هل ينجح “حداد” في ربط الثقافتين العربية والفارسية عبر الكويت؟

01:38 مساءً السبت 18 يناير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

المفكر حداد يسعى لبناء جسر فارسي عربي، مجددًا

شهدت رابطة الأدباء في دولة الكويت لقاء” حواريا” حاشدا” جمع الدكتور غلام علي حداد عادل رئيس مجمع اللغة الفارسية و رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني السابق مع نخبة من الأدباء و المفكرين أعضاء رابطة الأدباء فى الكويت ، كما حضر اللقاء الدكتور محمدعلي آذرشب مستشار وزير الثقافة و الأرشاد الإسلامي الإيراني ، السيدة الدكتورة طيبة ماهرو زاده رئيسة شبكة النخب النسائية في منظمة المؤتمر الإسلامي ، الدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي الإيراني و فلاح الحجرف قائم بالاعمال السفارة الكويتية في طهران.

وحداد هو عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس سابق للبرلمان الإيراني ويعمل عضوا في البرلمان منذ دورته السادسة وحتى الآن. كما أنه يعمل كرئيس لمجمع اللغة والأدب الفارسي وعضوا في المجلس الثقافي الأعلى للثورة، وقد انضم للائتلاف الثلاثي إلى جانب ولايتي وقاليباف . وولد حداد في عام 1945 في طهران، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة. ومناصبه عضو مجمع تشخیص مصلحت نظام، العضو السابق في البرلمان الايراني، النائب في البرلمان الايراني من دورته السادسة حتى اليوم، رئيس مجمع اللغة والادب الفارسي وهو عضو في المجلس الاعلى للثورة الثقافية

 في بداية اللقاء اعرب أ.د حداد عادل عن سروره لزيارة البلاد للمرة الثالثة و المشاركة في احتفالات مهرجان ” القرين” التي تعيشها دولة الكويت حاليا” مشيرا” إلى الأجواء الثقافية الرحبة التي تتميز فيها البلاد و التي قلما نجدها في البلدان المجاورة ، لاسيما الالتزام بالتراث العريق و الأصالة و الابتعاد عن مظاهر التغرب مضيفا” أن ما يميز وشائجنا هو تعزيز العلاقات الودية و القائمة بين بلدينا خلال العقود الثلاثة الأخيرة .
و أكد المفكر الإيراني ان شعبنا يحمل في ذهنة صورة ايجابية و زاهية عن الكويت و له ذكريات رائعة حول هذه البلاد. و أشاد الدكتور حداد عادل بأجواء الحرية و الانفتاح التي تشهدها الكويت لاسيمافي مجال الاعلام و الصحافة.
و اضاف بأن بلادنا مع ما كانت تتجرعه من مآسي نتيجة العدوان العراقي على مدن الجمهورية الإسلامية إلا اننا نفتخر باحتضان العوائل الكويتية ابان الغزو الصدامي على الكويت و ان الموقف الرسمي الإيراني من هذا الغزو يمثل التزام إيران بمبادئها الإسلامية من خلال ردعها للمعتدي المتغطرس و وقوفها إلى جانب المظلوم.
و اضاف المفكر الإيراني : من خلال رئاستي لموسوعة العالم الإسلامي أدرجت بحثا” حول ( الديوانية) فى الكويت في هذه الموسوعة باعتبارها مؤسسة اجتماعية و برلمان مصغر و ترجمة فريدة لا نجدها في بقية البلدان الإسلامية ليتسنى للمواطن الإيراني معرفة هذه الظاهرة الاجتماعية المميزة مشيرا” الى ان إيران اليوم تعيش ربيع الموسوعات الثقافية و العلمية و لعل تصديق هذا الرأي صعبا” باننا اليوم ننجز 200موسوعة اكاديمية و البعض يقول باننا نعيش عصر الموسوعات في إيران ، و قد اصدرنا 17 موسوعة من دائرة المعارف الإسلامية ضمن 15 الف صفحة و بدأنا بحرف الباء تيمنا” بآية البسلمة و انجزنا ترجمة الموسوعة إلى اللغة العربية حتى المجلد الخامس ، و قد حرصنا على تعزيز مفاهيم السلام و المودة و الوسطية في عناوين هذه الموسوعة .
و أكد حداد عادل بان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا و قدرنا نعيش جنبا” إلى جنب كما كان اجدادنا طوال آلاف السنين فلماذا ابتعدنا عن بعضنا خلال القرن الحالي؟ و لماذا يتم التركيز على الحضارة الغربية و نتجاهل تراثنا و حضارتنا الزاخرة بمقومات التقدم و الإزدهار؟ و ان هناك من يحاول زرع الفتن و بث الفرقة و الشتات بين المسلمين ليقاتلوا بعضهم متناسين ان الدين الحنيف هو دين التسامح و الوسطية و الخلق الرفيع و نشاهد اليوم اصوات و قنوات فضائية تبث من بعض العواصم الاوروبية برامجها بأسم الشيعة و هدفها شق الصف و تكريس التشاحن و التناحر و تكيل التهم و الأفتراءات لبعض الصحابة و زوجات الرسول الأكرم(ص) و هذه الادعاءات مرفوضه وملفوضة من قبل هذه العناصر المدسوسة التي تثير الحقد و البغضاء بين أبناء الدين الواحد و سأل كيف تمنع الدول الاروبية بث القنوات الايرانية فيما تسمح لقناة متطرفة بث برامجها الرديئة و المسيئة بأسم الشيعة؟!. اليست هذه مؤامرة واضحة لتفريقنا؟!.
و رحب المسؤول الإيراني بافتتاح مركز ثقافي كويتي في طهران ليكون نافذة للشعب الإيراني للأطلاع على ابداعات ادباء و شعراء الكويت و يتعرف على تراث و حضارة العالم العربي فكلما ازداد تقاربنا و تلاحمنا يتعزز المستقبل المشرق و الواعد لأجيالنا.
و حول التطورات العلمية و التقنية التي تشهدها إيران أكد بان كل ما يتحقق في إيران هو ملك و ثروة لكل العالم الإسلامي و لاسيما دول الجوار و بالأخص دولة الكويت العزيزة.
و دعا حداد عادل المفكرين و الباحثين العرب للأطلاع على مئات النسخ المخطوطة باللغة العربية التي تعج بها المكتبات الإيرانية و تحقيقها و دراستها باعتبارها كنز ثمين من التراث العربي و الإسلامي مؤكدا” ان الحصول على هذه النسخ سهل و يسير لكل التواقين للبحث العلمي مطالبا” ببناء جسر ثقافي و أدبي يربط البلدين الجارين للمزيد من التبادل و التواصل الأدبي و العلمي و ترجمة الابداعات و منجزات علماء البلدين لتعميم الفائدة .
و في بداية اللقاء رحب الأستاذ طلال الرميضي امين عام رابطة الأدباء بالضيف الإيراني معربا” عن أمله في تعزيز العلاقات الثقافية والأدبية بين البلدين الجارين و طرح المشاركون فى اللقاء استفساراتهم و اسئلتهم حول سبل تحقيق التواصل الثقافي و احياء الحضارة الإسلامية و آليات كبح جماح التشاحن الطائفي و العنصري حيث قدم الضيف الإيراني رؤاه و ردوده حول هذه التحديات و تداعياتها.

الدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية

كما أشاد المنتدون بمبادرة المستشارية الثقافية الإيرانية بدعوة لفيف من الجامعيين و المفكرين الكويتيين لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية و الاطلاع عن كثب على المنجزات العلمية و الأكاديمية لزملائهم في ايران مؤكدين على نجاح هذه التجربة و ضرورة استمرار التواصل و التمازج بين أساتذة الجامعات و الباحثين بغية تبادل الخبرات و التجارب لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين .
و في ختام اللقاء القى الدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلمة تطرق خلالها لأهمية التزاور بين علماء و مفكري البلدين و دور المستشارية في تعزيز التواصل الثقافي و الفكري مستعرضاً بأيجاز أهم ما حققته من نشاطات خلال الأشهر الأخيرة و معرباً عن شكره للأدباء الذين لبوا الدعوة و ساهموا في اثرائها من خلال مداخلاتهم و نقاشاتهم المثمرة .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات