صدرت عن دار الطنانى للنشر رواية الكاتبة فاطمة العُريض (سفر الترحال) بالتزامن مع انطلاق فاعليات معرض القاهرةالدولى للكتاب وأختارت عنواناَ معبراَ عن الإبحار فى الأماكن والتاريخ منطلقة من العارض الذى ألم بالبطلة تلك المصرية اليهودية التى عاشت ثمانين عاماَ ليصيبها “الزهايمر” ، ولم تجد له علاجاَ سوى تلاوة تاريخها مع حفيدتها مستذكرة الأماكن والأحداث التى عاشتها فوق تراب وطنها رافضة التخلى عن مصريتها.
وعبر هذه الرحلة تسافر بنا مع جيرانها البسطاء وهجرتها داخل الوطن فى تفصيلات دقيقة لشكل الحياة الأجتماعية والسياسية خلال القرن الماضى وصولا إلى اللحظات الفارقة التى تلاشت فيها ملامح الحياة فى وطن كان للجميع وأصبح يرفض الآخر بصور متعددة.
وقد حرصت الكاتبة على التأكيد على قناعتها سواء خلال السرد أو فى مقدمة فصول الرواية التى وضعت فيها آيات تتلاقى من القرآن والتوارة مؤكده وحدة الإله رغم أختلاف الديانات وألمحت بين السطور عن الرابط الخفى بين العنوان والمضمون فأختارت سفر التكوين والخلق عند الحديث عن ميلاد “سارة” ونشأتها ثم سفر الخروج عما أصاب “يهود مصر” ومضت فى سردها لتطرح من خلال حوار ابطالها نشأة الصراع العربى الإسرائيلي ىوما ترتب علي نشأة دولة إسرائيل من تناقضات داخل الأسرة التي ضربها الشتات وتبعثرت .
غير ان الكاتبة نجحت فى أن تضع بين يد القارىء تفصيلات لحياة الآخر الذى كان مندمجاَ فى حياة ساكنة هادئة ثم تمزق بصراعات الطائفيه والتى شملت أهل الدين الواحد والبلد الواحد وكيف أن فكرة ” الحرب” لم تعد مرتبطة ” بالغزو” من الخارج وإنما اصبح الخلاف من الداخل حرباً.
ربما غرقت الكاتبة فى تفصيلات كثيرة لشكل الحياة وطقوسها والعادات والأماكن لكنها نقلت صورة كاملة غير منقوصة بعبارات وكلمات بسيطة رشيقة لا تشعر معها بالملل وإن شهدت محطات الرواية تكرار على لسان أبطالها ورؤى لهم معبرة عما خلقه الواقع من تناقض.
وعبر تلك الرحلة الطويله التى تنقلت فيها مع أبطالها لا تستطيع تصنيف العمل كرواية تاريخية أو سياسية أو إجتماعية إذ حفلت بكل هذا وهو ما يجعلها متميزة مهما طالت أحداثها وتنوعت فصولها سيما التنقل بين الأمس واليوم من خلال حوارات الجدة والحفيدة غير ان طرح فكرة التعايش كان محور كل الأحداث.
بالمجمل الرواية بالتأكيد ستكون مثيرة للجدل وربما الالتباس ، سيما فى حوارات تميزت بالوضوح والشجاعة والنقد للسياسات والمواقف وتصطدم كثيرا مع ثوابت يعتبرها البعض حقائق من التاريخ لكن الكاتبة أنطلقت من ” الزهايمر” كتشخيص لحالةأصابة المجتمع الذى تخلى عن كثير من القيم والأصول واصبحمسخاً مشوشاً .
الكاتبة “فاطمة العُريض” سبق أن قدمت مجموعتها القصصية الأولى فى الكويت عام 2007 عنوان ” غرفة بسرير مفرد” والتي ضمت تصويراً متميزاً للمرأة أماً وزوجة وشابة ومعاناتها ثم قدمت للمكتبة العربية عملها الثانى مع مؤسسة محمد بن راشد بعنوان ” كرباج ورا” غير انها فى هذا العمل تفوقت على نفسها وقدمت عملاً جديراً بالقراءة.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.