غزّة : مأساة مُعتقل كبير تديره حماس

11:03 صباحًا الجمعة 17 يناير 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بانتظار المرور

غزة : منذ ثلاثة أيام يأتي عز الدين كمال (18 عاما) إلى مجمع حكومي خصصته الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة غزة لتسجيل الراغبين بالسفر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر لكنه يعود أدراجه بسبب شدة الازدحام.

وفي اليوم الثالث بعد أن حالف كمال الحظ ووصل إلى شباك التسجيل بينما خلفه عدد كبير في طابور الرجال رفض الموظف المختص إدراج اسمه في الكشوفات لانتهاء وقت الدوام الرسمي للدوام الحكومي فصرخ في وجهه قهرا.

وتعد مغادرة قطاع غزة حاليا نوعا من دروب الأحلام لشدة صعوبتها بالنظر إلى أن معبر رفح وهو الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي يعمل جزئيا لستة أيام في الشهر في أحسن الأحوال.

إعلانات تدعو (المتخابرين) لتسليم أنفسهم

وفرضت السلطات المصرية “قيودا مشددة” على عمل المعبر منذ عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين مطلع يوليو الماضي، بحسب ما يقول مسئولون في حكومة حماس.

والسفر في غزة له طقوس مختلفة عن بقية بلدان العالم، إذ على الراغب بالسفر أن يحجز دورا لدى وزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة التي تسيطر على القطاع منذ منتصف عام 2007.

ويؤمن بضعة أفراد من شرطة الحكومة المقالة المكان ويساعدون في تسهيل التسجيل عبر طابورين أحدهما للرجال والآخر للنساء، لكن الإجراءات بطيئة وفق ما يذكر بعض الطامحون بالسفر.

ويقول كمال الذي يريد مغادرة غزة بأسرع وقت ممكن للالتحاق بمقعدة الدراسي في الجزائر لوكالة أنباء (شينخوا) “ضاع الفصل الدراسي الأول بالنسبة لي وعلي أن أبذل مزيدا من الجهد حتى أغادر والتحق بالجامعة والموظف يقول لي انتهى دوامي”.

ويضيف كمال وهو يحمل بيديه حزمة من أوراقه الثبوتية، “حاولت الشهر الماضي السفر لكن لم يحالفني الحظ لأن السلطات المصرية أغلقت المعبر وأنا انتظر بحافلة المسافرين أمام بوابة المعبر”.

وشرعت الحكومة المقالة منذ الاثنين الماضي بتسجيل المسافرين بعد أن ألغت تسجيلات العام الماضي، لكنها أعلنت أنها ستأخذ بالحسبان أسماء المسجلين إذا توفرت أوراق الإثبات اللازمة لسفرهم.

ويقتصر السماح للراغبين بالتسجيل من أجل السفر على أصحاب الجنسيات الأجنبية والإقامات التي شارفت على الانتهاء والطلبة على أن يكون لديهم ما يثبت ذلك.

وارتسمت علامات الابتسامة على ملامح نجوى حمدي وهي مصرية الجنسية بعدما خرجت من مركز التسجيل وبيدها ورقة حجز للسفر بنهاية هذا الشهر.

فيما ظل أحمد عطا الله الذي أجرى أربع عمليات جراحية في أحد المستشفيات المصرية، متماسكا في طابور المسجلين لكنه انفعل عندما أبلغه موظف التسجيل بأن شروط السفر لا تنطبق عليه.

ويقول الرجل وهو في العقد الخامس من العمر ل(شينخوا)، “لا أحد يرحمنا (..) كل واحد عنده شروط وأنا المرض ينال من جسدي”.

ومن المتوقع أن يعاد تشغيل المعبر خلال الأسبوع المقبل وفق ما صرح مدير هيئة المعابر والحدود في الحكومة المقالة ماهر أبو صبحه.

لكن أبو صبحه ظل يؤكد على أن أزمة معبر رفح “سياسية” رغم الحاجة الإنسانية الماسة لآلاف الفلسطينيين بالسفر إلى خارج غزة، موضحا أن حوالي أربعة آلاف شخص تقدموا بأوراقهم من أجل السفر خلال يومين.

وتقوم هيئة من إدارة المعابر بتدقيق أوراق هؤلاء، لتمكين ذوي الإقامات التي تنتهي خلال شهر، والمصريين لأب وأم مصرية، وأصحاب الجوازات الأجنبية، ومن تنطبق عليهم الشروط، من السفر.

ويقول أبو صبحة “لو فتحنا باب التسجيل أمام المواطنين دون تدقيق، فإننا نتكلم عن عشرات الآلاف، لذلك قررنا أن يغلق باب التسجيل للسفر عندما يصل العدد إلى خمسة آلاف فقط”.

وفتحت مصر التي انتهت من عملية التصويت على الدستور الجديد أمس الأربعاء، معبر رفح ليومين فقط منذ بداية العام الجديد.

وكانت مدرعة وناقلة جند يعلوها مدفع رشاش تقف عند البوابة الفاصلة بين قطاع غزة ومصر ويحدق جنود مصريون من فوقها إلى حافلات المسافرين التي تسير ببطء شديد.

حماس تغسل أموالها في الصين، ليس لإنعاش اقتصاد الفلسطينيين في غزة، ولكن لتمويل الإرهاب خارج الحدود

وما تزال حكومة حماس تتمسك بإدارة معبر رفح من جانب قطاع غزة، رغم أن الإعلان عن تشغيله يتم من خلال السفارة الفلسطينية في القاهرة بعد عزل مرسي.

وأدخل مرسي تسهيلات واسعة خلال فترة حكمه لعام على إجراءات السفر عبر معبر رفح الذي كان يعمل على مدار الأسبوع لنحو 6 ساعات يوميا ويسافر أكثر من ألف فلسطيني خلال اليوم الواحد من خلاله.

إلا أن هذا العدد تقلص إلى نحو 200 مسافر في اليوم الواحد من الأيام القليلة التي يفتح بها المعبر خلال الأشهر الستة الأخيرة.

السلاح، والدمية، العنف والبراءة، من ينتصر؟

ولم تسمح السلطات المصرية لأي مسئول من حماس بالسفر خارج غزة منذ عزل مرسي، وتتهمها بتقديم إمدادات لوجستية وتدريبات عسكرية لعناصر جماعة الأخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة المصرية المؤقتة بأنها “إرهابية”، فيما تنفي الحركة الإسلامية تلك التهم بشدة.

وتقول السلطات المصرية، إنها تفتح المعبر وقت الحاجة لانشغال الجيش بالعمليات الأمنية ضد “الجماعات الإرهابية” في شبهة جزيرة سيناء المجاورة لقطاع غزة.

وربط السفير المصري لدى السلطة ياسر عثمان تحسين السفر عبر المعبر وأوضاع قطاع غزة بإتمام المصالحة الفلسطينية، وقال في تصريحات صحفية “الكثير من القضايا والأزمات التي يعاني منها القطاع سيجري حلها بشكل جذري إذا إتمام المصالحة”.

وحذرت منظمات حقوقية محلية ودولية، من استمرار السلطات المصرية في “فرض قيود مشددة” على حركة السفر عبر معبر رفح منذ عزل مرسي.

ويقول الحقوقي إبراهيم معمر رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون في غزة ل(شينخوا)، إن الإجراءات المتبعة من قبل السلطة المصرية على المعبر “غير مقبولة وتتعارض مع المواثيق الدولية التي تكف حرية السفر والتنقل”.

الأنفاق، شريان حياة التهريب، تستغله حماس، ويحاول مواطنو غزة الاستفادة مما بقي منها

ودعا معمر، إلى وقف الإجراءات المتبعة على المعبر وفتحه بشكل كامل أمام حركة المسافرين دون إبطاء.

كما طالب بعدم إقحام المعبر في الشئون الداخلية المصرية باعتباره معبرا دوليا ويجب وإخضاعه لشروط وأحكام القانون والتفاهمات ذات الصلة.

وتفاقمت أزمة السفر عبر معبر رفح منذ سيطرة حماس على قطاع غزة بعد جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية والموالية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

استعراض لقوة حماس، ضد من؟

وصرخ أحد الطامحين بالسفر بعد خروجه من طابور التسجيل “حرام يكون عندنا معبر.. المفروض أن يزيلوا الحدود مع مصر”.

وقالت سيدة ترتدي غطاء رأس بعد عراك لفظي مع موظف التسجيل “حرام عليهم لازم أسافر إلى الإمارات إقامتي تنتهي الشهر المقبل (…)”.

وتابعت وهي تتحدث بغضب “نحن في غزة في سجن كبير لكننا إلى الآن نجهل ما فعلنا كي نعاقب بهذه الصورة”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات