استفتاء القرم يساوي الانضمام إلى روسيا

07:37 صباحًا الإثنين 17 مارس 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مناصرو الانضمام إلى روسيا يحتفلون في ميدان ليين، سيمروفول، أوكرانيا، يوم الأحد حيث أجري استفتاء 16 مارس، الذي يعني انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا، وهو تصويت لا تعترف به الحكومة الأوكرانية وفقا لدستورها (أ.ب ـ فاديم جيردا)

ما أشبه الليلة بالبارحة، فها هي شبه جزيرة القرم تعقد الاستفتاء الثالث في تاريخها ( 16 مارس 2014) للاختيار ما بين الحصول على استقلال أكبر أو الانضمام مجددا إلى روسيا. وأجرت شبه الجزيرة في السابق استفتاءين عامي 1991 و 1994، بالتركيز على قضايا مشابهة.

ففي الاستفتاء الأول الذي عقد في 20 يناير 1991، سئل الناخبون حول ما إذا كانوا يريدوا إعادة إقامة جمهورية القرم الاشتراكية السوفييتة ذاتية الحكم، والتي تأسست عام 1921 كجزء من الجمهورية الروسية الاشتراكية الاتحادية السوفييتية، والتي ألغيت عام 1945 وتحولت إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية عام 1954. وأيد الناخبون الاقتراح بموافقة 94.3 بالمائة، أو 1343825 من أصل 1441019 ناخبا أدلوا بأصواتهم.

أما استفتاء عام 1994: فشمل الاستفتاء 3 أجزاء وعقد في 27 مارس 1994، حين سئل الناخبون ما إذا كانوا يريدوا استقلالا أكبر عن أوكرانيا، وما إذا كان يجب أن يكون لسكان القرم مواطنة أوكرانية روسية مزدوجة، وما إذا كان يجب أن يكون للمراسيم الرئاسية مكانة القوانين. ووافق الناخبون على الاقتراحات الثلاثة بنسب 78.4 بالمائة و82.8 بالمائة و77.9 بالمائة على التوالي.

وكانت كييف قد رفضت الاستفتاء عام 1992، لكن رئيس القرم المنتخب آنذاك يوري مشكوف قرر إجراء الاستفتاء عام 1994. ووصف الرئيس الأوكراني لوينيد كرافتشوك وكذلك لجنة الانتخابات المركزية الأوكرانية آنذاك الاستفتاء “بغير شرعي”.

استفتاء الأمس الذي نظمته حكومة جمهورية القرم ذاتية الحكم وحكومة بلدية سفاستوبول يختار الناخبون فيه بين اختيارين إما استعادة وحدة القرم مع روسيا أو استعادة العمل بدستور القرم لعام 1991 والبقاء كجزء من أوكرانيا. وتحدد أغلبية بسيطة نتيجة الاستفتاء المرتقب. ولكن حكومة كييف ترى أن حكومة القرم ليست لديها السلطة لإجراء هذا الاستفتاء بموجب القانون الأوكراني .

ديمتري بولنسكي خلال مؤتمر صحفي محلي

وذكر وزير الإعلام في جمهورية القرم ذاتية الحكم أن الاستفتاء الأخير شهد اقبالا كبيرا. وقال ديمتري بولنسكي خلال مؤتمر صحفي محلي أن اهالي القرم اتجهوا إلى المشاركة بفاعلية في مراكز الاقتراع. وقال المسؤول “الاقبال العالي على مراكز الاقتراع امر شائع في القرم”. واضاف “هذا يحدث دوما، وعلاوة على ذلك فإن مايحدث اليوم هو لحظة تاريخية بالنسبة للقرم.”

وشوهد الناخبون يتحملون الأمطار خارج مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وقال مسؤول محلي آخر ، وهو ميخائيل ماليشيف رئيس اللجنة المعنية بتحضير واجراء الاستفتاء في القرم إن المصوتين يتدفقون بشكل كبير إلى مراكز الاقتراع منذ الساعات الأولى من صباح اليوم. وهذا الوضع لم يشهد منذ العصر السوفيتي.”

كما قال الرئيس للصحفيين إن مراكز الاقتراع ال1250 فتحت وتعمل بشكل روتيني. بيد ان المسؤول اعترف ببعض المشاكل مثل تعطل الاتصالات الهاتفية وانقطاع الكهرباء في اثنين من مراكز الاقتراع. وقد استعانت لجنة الاستفتاء بمولدات الكهرباء لضمان اجراء عملية الاقتراع اليوم الأحد.

أثناء التصويت

وكانت روسيا قد اتهمت السلطات الأوكرانية الحالية بالفشل في السيطرة على الوضع في البلاد، قائلة إن موسكو قد تضع المواطنين الروس هناك تحت حمايتها. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “لقد قلنا مرارا إن الذين جاءوا إلى السلطة في اوكرانيا يجب أن ينزعوا سلاح المسلحين ويوفروا الأمن للسكان ويمنحوهم الحق القانوني في تنظيم المظاهرات.” واشارت إلى احداث مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث قتل شاب واصيب عدد آخر بجروح عندما اشتبك المتشددون اليمينيون مع مظاهرة داعمة لروسيا.

وافادت الوزارة “في الوقت الذي تجري فيه تلك الأحداث لا تحكم السلطات في كييف سيطرتها على الوضع في البلاد”. وقالت موسكو إن روسيا تتحمل مسؤولية ارواح مواطنيها في اوكرانيا.

واضافت “نحتفظ بالحق في وضع هؤلاء الناس تحت حمايتنا”. يعد حادث القتل في دونيتسك هو الخامس منذ انتقال التوترات من كييف إلى القرم في منتصف فبراير.

وقال رئيس وزراء القرم سيرجي اكسينوف انه سيتم إعطاء أفراد الجيش الاوكراني المتمركزين فى القرم الفرصة لمغادرة شبه الجزيرة مع ضمان رواتبهم بموجب التشريع الاوكراني.وأوضح انه لن يكون هناك تدخل عسكري مع رحيلهم من شبه الجزيرة. وقال فى مؤتمر صحفي “سنتفاوض مع الجنود والضباط.”

“سنضمن دفع جميع الالتزامات المالية التى تعهدت بها اوكرانيا، بصرف النظر عن المناطق التى تم تجنيد أفراد الجيش منها”، وفقا لما ذكر. كما أشار إلى انه يمكن ان يختار هؤلاء الأفراد الخدمة فى القوات المسلحة فى القرم وبعد ذلك فى القوات المسلحة الروسية.

وفي الأمم المتحدة فشل مجلس الأمن الدولي (السبت الماضي) فى تبني مشروع قرار بشأن بطلان مفعول الاستفتاء فى القرم وحث الدول والمنظمات الدولية على عدم الاعتراف به. وصوتت روسيا، وهي من أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين، ضد مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة والمدعوم من الدول الغربية. كما امتنعت الصين، وهي أيضا من الأعضاء الدائمين، عن التصويت. وجاء تصويت روسيا متوقعا. وقال فيتالي تشوركين، المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، للمجلس الذى يضم 15 دولة قبل التصويت “سنحترم إرادة سكان القرم خلال استفتاء 16 مارس.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات