القاهرة : حددت محكمة استئناف القاهرة 28 يناير الجاري موعدا لبدء أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في قضية اقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير 2011 المعروفة إعلاميا باسم “وادي النطرون”، فى حين دعا التحالف (الوطني لدعم الشرعية) الذى تقوده جماعة (الاخوان المسلمين) إلى مظاهرة مليونية دفاعا عن مرسي.

وذكر المستشار مدحت إدريس رئيس المكتب الفني بمحكمة استئناف القاهرة  أن القضية سيتم نظرها أمام الدائرة 15 بمحكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء (الشرق الاوسط).

واوضح ادريس ان القضية تضم الى جانب مرسي حوالى 130 متهما هم قيادات جماعة (الإخوان المسلمين)، و71 فلسطينيا هاربا يعملون بالجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وعناصر من حزب الله اللبناني.

واشارت الى ان المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، أسند إلى المتهمين ارتكابهم جرائم ” حمل الأسلحة الثقيلة لمقاومة النظام المصرى”، و” ارتكاب أفعال عدائية تؤدى إلى المساس باستقلال مصر ووحدتها وسلامة أراضيها”، و”اقتحام السجون والاستيلاء على ما بمخازنها من أسلحه وذخائر وتمكين المسجونين من الهرب”.

كما شملت الاتهامات ” خطف ضباط الشرطة محمد الجوهرى وشريف المعداوى ومحمد حسين وأمين الشرطة وليد سعد، واحتجازهم بقطاع غزة، وقتل والشروع فى قتل ضباط وأفراد الشرطة، وإضرام النيران فى مبان حكومية وشرطية”.

وكشفت تحقيقات المستشار حسن سمير أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان أعد منذ فتره طويلة مخططا إرهابيا شارك في تنفيذه بعض الدول الأجنبية وجماعة الإخوان داخل مصر، بمشاركة حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى.

وأظهرت التحقيقات أن المخطط الإرهابي كان الغرض منه هدم الدولة المصرية ومؤسساتها، حتى تقوم جماعة الإخوان بإعادة تقسيمها على أساس دينى ووضع الترتيبات الإقليمية بالمنطقة بصفة عامة، وترسيخ نظم جديدة تخدم مصالح تلك الدول الأجنبية، خاصة دولة اسرائيل باقتطاع جزء من الاراضى المصرية بشبه جزيرة سيناء لتوطين الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة.

كما كشفت التحقيقات أن الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان، قاموا بإجراء العديد من الاتصالات مع أحمد عبد العاطى عضو التنظيم الدولى للإخوان والمقيم بدولة تركيا، وعناصر حماس وحزب الله لتنفيذ المخطط الارهابى من خلال تكوين بؤر تتولى تنفيذ المهام الإرهابية بعد التسلل عبر الأنفاق غير الشرعية بقطاع غزة إلى داخل الأراضى المصرية.

وأكدت التحقيقات أن المخطط الارهابى بلغ ذروته باستغلال جماعة الإخوان لمشاعر الغضب الشعبى أثناء أحداث ثورة يناير 2011 واتحاد العناصر الأجنبية التى تسللت داخل البلاد مع العناصر التكفيرية بسيناء، لضرب المنطقة الحدودية الشرقية، ومحاولة السيطرة على مساحة ستين كيلو مترا على طول الشريط الحدودى، والتعدى على المنشآت الشرطية واقتحام السجون وتهريب كوادر الإخوان وحماس وحزب الله، وإخراج المسجونين بغية إشاعة الفوضى داخل البلاد.

وتبين من التحقيقات أيضا تسلل ما يزيد على 800 من العناصر الأجنبية عبر الأنفاق لسيناء إبان ثورة يناير، مستخدمين سيارات ذات دفع رباعى مدججة بالأسلحة النارية الثقيلة، ومدافع جرينوف وقذائف صاروخية من طراز (آر بى جى)، حيث أطلقوها بكثافة على المنشآت الشرطية والحكومية المتاخمة للحدود مع غزة، وقتلوا العديد من ضباط الشرطة.

وأفادت التحقيقات بأن المتهمين مرتكبي تلك الجرائم انطلقوا وفق تنظيم مسبق فى ثلاث مجموعات إلى سجون وادى النطرون وأبو زعبل والمرج، وأطلقوا الأعيرة النارية والقذائف صوب مبانيها، فتمكنوا من اقتحامها وقتلوا ما يزيد على خمسين من أفراد الشرطة والمسجونين، ثم قاموا بتهريب عناصرهم من السجون بالإضافة إلى ما يزيد عن 20 ألف سجينا جنائيا.

وتعد قضية “وادي النطرون” الثالثة التى يحاكم فيها مرسي، إلى جانب قضيتي ” التحريض على قتل متظاهرين سلميين” قبالة قصر الاتحادية الرئاسي، و”التخابر مع منظمات أجنبية”.

ومن المقرر ان تستأنف محكمة جنايات القاهرة جلسات محاكمته فى قضية التحريض على قتل متظاهرين فى الثامن من يناير الجاري، وذلك بعد ان عقدت الجلسة الاولى فى الرابع من نوفمبر الماضى.

بالتزامن، اعلن التحالف (الوطني لدعم الشرعية) ،الذى يقوده الاخوان المسلمين ويضم قوى اسلامية مؤيدة لمرسي، فى بيان اليوم انطلاق مظاهرات اسبوع “الشعب يشعل ثورته” بدءا من غد.

ودعا التحالف انصاره الى مظاهرة مليونية غدا، واستمرار الحشد استعدادا لمليونية الاربعاء القادم تحت شعار ” الشعب يدافع عن رئيسه “، موعد جلسة محاكمة الرئيس المعزول مرسي التى وصفها التحالف بـ” الهزلية”.

وحذر من اسماهم بـ” الانقلابيين من ان نهايتهم قد اقتربت .. مع استمرار الانتهاكات الجبانة بحق المصريين على رأسهم الدكتور مرسي” الذى وصفوه بانه ” الرئيس الشرعي القائد البطل”.

ورأى ان ” غضب الثوار لم يظهر كاملا بعد .. وان رياح النسخة الثانية من ثورة 25 يناير آتية لا ريب فيها”.

فى الوقت ذاته، خرجت عناصر الاخوان المسلمين فى مسيرات اليوم بعدة محافظات هى الاسكندرية، والغربية، واسوان ، وكفر الشيخ ، والبحيرة، والشرقية، حيث اشتبكت مع الاهالي وقوات الامن التى ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ما ادى الى وقوع اربعة اصابات.

من جهته، أعلن المستشار وديع حنا أمين عام اللجنة الوزارية المكلفة بحصر وإدارة أموال جماعة الإخوان ان اللجنة قررت منع باكينام الشرقاوي المستشار السياسي لمرسي وحسين القزاز مستشاره للشئون الاقتصادية من التصرف فى اموالهم السائلة والمنقولة والعقارية.

وأوضح فى تصريحات اليوم ان قائمة الممنوعين من قيادات الاخوان من التصرف فى اموالهم تشمل مرشد الجماعة محمد بديع، ونوابه محمود عزت وخيرت الشاطر ورشاد بيومي وجمعة امين الى جانب اعضاء مكتب ارشاد الجماعة وبعض قيادات حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسية للاخوان.

وأشار الى ان القائمة ضمت أعضاء بـ “الهياكل التنظيمية لجماعة الإخوان في القاهرة والأقاليم”.

Tweet