الكويت تؤسس اتحاد التشكيليين العرب

10:09 صباحًا السبت 8 فبراير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

صورة تذكارية للدكتور بدر الدويش مع المشاركين (عدسة سعد هنداوي)

في اطار الانشطة المصاحبة للمؤتمر الاول لاتحاد التشكيليين العرب اقيم في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ندوة فنية وحفل تكريم… وذلك تحت رعاية الامين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش.

في البداية ألقى رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية رئيس اتحاد التشكيليين العرب الفنان عبدالرسول سلمان كلمة قال فيها:«كلنا يعرف أن القرن العشرين طور في البلاد العربية مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأصبحت مساءلة الوجود الحضاري ملحة جداً ومرتهنة بسؤال الهوية الحضارية بين تموقعها الذاتي وانفتاحها على الآخر… وأدى إلى الاهتمام بتعريب ممارسة تشكيلية عربية المراجع وبسؤال الهوية الذي رافق تنظيرات فلسفية في محاكاة التراث والبحث عن الأصالة والمعاصرة التي نستعملها ونوظفها اعتباطياً في أحيان كثيرة. ومن أهدافه ( العولمة ) أن ينفتح الفن بعضه على بعض بإلغاء الحدود بين أجناسه، وامتداده إلى عوالم التجارة والاستهلاك ووسائل الإعلام التي تحتكرها الشركات الكبرى».وأضاف: «ولاشك أن هذا الانتاج الثقافي الآخر باستبدال تعبيراته الجمالية العربية داخل الأنماط البصرية الغربية (لما بعد الحداثية) تحت شعار الانفتاح الثقافي وحوار الحضارات. ورفع هذه الشعارات المغالطة في أحيان كثيرة، فتحت شبكة المتاحف العالمية والقاعات الكبرى أبوابها لمبدعي هذا العالم المجهول الذين انتقلوا فجأة من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، تاركين وراءهم سؤال المعاصرة بلا جواب… لقد غدت اللوحة الزيتية والمنحوتة الخشبية أو الرخامية اليوم في سياق الممارسة التشكيلية العربية (ما بعد الحداثية) التي تحتضنها التظاهرات الفنية العالمية والتي ساهم فيها الفنان العربي بلا العولمة الالكترونية ونقل الفولكلور الذي لا يرتقي لمصاف فنون العولمة. فإلى أين المصير؟»
وختم بقوله: «إننا اليوم لسنا أمام نهاية للحداثة بقدر ما نحن على مشارف (ما بعد الحداثة) مطلوب منا جميعاً العودة إلى منابع حضارتنا وتراثنا العربي والإسلامي يساهم بالتحول والتطوير ويبحث عن الأصالة والمعاصرة لكي يصبح حراً كمولود جديد» وألقى الدويش كلمة اشاد فيها بدور الفنانين التشكيليين في حياة المجتمع ثم بدأت فعاليات الندوة والتي شارك فيها الناقد التشكيلي الاردني محمد العامري والناقدة التشكيلية المصرية الدكتورة امل نصر والناقدة التشكيلية التونسية الدكتورة سناء غويلة.
وجاءت ورقة الناقد محمد العامري تحت عنوان «الفن العربي الى أين… اسئلة الارتباك ومدارات التورط بالآخر» ليقول: «رغم اتساع العنوان الذي يقدم مجموعة من التساؤلات الكبيرة في ما يخص مخرجات الفن العربي الا اننا في هذا البحث سنحاول تقديم اكثر من تساؤل يخص ذلك العنوان الكبير الذي يشغل بال المثقفين العرب والاجانب على حد سواء، ومن اهم ما يطمح اليه البحث هو التأشير على مواطن القوة والضعف في الفن العربي مشمولا بمؤسساته ونظامه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي تلك المنظومات التي من المفترض ان تشكل روافع ثقافية حقيقية لمفاهيم الفن وتبدلاته في كل حقبة».
وطرح العامري الكثير من الاسئلة المتعلقة بوضع الفنون التشكيلية العربية والاهداف الانسانية للفنون التشكيلية واستدراك الواقع الجميل ووهم الحداثة وغيرها.
وتضمنت ورقة الدكتورة امل نصر عنوان «المعاصرة وآفاق الفن الاسلامي» لتقول: «يتمتع العمل الفني الاصيل بحضور دائم ناتج عن قدرته التعبيرية التي لا يمكن حصرها في حدود افقه التاريخي الاصلي فهو يحمل قيمة حاضرة تجعله يحتفظ بقدرته الدائمة على التواصل معنا والاضافة لقيمنا الجمالية المعاصرة فالعمل الفني يدخل في استمرارية تاريخية متصلة حيث يرتبط بعلاقة مع ما سبقه وما يأتي بعده من اعمال فنية لذا فإن اسهام الفنان المعاصر لا بد ان يجد له بالضرورة مكانا داخل هذا النسق المتكامل وفي الوقت الذي يعتقد فيه هذا الفنان انه يعبر عن نفسه وانه متفرد في الابداع ومستقل في النظر والتفكير فإن انتاجه في حقيقة الامر هو نوع من الاستجابة لكل ما قدمه غيره من الفنانين المبدعين الذين سبقوه».
وبالتالي تحدثت نصر عن تجارب بعض الفنانين في المجالات الفنية مثل عبد الوهاب عبدالمحسن، وسامح اسماعيل وذلك عبر المحور الاول فيما تحدثت في المحور الثاني عن الزخارف الاسلامية وفي المحور الثالث تحدثت عن المنمنمات الاسلامية.
وحول الفنان التشكيلي العربي الشاب والازمة الحالية… جاءت ورقة الدكتورة سناء غويلة لتقول: «لا تدعي هذه المداخلة فصل المقال في موضوع بقدر ما يبدو يسير المنال الا انه يتطلب جهدا اكبر ومساحة من الزمن اطول وقدرا من التفكير اعمق ولذلك ننبه منذ البدء بأن المقاربة التي نسعى الى تقديمها هي بمثابة وقفة التأمل او هي تفكير بصوت مرتفع لمشغل يراودني من حين الى آخر ويأخذ حيزا من اهتمامي كأستاذة جامعية يتخرج على يدي كل سنة كم من الطلبة من بينهم عدد لا يستهان به من ذوي الموهبة الذين ينحصر اهتمامهم في نيل الشهادة العليا والانصراف الى التدريس بل يتعدى ذلك الى الابداع والانخراط في مسار الانتاج الفني».
وكرم سلمان والدويش الفنانين المشاركين في الندوة، وكذلك تكريم ثلاثة من الرواد وهم مدير ادارة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والاعلام السعودية الدكتور صالح خطابي ورئيس رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين نبيل عاني والفنان الكويتي ابراهيم البلوشي.
والاعلان عن اصدار للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وعنوانه «وجوه من التشكيل العربي المعاصر للدكتور غازي انعيم».
(عن جريدة الراي، الكويت، بقلم : المحرر الثقافي)

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات