كيف صورت السينما العالمية حياة الفنان التشكيلي؟

11:37 مساءً الجمعة 13 ديسمبر 2013
محمود قاسم

محمود قاسم

ناقد وروائي من مصر، رائد في أدب الأطفال، تولى مسئوليات صحفية عديدة في مؤسسة دار الهلال، كتب عشرات الموسوعات السينمائية والأدبية، فضلا عن ترجمته لعدد من روائع الأدب الفرنسي.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

فى بعض الأحيان، يجد الكاتب نفسه أمام موضوع مختلف تقريباً عن الفكرة التى بدأ الحديث عنها، وقد كانت الرغبة هى الكتابة حول كيف صورت السينما العالمية حياة الفنان التشكيلى، ليس الفنان المعروف الذى شغفت السينما بتقديم سيرهم الذاتية فى عشرات الأفلام، بل هو فنان متخيل، فى حالة ابداع، وخاصة علاقاته العاطفية والانسانية، لا سيما “الموديل” التى يرسمها، فهذه الموديل دخلت حياة عشرات الفنانين، سواء ارتبطوا عاطفيا بها، تزوجوها، أو كانت مجرد “نموذج” عابر يتغير دوما.

كيت ونسيت، موديل ليوناردو دي كاريوكا في (تيتانيك) تتأمل صورتها المرسومة

هى علاقة بالغة الأهمية، رأيناها فى العديد من الأفلام، على رأسها “تايتانيك” لجيمس كاميرون 1997، والفيلم الفرنسى “الغارقة الجميلة” اخراج جاك ريفيت، عام 1991، وأيضاً الفيلم الفرنسى “مونبارناس19” حول علاقة موديليانى بنموذجه النسائى الذى دخل حياته، وصارت المرأة مصيره وقدره، والغريب أننا لم نعرف علاقة عكسية، لا فى الحياة أو السينما، أى أن تكون هناك فنانة تشكيلية تتخذ من رجل “نموذجا” ترسمه بشكل متكرر.

المشكلة فى هذه الأفلام أنها تعرضت لمقصلة الرقيب، فالمرأة تكون فى أحسن حالاتها كموديل وهى عارية، جسد متناسق، جميل، حاول الفنان ابراز هضابه فى لوحته، وقد بدا ذلك دوما فى أعمال الفنانين الذين شغفوا بالعاريات وعلى رأسهم روبنز، وجويا، وموديليانى، وريبنوار.

وقد حرم الناقد دوما من مشاهدة هذه الأفلام كاملة، بواقع أن الرقابة ظلت تحجر علينا مشاهدة هذه اللقطات بدعوى أنها إباحية، رغم أن الأمر يختلف تماما، وقد كنت سعيد الحظ أن قمت بتركيب هوائى فضائى منذ بدايات دخول الفضائيات إلى مصر، وتمكنت من مشاهدة أغلب هذه الأفلام بعيدا عن أعين الرقيب، وأحسست أننى متميز لقدرتى على مشاهدة ما اعتبروا أنه ممنوع.

موضوع يستحق الكتابة عنه، بل وتكرار المشاهدة والكتابة، وقد يحدث هذا فى كتاباتى القادمة، وكالعادة فعندما بدأت جمع مادتى وقعت عيناى على موضوع آخر، بالغ الجاذبية، اعتادت المجلات السينمائية المتخصصة على تقديمه للقراء، وهو اختيار أجمل خمسين أو مائة، فيلم حول موضوع ما، عن الجاسوسية، التخيل العلمى، الحرب، الرومانسية، وكان الموضوع الذى فرض نفسه هو حول أجمل خمسين فيلما ذات علاقة بالفنانينن التشكيليين، سواء الذين كتبنا عنهم فى أعداد سابقة، أو فنانين متخيلين ووجدت أن الموضوع أكثر طرافة وجاذبية، فالناس تحب استخدام أفعل التفضيل، ما هو الفيلم الأجمل، أو الأفضل، كى يكون لديها السبق لرؤيته، أو لقياس درجة الحس الجمالى عند الإنسان، حيث يمكك أن تقيس ذوقك الفنى، من خلال عدد الأفلام التى شاهدتها من بين الخمسين فيلم المختارة.

بيكاسو

والغريب فى هذه الاختيارات هو صدقها، وأهميتها بالفعل، وأن اللجنة القائمة بالاختيار غالباً ما تبلغ حد الكمال فى الاختيارات، مما يجعل المرء مطمئنا إلى هذا النوع من الاختيارات، وليس مثلما حدث فى مصر عام 1996، وعام 2007 حين اختاروا افلاما أقل قيمة من بين أحسن مائة فيلم روائى فى تاريخ السينما المصرية.

القائمة التى بين أيدينا تضم الكثير من الأفلام التى ذكرناها فى مقالاتنا حول جويا، وبيكاسو، وكارافيجيو، ومايكل أنجلو، وتولوز لوتريك وغيرهم، لكن أروع ما فى الأمر أن الفيلم الأفضل على الاطلاق فى هذه القائمة هو الجميلة الغارقة، كما أن القائمة تضم الكثير من الافلام غير الامريكية بالاضافة الى ان الافلام حول الفنانين المتخيلين أكثر عددا من الأفلام التى تعبر عن الحياة الخاصة للفنانين الذين نعرفهم.

لا يمكن أن تنسى ذلك السحر المتدفق المنبعث من فيلم “الجميلة الغارقة”، الذى دأبت القنوات الفضائية العالمية على بثه، وما أجمل أن ترى إحدى أجمل الممثلات الفرنسيات وهى تقف أمام الفنان كى يرسمها ببرود شديد، الممثلة هى ايمانويل بيار، جمال ساحر، تقف عارية أمام الفنان الذى يتعامل مع كل هذه الفتنة ببرود  شديد، هو رجل متزوج من امرأة تقدم بها السن، أدت الدور جين بيركن، وهى التى اختارت له هذا النموذج النسائى، وتأتى الفتاة كى تتحول إلى عجين صلصال يخلو تماما من الحياة، والنبض، هى أقرب إلى قطعة حجر نقى، الفنان ينظر إليها من خلال جغرافية خاصة، يتعامل معها بتحجر واضح.. هو يرى جمالا خاصا، فى أنه سوف يرسم هذه الهضاب، وسوف يتحول الحجر إلى كائن مرسوم، وأهم ما فى الفيلم أن مشاعر الفنان جسده ميشيل بيكولى، سوف تنتقل إلى المتفرج، الذى سيجد نفسه يهتم بالحدث، ويكاد ينسى التأمل فى هذا الجمال، ولعل هذا يعطى الانطباع الحقيقى لعلاقتنا بالعرى، حيث تحول جمال ايمانويل بيار غلى شىء رغم كل ما تتمتع به من جمال.. بل ان الأمر سوف يصل إلى حد النفور، فهذا الشىء الثمين، الجسد، تحول أمام عينى الفنان إلى إداة جافة للغاية، كأن يرسم الفنان جبلاً، أو منظراً طبيعياً.

يستحق الفيلم، لمن شاهد هذا النوع من الافلام، أن يكون عن جدارة فى صدارة خمسين عملا التى يكاد يفوتها سن الشباب، وما إن تنتهى اللوحة، حتى تنتهى العلاقة الوظيفية، وتستمر الحياة فى البيت، فالفنان يشارك باللوحة فى المعرض القادم، وعلى زوجته أن تختار له “موديل” جديد كى يرسم لوحة جديدة.

الفنان هنا لم يشأ أن تتكرر موديله مثلما رأينا موديليانى، هو لم يسع إلى أن يرسم المرأة نفسها وهكذا تتجدد حياته، وفنه..

وكما أشرنا فإن أغلب الأفلام المختارة غير أمريكى، تم انتاجه فى أوروبا، واليابان، كما أن الأفلام الأمريكية التى تم انتاجها، كانت جميعها حول فنانين أوروبيين، مثل الفيلم الذى جاء فى الترتيب رقم 2 فى القائمة، حول فانسان جوخ، وهو “شهوة الحياة” لفانسنت مينيللى، عام 1957، والطريف أن الأفلام التى تم انتاجها حول جوخ قد تم اختيار أكثرها وسط هذه القائمة أما الفيلم الثالث فى القائمة فهو للايطالى جوزيبه تورنتاى من انتاج عام 2013، بعنوان “أحسن عطاء” ولم نره بعد، وقد اختار المخرج الذى سبق أن قدم فيلما عن سحر السينما العديد من الممثلين الأمريكيين مثل جيوفرى رش، حول فنان لديه الكثير من الوساوس حول مجموع لوحاته.

ملصق الفيلم الياباني

جاء الفيلم اليابانى “تونى تاكيتانى” فى المرتبة الخامسة من اخراج جون ايشيكاوا عام 2004 حول علاقة فنان تشكيلى بزوجته فى عالم تصميم الملابس، والأقمشة، وهو موضوع جديد ومختلف فى عالم السينما، وايضا الفن التشكيلى، حيث أن هذا النوع من الفنانين، قد نقلوا التصميمات الفنية إلى الشوارع، وذلك باعتبار ما يلبسه الناس، خاصة الشباب، ومن ملابس متعددة خاصة فى مواسم التغيير، سواء بالنسبة للرجال أو النساء.

وقد توقفت القائمة عند الفيلم الروسى اندريه روبليف، لتاركوفسكى عام 1966، وهو فيلم تاريخى حربى، شاهدناه دوما فى عروض المركز الثقافى الروسى، حيث تدور الأحداث فى القرن الخامس عشر، والفيلم بمثابة تحويل احدى الايقونات الفنية التاريخية إلى أحداث درامية أدخلت تاركوفسكى دائرة المجد.

ومن القرن الخامس عشر فى روسيا، إلى القرن التاسع عشر فى كوريا من خلال فيلم النيران المرسومة اخراج كوون – تيك ايم حول المتاعب السياسية، والحياتية التى يواجهها فنان عشق رسم الطبيعة، والفيلم من انتاج عام 2002، أى أننا أمام تنوع، وليس الف التشكيلى المتميز حكرا على أمة دون أخرى، أو على زمن دون آخر.

لعل الفيلم الأقدم فى هذه القائمة هو “بورتريه جينى” الذى أخرجه ويليام ديزل عام 1948، وهو حول فتاة “جينفر جونز” تحول شخصا عاريا أحبته إلى فنان، شغف كثيراً بملامحها، وقام برسمها ليكون الحب هو أقوى سبب للخلق والابداع، فى أجمل صورة، وكما أشرنا فإن الأفلام الأمريكية المختارة فى القائمة أقل عددا من الأفلام الآسيوية، ومن هذه العناوين على سبيل المثال: “فانسان وثيو” لروبرت التمان 1990،حول العلاقة الحميمة التى ربطت فان جوخ بأخيه ثيو، الذى لعب دورا كبيرا فى دوره كفنان.. وأيضاً هناك “فم الحصان” اخراج رونالد نيم عام 1958، بطولة اليك جينيس، حول فنان تشكيلى يتوصل إلى أن الحزن وآلام الناس، هى المنبع الأفضل للابداع، وأن البهجة والسعادة، لا تصنع معاناة مثل التى يشكلها الألم فى حياة الفنان، أو الناس.

لعب الفرنسيون دورا ملحوظا فى ايواء الفنانين القادمين إليها من كل الأنحاء، خاصة أوروبا، كما قامت السينما الفرنسية بدور بارز للغاية فى عمل أفلام حول حياة هؤلاء الفنانين الذين عاشوا فوق أرضها، ومن هذه الافلام “عشاق على الجسر” اخراج ليوكاراكس عام 1991، حول جسر بون نوف الذى كان وحيا للكثير من الفنانين ليرسموا صورا للعاشقين، وهم يلتقون هناك فى أجمل مشاهد الحب، ويروى الفيلم قصة حب بين فنان تشكيلى يدعى اليكس، وفاة التقاها فوق الكوبرى، وتعرض الحب لامتحان صعب للغاية، أما جان بيكز فقد أخرج فيلمه “حديث مع حارس حديقتى” عام 2007، حول فنان تشكيلى يعيش فى باريس، ينفصل عن زوجته، ويقرر العودة إلى مسقط رأسه، ويعيش فى بيت ريفى، بعيدا عن صخب المدينة، ويتعلم من جناينى المنزل، لديه الكثير من المفاهيم والمعانى التى لم يتعرف عليها الفنان فى عاصمة النور.

أما المخرج موريس بيالا، فقد توقف عند آخر شهرين من حياة فان جوخ فى الفيلم الذى أخرجه عام 1991، وبالضبط 76 يوما، وهى فترة القلق الكبرى فى حياة الفنان، وقد شد هذا الفيلم انتباه الناس بالدرجة نفسها التى حدثت فيلم “الجميلة الغارقة”، واهتم الفيلم بعلاقة جويا بحبيبته التى قطع اذنه من أجلها، وايضا علاقته بحقول القمح التى كانت مادة خصبة مرسومة، كما قدم الفرنسى جيل بوردوس فيلما حول رينوار تدور أحداثه فى عام 1915، أى أن الفيلم أخرج الابن من عالم السينما إلى الفن التشكيلى، علما أن السينما لم تلتفت كثيرا إلى سيرة الأب فى السينما، أما المخرج باتريس شيرو، الذى رحل فى نوفمبر الماضى، فقد قدم فيلمه “يمكن لمن يحبنى أن يركب القطار”، حول مجموعة من الأصدقاء يركبون قطارا إلى باريس لحضور حفل تكريم صديقهم الفنان التشكيلى جان – بابتست.

المخرج الذى تكرر اسمه فى القائمة أكثر من مرة، هو البريطانى بيتر جرينوى، الذى تواجد اسمه ثلاث مرات فى أفلام تمتعت برؤية تشكيلية متجددة، سوءا من حيث الصورة، أو الموضوع، وقد ظل يقدم هذه الأفلام دون غيرها.. من هذه الأفلام “عقد رجل لعبد الداما” عام 1982، الترتيب الحادى عشر حول علاقة بين فنان تشكيلى وزوجته، ثم فيلم “بطن المهندس معمارى” عام 1987، حول مهندس معمارى يصل إلى ايطاليا وهناك يصاب بالدهشة والاعجاب عند زيارته لمعرض فنى للفنان التشكيلى والمهندس المعمارى بوللر، صاحب التصميمات الفنية الجديدة، وقد حقق الفيلم الترتيب رقم 26 فى قائمة أجمل الافلام حول الفنانين التشكيليين، أما فيلمه الثالث فهو “رقابة الليل” عام 2007 “الترتيب رقم 50” فى اطار بالغ الغرائبية، حول الفنان رمبرانت، ومعاناته فى رسم لوحة تحمل اسم الفيلم.. ولا شك أن جرينواى يحتاج إلى دراسة منفصلة.

رمبرانت

الملاحظ ان مدة عروض هذا الفيلم زمنيا تتجاوز الساعتين وذلك من اجل التوقف بالكثير من التفاصيل حول الحياة الخاصة والاعمال الفنية للفنان، سواء كان شخصية حقيقية، أو متخيلة.

ويبقى فيلم “تايتانيك” فى الذاكرة بمثابة قصة حب جميلة ما لبثت أن تولدت فوق سطح سفينة أسطورية قدرية مكتوب عليها أن تغرق بسكانها الكثيرين، عقب تولد قصة الحب هذه التى نشأت بين جاك الشاب الذاهب إلى بلاد الثروة خاو الوفاض، وبين روز سليلة الأثرياء البائسة. التى لا تريد الزواج من رجل ثرى لا تحبه، فتفكر فى الانتحار، وينجح جاك فى انقاذها.

تجلى قوة بداية العلاقة بين الاثنين، حين تكتشف روز أن فتاها فنان يتطلع إلى أن يرسمها مع قلادتها الثمينة التى تعتز بها، فكانت هى الشىء الوحيد الذى كان فوق جسدها، بعد أن نزعت عن نفسها ملابسها، مثلما تفعل “موديلات” الفن التشكيلى، فأخذ يرسمها، كانت اللوحة بمثابة عهد على بقاء قصة الحب هذه حتى نهاية القرن العشرين حين نزل المخرج جيمس كاميرون مع فريق عمله الى الاعماق، وتخيل انه عثر على هذه اللوحة، القلادة، رميت فى اعماق المحيط، لكن اللوحة بقيت.

هكذا مجد الفيلم الفن، فالرسم أدى إلى تبلور المشاعر بين جاك وروز، واللوحة بقيت مثلما ظلت روز على قيد الحياة، روز أصابتها الشيخوخة، أما اللوحة فسوف تبقى.

وفى الوقت الذى حرمتنا فيه الرقابة من مشاهدة روز هى متمددة يرسمها حبيبها فإن المتابعين لتويتر يمكنهم أن يروا فيلما طوله ست دقائق، حول كيف تم رسم اللوحة عن طريق الفوتو شوب، تتباين اللوحة من خطوط ويظهر الواحد منها تلو الآخر، خيوط خفيفة، تتبعها أخرى غليظة تكشف الخلفية، وتظهر القلادة تزين الصدر، وهذه القلادة سوف تختفى كى تعود من جديد.. وتبدو الألوان فى الظهور تدريجيا.. درجة خفيفة من البنى، وفى الخلفية أزرق بدرجة معينة، ويبدو وجه روز أشبه بالصلصال، تظهر ملامحه بشكل تدريجى، مع تطور التلوين والرسم.. ويركز الفنان على دقائق الشعر، بالاضافة إلى جسد الفتاة إلى أن يظهر الستار الأحمر على يمين اللوحة يخفى جمالا، فى مشهد ثابت يختلف عن مشهد الممثلة كيت وينسلت التى لم تتوقف عن الحركة أثناء رسمها..

وشيئا فشيئا تبرز تضاريس الجسد والشعر، وتبدو ملامح اللوحة، التى وقعت باسم فنان يدعى ريجى جوزيف.. هذا مشهد ثابت، أما فى الفيلم فقد بدت روز مليئة بالحيوية والجمال، وهى تتخلص من غلالتها أمام حبيبها، ثم تختار هى “الوضع” الذى تفضل أن ترسم عليه، وهنا يبدو الفارق الواضح بين المشهد السينمائى المتحرك، واللوحة الثابتة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات