أساطير روسيا الأولمبية: ضحك ولعب وجد وحب!

ألعاب نارية في سماء سوتشي

شاهد أكثر من 3 مليارات نسمة في أنحاء العالم حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي بينما كان عدد المتواجدين في ملعب “فيشت ” 40 ألف شخص. ذكرت هذه البيانات اللجنة المنظمة لدورة سوتشي – 2014 على الموقع الرسمي للألعاب الأولمبية.

الدب الروسي، أحد تمائم سوتشي 2014 الثلاثة

وكشفت اللجنة المنظمة أيضا عن بعض التفاصيل الفنية للحفل. ووفقا لها، شارك في إعداد وتنفيذ حفل الافتتاح 12 ألف شخص واستخدم 80 مشهدا كبيرا مع التحرك في ارجاء الملعب باستخدام نظام تعليق بطول 4 كم لتنفيذ خطة المخرجين الفنيين للحفل. وعمل على اضاءة الملعب 132 كاشفا ضوئيا باستطاعة 2.64 واط. فضلا عن تثبيت 140 كاميرا تلفزيونية في كل الأرجاء.

الألوان البهيجة والحيوية كانت عنوان كل لوحة

بدأ حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي على ملعب “فيشت” في الساعة 20:14 بتوقيت موسكو. في البداية شاهد الجمهور لوحة مسرحية بعنوان “أساطير روسيا”، وأعقب ذلك عزف النشيد الوطني لروسيا الاتحادية . تصدر حفل الافتتاح الرئيس فلاديمير بوتين و رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ. انتهى الحفل بايقاد الشعلة الاولمبية على يد البطلين الاولمبيين لعدة مرات فلاديسلاف تريتياكوم وايرينا رودنينا.

بدأ حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في ملعب “فيشت” في مدينة سوتشي الروسية بموكب الدول، حيث يصعد الرياضيون إلى الملعب عبر منحدر خاص مزود بتقنية عالية.

ويرى الحضور على الأرض صورة الكرة الأرضية وخطوط تحدد كل البلدان المشاركة. وعندما يعلن المذيع اسم بلد ما يبدأ الكوكب بالتحرك وتتم إضاءة الخطوط التي تحدد ذلك البلد، بينما يتابع الجمهور الحدث كمسافرين في الفضاء بين النجوم. ويشارك في موكب الدول 3500 رياضي من 88 دولة.

ويمل راية الفريق الروسي الفائز بالميدالية البرونزية خلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 2010 الكسندر زوبكوف. ويضم الفريق الروسي 225 رياضياً.

ويشارك في العروض المميزة من الرقص والباليه والألعاب البهلوانية أكثر من 3000 فنان و2000 متطوع. وسيستغرق الحفل مدة ساعتين ونصف الساعة.

وسيتم خلال الألعاب الأولمبية توزيع 98 مجموعة من الميداليات، وهي أكثر مما كانت عليه في فانكوفر، لأن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أضاف إلى برنامج الألعاب الأولمبية في سوتشي رياضات جديدة.

وستقام المسابقات في 11 منشأة رياضية جبلية وساحلية. وسيتم منح المجموعة الأولى من الميدالية يوم 8 شباط/فبراير.

تجدر الإشارة إلى استقبال روسيا لدورة الألعاب الأولمبية للمرة الثانية، فقد استضافت موسكو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثانية والعشرين لعام 1980، لكنها تقيم دورة الألعاب الشتوية على أراضيها للمرة الأولى.

تمثلت كل حقب بناء الأمة الروسية في الافتتاح

واعلن الرئيس الروسي قلاديمير بوتين أمس الجمعة افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي والتي تستمر حتى 23 فبراير/ شباط الجاري. وقال بوتين الذي يعتبر اكبر المتحمسين لتنظيم الالعاب، من على منصة ملعب فيشت في سوتشي امام الحضور: “اعلن افتتاح الالعاب الاولمبية الشتوية الـ22”.
من جانبه، قال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ في كلمته: “الالعاب الاولمبية هي عبارة عن بناء يجمع الشعوب وليست اقامة جدران للتفريق فيما بينهم، يجمع التنوع الانساني في وحدة جميلة”. واضاف: “اقول الى القادة السياسيين في العالم اني اشكركم على دعمكم لرياضييكم، انهم افضل سفراء لبلدانكم، لكن اتمنى ان تحترموا رسالتهم الاولمبية حول النوايا الحسنة والسلام. لتكن لديكم الشجاعة لحل خلافاتكم بحوار سياسي مباشر وسلمي وليس على ظهر الرياضيين”. وكان باخ حمل قبل ساعات من الافتتاح على هؤلاء القادة بالقول: “رأينا ان بعض رجال السياسة تقتضي مساهمتهم في الكفاح من اجل قضية جيدة رفض تلبية دعوات لم ترسل اليهم اصلا”، في اشارة الى غياب معظم قادة الدول الغربية.
واوقد النجمان السوفياتيان السابقان ايرنيا رودنينا (ذهبيتان اولمبيتان و10 القاب عالمية في التزلج) وحارس مرمى منتخب الهوكي فلاديسلاف تريتياك (3 ذهبيات اولمبية اعوان 1972 و1976 و1984 و10 القاب عالمية) الشعلة.
وسبق اعلان الافتتاح الرسمي حفل عملاق بدأ بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعشرات من الشخصيات الاجنبية. وتواجد نحو 40 الف مدعو في مدرجات ملعب فيشت المبني على شواطئ البحر الاسود من اجل الاحتفال ببدء هذه الالعاب التي تنظمها روسيا لاول مرة في تاريخها.
وحظيت الالعاب الاغلى في التاريخ (50 مليار دولار) بمهرجان افتتاح على مستوى عال من الاهمية، مهرجان جريء ومذهل وهائل في ارقامه وطموح لاظهار روسيا في افضل ايامها.

ماريا شارابوفا تدخل الملعب تحمل الشعلة الأولمبية

يعد أولمبياد سوتشي اكبر حدث رياضي دولي في روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991. وانبهر الجمهور الحاضر في الملعب برؤية جزر عائمة تمثل المشاهد المختلفة لروسيا من براكين كامتشاكا في غابات الاورال مرورا بالسهب المجمدة وبحيرة بايكال.
ورددت فرقة دير سريتنسكي النشيد الوطني الروسي، وتحرك المئات من المتطوعين تمايلا مع صور الشعلة التي قطعت 65 الف كلم مرورا بالفضاء والمحطة الفضائية الدولية، لتدخل بها لاعبة التنس ماريا شارابوفا أرض الملعب. ودارت نجمة التنس ماريا شارابوفا بالشعلة في الملعب قبل ان تسلمها الى بطلة القفز بالزانة ايلينا ايسنباييفا. وشارك ايضا في الحفل بعض النجوم الكبار مثل راقصة الباليه ديانا فيشنيفا والمغنية الاوبرالية آنا نيتربكو وبطل العالم السابق في الوزن الثقيل الملاكم نيكولاي فالويف الذي لعب دور الشرطي السوفياتي العملاق والصديق “العم ستيوبا”، وعدد من رواد الفضاء.

من لوحات الافتتاح

البداية كانت بفتح ارض الملعب كي يتمكن الرياضيون من الدخول الى المشهد ورميت كرة تسمح للمتنافسين بالخروج مباشرة من قلب دولهم، وتحولت 5 زهرات الى 5 حلقات اولمبية. واراد مصمم هذا الحفل كونستانتين ارنست وهو مخرج تلفزيوني، ان يمر هذا الجزء سريعا، ودخلت اليونان اولا باحتفاء كبير وكذلك بيلاروسيا كما استقبل الفنزويليون الثلاثة وحامل علم بلادهم انطونيو باردو بحفاوة كبيرة واجواء احتفالية مهيبة.

إحدى راقصات بحيرة البجع

والتف اكثر من 40 شخصية من كبار المدعويين من رؤساء الدول والحكومات حول الرئيس بوتين خلال المشهد مما جعل غياب بعض القادة الغربيين صارخا. وكان الحضور في المدرجات هادئا وملتزما، قليل منهم وضع الاعلام الروسية على الاكتاف، ورددت الفرق المشاركة بينها فريق الجيش الاحمر الذي لم يعد يحمل هذا الاسم، اغنيات فولوكلورية روسية رائعة. وصيغت المشاهد السينمائية والمسرحية والأوبرالية بحرفية شديدة، أعادة للأذهان بهاء الفن الروسي وتجليه وعظمته بالمثل.