انتهى حُكمُ الإخوان، فمتى ينتهي إرهابُهم؟

09:49 صباحًا الأربعاء 25 ديسمبر 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

آلاف من أبناء مدينة المنصورة (110 كلم شمال القاهرة) يشيعون جثامين رجال الشرطة الذين سقطوا ضحية لانفجار الأمس، الذي تبنته جماعات إسلامية متشددة متحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت جماعة إرهابية (صورة أحمد عمر، أ.ب)

يُمكن أن نحصي الجثث، أن نعرف عدد الضحايا، أن نقدر حجم الخسائر، لكن الحزن أكبر من أن يُقدَّر، والهم أثقل من أن يُحمَل، والعداء للجماعة الانتقامية التي أسسها البنا قبل أكثر من ثمانية عقود، بات أضخم من أن تحجم موجته أية موجات تهدئة.

بالأمس توفي 14 مصريا غالبيتهم من قوات الشرطة، وأصيب أكثر من 100 اخرين في ساعة مبكرة من صباح (الثلاثاء) في انفجار سيارة مفخخة استهدف مقر مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة شمال القاهرة.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان بثته وكالة أنباء (الشرق الأوسط) الرسمية ” إن التفجير وقع في حوالى الواحدة من صباح اليوم الثلاثاء “، دون توضيح ملابساته.

وأضافت أن التفجير ” أسفر عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين الذين تصادف وجودهم بمنطقة الانفجار وإصابة آخرين “.

ولم يحدد البيان حصيلة الضحايا.

لكنه لفت إلى أن التفجير أسفر أيضا ” عن انهيار واجهة المبنى الجانبي للمديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة، من بينها مجلس مدينة المنصورة، والمسرح القومي، والمصرف المتحد، وإتلاف عدد من سيارات الشرطة والمواطنين “.

وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية سقوط “13 شهيدا” في التفجير، وذلك في تصريح للوكالة الرسمية التي قالت بدورها إن عدد الجرحى بلغ 134 شخصا.

وأكد المصدر أن بين الجرحى مدير أمن الدقهلية اللواء سامي الميهي، لافتا إلى أنه تم نقله مع مسؤوليين أمنيين بارزين اثنين وثلاثة شرطيين إلى مستشفيي الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر وكذلك المستشفى العسكري بالمعادي “لخطورة إصاباتهم”.

وامتدت أضرار التفجير لمسافة تراوحت من 500 إلى 700 متر، حسب ما أفاد مصور وكالة أنباء ((شينخوا)) المتواجد بموقع الحادث.

فقد تحطمت واجهات زجاجية لعدة مبان، منها مقار أندية ونقابات مهنية، فيما تعرضت محال تجارية بعد ساعتين من التفجير لعمليات سلب ونهب.

وتجمع عشرات المصريين بمحيط موقع التفجير، منددين بجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، ورددوا هتافات “سيسي سيسي.. انت رئيسي”، و “بنحبك يا سيسي”، في إشارة إلى وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، ورفعوا صوره.

وتشير معلومات مبدئية إلى أن التفجير وقع باستخدام “سيارة ربع نقل مفخخة “، حسب ما أفاد مصدر أمني رفيع المستوى الوكالة الرسمية.

وصباح الأمس تفقد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم موقع التفجير، ووجه بتشكيل فريق بحث موسع لتحديد هوية الجناة وضبطهم في أسرع وقت.

وتعهد الوزير المصري الذي نجا في الخامس من سبتمبر الماضي من محاولة اغتيال، بمواصلة “الحرب ضد الإرهاب”.

وقال إبراهيم في هذا الصدد ” إن الأجهزة الأمنية ستواصل حربها الشرسة ضد قوى الإرهاب الأسود التي تحاول العبث بأمن البلاد وتعطيل خارطة المستقبل التي جاءت بإرادة الشعب المصري “.

وجاء تفجير اليوم غداة الإعلان عن تجميد أموال 1055 جمعية مرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين، ما اعتبرته صحف محلية ” جبهة جديدة للحكومة ضد منابع الأموال التي تستخدم في دعم مظاهرات الفوضى والعنف “، في إشارة إلى مظاهرات أنصار الاخوان المستمرة منذ عزل مرسي قبل أكثر من خمسة أشهر.

وصباحا أعلن رئيس الحكومة المصرية المؤقتة حازم الببلاوي جماعة الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الأقدم والأكثر انتشارا في مصر “منظمة إرهابية.

ونقل شريف شوقي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المصري، عن الببلاوي قوله إن “جماعة الاخوان أظهرت وجهها القبيح كجماعة إرهابية تسفك الدماء وتعبث بأمن مصر “، حسب ما أوردت وكالة أنباء (الشرق الأوسط).

وأضاف الببلاوي أن الانفجار ” عمل إرهابي بشع الغرض منه ترويع الشعب حتى لا يستكمل طريقه في تنفيذ خارطة الطريق”، مشددا على أن “الإرهاب لن ينجح في ذلك، والشعب المصري سيقف بقوة لاستكمال خارطة الطريق”.

ولاحقا، قال السفير هاني صلاح المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) ردا على ما تردد من إدراج جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم إرهابي ” نبحث حاليا وضع جماعة الاخوان المسلمين من كافة الأوجه القانونية والسياسية والأمنية، وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة معها وفق القانون “.

وأضاف صلاح أن الحكومة لن تتهاون مع كل من يهدد أمن واستقرار مصر، وأنه سيتم اتخاذ كل مايلزم من اجراءات حيال هذه التهديدات.

وعقب اجتماع وزاري للجنة الخاصة بتنفيذ حكم حظر نشاط جمعية الإخوان المسلمين، قال رئيس الوزراء المصري في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم، ” إن الحادث الذي شهدته مديرية أمن الدقهلية يمثل استمرارا لسلسلة طويلة من عمليات الإرهاب، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية والمظاهرات والاعتداء على الأموال العامة ومحاولات منع الدراسة وتهديد أمن المواطنين “.

واعتبر ” أن ما حدث يعد من أبشع أنواع الإرهاب الذي تتعرض له مصر “.

وتعهد الببلاوي بمواجهة الإرهاب، قائلا ” إن ما حدث هو إرهاب (..) وستواجهه الدولة بكل قوة وحسم وسوف يأخذ القانون مجراه ولن نتوانى عن محاسبة هؤلاء الإرهابيين “.

بدوره، قال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري في تصريحات صباح اليوم إن مصر لن تنكسر والدولة لن تفشل، والمصير الوحيد لكل الإرهاب ومن يساندونه هو مزبلة التاريخ.

ووصف المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد علي، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، التفجير بأنه “عملية إرهابية خسيسة(..) بواسطة سيارة مفخخة “.

وقال إن “مثل هذه العمليات الجبانة التي تقوم بها فئة ضالة خرجت عن الجماعة الوطنية المصرية وانتهجت العنف والغدر واستحلت دماء المصريين، يزيدنا عزما وإصرارا على تطهير أرض الوطن من خفافيش الظلام وأنصار التنظيمات المتطرفة “.

وأقيمت بعد ظهر اليوم جنازة جماعية لضحايا التفجير شارك فيها الاف المصريين بمدينة المنصورة، أعقبها حصول عدة اعتداءات طالت منازل وصيدليات وسيارات منتمين لجماعة الاخوان المسلمين، من بينهم منزل عبدالرحمن البر عضو مكتب الارشاد.

ودان الاخوان المسلمون في بيان بثه موقع الجماعة على الانترنت “التفجير الإجرامي”، واعتبروه ” محاولة خائنة ترمي إلى إلقاء العداوة والبغضاء بين أبناء مصر وإثارة الحرب الأهلية بينهم “.

ودعوا إلى “تحقيق عادل نزيه وسريع” في التفجير وإعلان نتائجه فورا وتقديم الجناة الحقيقيين إلى العدالة

 وأدانت الصين اليوم (الثلاثاء) التفجير الذي وقع في مصر وأدى إلى مقتل 14 شخصا على الاقل وإصابة أكثر من مئة آخرين. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينغ خلال مؤتمر صحفي دوري بأن “الصين تعارض العنف الارهابي ضد المدنيين والهيئات الحكومية في مصر”. كان الانفجار قد وقع بمقر قيادة الشرطة المحلية في مدينة المنصورة خلال وقت مبكر من صباح اليوم وسط توترات سياسية محلية.

 وقالت هوا “إننا ندعم ضرورة أن يتدبر الشعب المصري شؤونه بنفسه”. واضافت ان الصين تأمل ان تستعيد مصر النظام الاجتماعي الطبيعي، وان تدفع العملية الانتقالية الشاملة قدما وان تحقق الاستقرار والتنمية الوطنية في وقت مبكر. كان رئيس الوزراء المصري المؤقت حازم الببلاوي قال ان التفجير هجوم ارهابي بشع استهدف ترويع المواطنين وعرقلة تنفيذ خارطة الطريق الانتقالية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات