إرهاب الإخوان يفجِّر مصر .. بدأ بجنود الجيش والشرطة ووصل للمدنيين

بدأت وتيرة الأحداث بالتصاعد مع نهاية العام في مصر، وكأن التاريخ يريد أن يطوي صفحة العام بمرها ومكرها الكثير، وحلوها الأقل بينة، خاصة بعد تفجير جماعة إرهابية لمديرية أمن الدقهلية في دلتا مصر، بمدينة المنصورة شمال القاهرة بنحو ١١٠ كيلومترات، وهو التفجير الذي أدى لمقتل 16 شخصا بينهم 12 من رجال الشرطة، واصابة 130 أخرين، وتدمير الواجهة اليمنى لمديرية الأمن، وبنك الاسكندرية والبنك المتحد وقصر الثقافة وعدد كبير من المحلات والمنازل وسيارات الشرطة والمواطنين.

فقد أعلن مجلس الوزراء المصري غداة التفجير، يوم (الأربعاء) أن جماعة الإخوان المسلمين تعد “تنظيما ارهابيا”، وإخطار جميع الدول المنضمة لاتفاقية مكافحة الارهاب بهذا الإعلان.

وقال نائب رئيس الوزراء الدكتور حسام عيسى، في بيان القاه في مؤتمر صحفي عقب اجتماع المجلس ، “إن المجلس قرر إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيما إرهابيا، وفقا لنص المادة 86 من قانون العقوبات بكل ما يترتب على ذلك من آثار أهمها توقيع العقوبات المقررة قانونا لجريمة الإرهاب على كل من يشترك في نشاط الجماعة أو التنظيم أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى، وكل من يمول أنشطتها”.

كما قرر المجلس أيضا توقيع العقوبات المقررة قانونا على من انضم إلى الجماعة أو التنظيم واستمر عضوا في الجماعة أو التنظيم بعد صدور هذا البيان.

وقرر كذلك إخطار الدول المنضمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998 باعلان الحكومة المصرية تنظيما ارهابيا.

كما تم تكليف القوات المسلحة وقوات الشرطة بحماية المنشآت العامة على أن تتولى الشرطة حماية الجامعات وضمان سلامة الطلاب من إرهاب تلك الجماعة.

وقال الدكتور حسام عيسي نائب رئيس الوزراء إن مصر روعت من أقصاها إلى أدناها أمس الثلاثاء بالجريمة البشعة التي ارتكبتها جماعة “الإخوان المسلمين” بتفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية مما أسفر عن سقوط 16 شهيدا وإصابة 130 شخصا أكثرهم من أبناء الشرطة والباقين من أنباء مدينة المنصورة المسالمين.

حادث الحافلة اليوم

وأضاف إن الحادث يأتي في إطار تصعيد خطير في عنف الجماعة ضد مصر وشعبها وفي إعلان واضح من الجماعة أنها مازالت كما كانت لا تعرف إلا العنف أداة لتحقيق أهدافها.

وأضاف عيسى ” إذا كانت الجماعة قد جاوزت كل الحدود المتصورة في جريمة المنصورة أمس فذلك لأنها تحاول يائسة إعادة عجلة الزمن إلى الوراء وإيقاف مسيرة الشعب المصري في سعيه لبناء دولة الديمقراطية والعدل الاجتماعي والكرامة الإنسانية بدء من الاستفتاء على الدستور الذي يؤسس لهذه الدولة الجديدة والذي يمثل المرحلة الأولى في خريطة المستقبل التي يصر الشعب وحكومته على ضرورة استكمالها طبقا للمواعيد المحددة.

وشدد علي أن مجلس الوزراء يؤكد على أنه لا عودة إلى الماضي تحت أي ظرف وانه لا يمكن لمصر ولا لمصر الشعب أن ترضخ لإرهاب جماعة “الإخوان المسلمين” وان فاقت جرائمه كل الحدود الأخلاقية والدينية والإنسانية.

وفجر انتحاري في ساعة مبكرة من صباح امس سيارة مفخخة استهدفت مبنى مديرية أمن الدقهلية، مما أدى لمقتل 16 شخصا بينهم 12 من رجال الشرطة، واصابة 130 أخرين، وتدمير الواجهة اليمنى لمديرية الأمن، وبنك الاسكندرية والبنك المتحد وقصر الثقافة وعدد كبير من المحلات والمنازل وسيارات الشرطة والمواطنين.

أما اليوم، فقد أصيب خمسة أشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة بأوتوبيس للركاب بمحيط جامعة الأزهر للبنات بحي مدينة نصر شرقي العاصمة المصرية القاهرة فيما ابطل خبراء المفرقعات مفعول عبوتين أخريين.

وقال مدير ادارة المفرقعات بالقاهرة اللواء علاء عبدالظاهر لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان ” عبوة ناسفة انفجرت في الساعة التاسعة من صباح اليوم ، بالتوقيت المحلي ، اثناء مرور أوتوبيس عام لنقل الركاب، ما أدى الى اصابة خمسة أشخاص أحدهم حالته خطيرة”.

وأوضح أن العبوة كانت مزروعة بالحديقة الوسطى لتقاطع شارعي مصطفى النحاس مع يوسف عباس بحي مدينة نصر.

وأضاف عبدالظاهر أنه ” فور وقوع الحادث، انتقل خبراء المفرقعات الى المكان وقاموا بتمشيط المنطقة بحثا عن عبوات أخرى” ، مشيرا الى أنه ” عثر بالفعل على عبوتين ناسفتين في مكانين منفصلين،وتم ابطال مفعولهما”.

وذكر أن احدى العبوتين اللتين تم ابطالهما كانت مزروعة بلوحة اعلانية في منتصف طريق مصطفى النحاس بجوار مجمع مدارس الملك فهد النموذجي ، فيما زرعت العبوة الثالثة بالقرب من قسم شرطة مدينة نصر ثان.

وقبل ذلك ، أعلن التليفزيون الرسمي ان عبوة ناسفة انفجرت في أوتوبيس عام لنقل الركاب بالقرب من مسجد يوسف بمدينة نصر.

وانتشرت قوات الأمن بكثافة في منطقة الانفجار التي تم اغلاقها بالكامل.

وقال رئيس هيئة التأمين الصحي عبدالرحمن السقا ان مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر القريبة من الحادث استقبل خمسة مصابين اغلبهم مصاب بحروق.

وعقب الانفجار ، وقعت اشتباكات بين أهالي ضاحية مدينة نصر وطلبة جامعة الازهر الذين اتهمهم الاهالي بالمسؤولية عن الحادث بحسب مراسل وكالة انباء ((شينخوا)).

ويخرج طلبة الازهر المنتمين لجماعة (الاخوان المسلمين) منذ فترة في تظاهرات منددة بالسلطات تتخللها اشتباكات مع قوات الأمن.

والانفجار هو الاول الذي يستهدف مدنيين بعد سلسلة من الهجمات طالت رجال الجيش والشرطة ومقارا أمنية خصوصا في شمال سيناء منذ عزل الرئيس المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي بموجب “خريطة طريق” أعلنها الجيش عقب تظاهرات عارمة ضد النظام الحاكم.

ضمن الإجراءات التي تلت قرار إعلان الجماعة إرهابية، أوقفت السلطات المصرية اليوم (الخميس) إصدار جريدة ((الحرية والعدالة)) التابعة لجماعة الاخوان المسلمين، وذلك تنفيذا لقرار الحكومة إعلان الجماعة الإسلامية الأقدم والأكثر انتشارا في مصر “تنظيما إرهابيا”.

وقالت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) الرسمية ” إن الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية قامت بالتنسيق مع مؤسسة ((الأهرام)) الصحفية التي تتولى طباعة جريدة (الحرية والعدالة) بالتحفظ على الجريدة وإيقاف طبعها وتوزيعها “.كما ” تم التحفظ على الزنكات الخاصة بطباعة عدد الجريدة الذي كان مقررا صدوره صباح اليوم “، حسب الوكالة.

وتابعت ” أن الجهات المختصة أخذت تعهدا على مشرف أقسام الطباعة بالمؤسسة بعدم طباعة أي أعداد من الجريدة “.وأوضحت ” أن هذا يأتي إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء بشأن اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية ووقف إصدار الجريدة “، لافتة إلى أنه تم إخطار النيابة العامة. ..

وتأتي التطورات الاخيرة قبل نحو ثلاثة أسابيع من استفتاء على مشروع الدستور يومي 14 و 15 يناير، وهو اول استحقاق فى خريطة الطريق التي تتضمن أيضا اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية .