقراطية بهدف تمكين الطوائف المهمشة من الشعب,هذا وتُشارك في المؤتمر دول آسيوية عدة مثل إيران, كازاخستان, الهند,باكستان,سنغافورة, بنجلاديش,نيبال.

كما تُمثل مصر في هذا المؤتمر المسرحي الكبير الكاتبة والمخرجة د/داليا بسيوني والتي تدير ورشة عمل لتدريب المشاركين على وسائل رأب الصدع في المجتمع بعد الصراعات وطرق العلاج المجتمعي عن طريق المسرح.

مؤتمر حقوق المرأة في أفغانستان

كما تُلقي د/داليا بسيوني محاضرة في المؤتمر عن حقوق المرأة والدورالذي لعبته المرأة المصرية في الثورات المتلاحقة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر وتراجع دورها في الساحة السياسية بعد ثورتي يناير 2011 , ويونيو 2013.

في ميدان الإمام… عرض مميز لمسرح المقهورين

في ساحة مسجد الإمام الشافعي قدم الفنان الشاب (إسلام سعيد) عرضا مميزا من عروض مسرح المقهورين من تأليفه وإخراجه , وهو فنان شاب من أبناء الحي وقد سبق هذا العرض عقد ورش مع أطفال وشباب الحي المشاركين فيه وقد اختار هذا المكان العريق الشعبي ليقدم فيه أول عروضه وقد كان هذا الحدث في شهر نوفمبر/تشرين أول الماضي.

التغيير للأفضل هو الهدف الذي قام من أجله مسرح المقهورين , فعندما يرفض الإنسان واقعه البائس ويسعى لأن يُغيره تزول الحواجز بين البشر ويتحدون معا في نسق واحد وهي الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها فكرهذه المدرسة الفنية … فيمكننا أن نطلق عليه مسرح الشارع من حيث بساطة المشاهد وارتباطها بالقضايا الحياتية إلا أنه يتميز بالمنهجية والحرفية معا.

Tweet