خطاب إعلان ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر

11:57 صباحًا الخميس 27 مارس 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

صورة من الخطاب المتلفز للمشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، يعلن ترشحه لدخول سباق رئاسة الجمهورية

يعد المشير عبد الفتاح السيسي أول وزير دفاع مصري يقدم استقالته من منصبه منذ ثورة 1952 التي حولت نظام الحكم فى البلاد من ملكي إلى جمهوري, كما أنه أول وزير يعلن ترشحه فى انتخابات الرئاسة.

وأعلن السيسي, في تسجيل متلفز, الأربعاء استقالته من منصبه, وخاطب الشعب قائلا ” اليوم, أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري, بعد أن قررت إنهاء خدمتى كوزير للدفاع..معلنا اعتزامى الترشح لرئاسة مصر.. امتثالا لنداء جماهير واسعة من الشعب”.

وصارح السيسي الشعب بمشكلات مصر الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية , التي قال إنها وصلت إلى حد يفرض مواجهتها بأمانة وشجاعة.

وتعهد بـ”إعادة بناء جهاز الدولة الذي يعانى حالة ترهل.. وإعادة عجلة الإنتاج إلى الدورانِ في كل القطاعات , وإعادة ملامح الدولة وهيبتها” بعد أن أصبحت “أرضا مستباحة للبعض”.

ووعد بإستعادة الاستقرار والأمن فى الشارع , وبأن تصبح”مصر خالية من الخوف والإرهاب”, وكشف عن أنه “لن يكون لديه حملة إنتخابية بالصورة التقليدية”, لكنه أشار إلى أنه يملك “برنامجا إنتخابيا ورؤية واضحة تسعى لقيام دولة مصرية ديمقراطية حديثة, سيتم طرحهما دون إسراف في الكلام أو الإنفاق أو الممارسات المعهودة”.

وعقب استقالته, وجهت المؤسسة العسكرية التحية إلى السيسي, ووصفته بـ”القائد الذي أدى واجبه بتفان واخلاص”.

ووجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك, “تحية واجبة إلى القائد الذي خاطر بحياته ومستقبله من أجل إنقاذ مصر..أطيب تمنياتنا بالتوفيق والنجاح في المرحلة المقبلة”.

كما أعلنت غالبية الأحزاب السياسية, بينها أحزاب إسلامية , والقوى الشبابية الثورية تأييدها للسيسي في انتخابات الرئاسة, ووصفته بـ”رجل المرحلة” الذي يعد امتدادا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

ويتمتع السيسي بشعبية غير مسبوقة في الشارع المصري, لا يمكن أن ينافسه فيها أى سياسي أو حتى عسكري, وذلك باعتراف معارضيه قبل مؤيديه لدرجة دفعت أكثر من مرشح محتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة, بينهم الفريق أحمد شفيق الذي خسر الانتخابات السابقة أمام مرسي, والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا, إلى التأكيد أنهم لن يترشحوا في حال ترشح السيسي.

وتعود شعبية السيسي, الذي ينظر إليه كـ”بطل شعبي”, إلى انحيازه لملايين المتظاهرين الذين خرجوا في 30 يونيو الماضي, مطالبين باسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين, وقراره فى الثالث من يوليو الماضى بعد اجتماع مع رموز ثورية وسياسية ودينية بعزل الرئيس محمد مرسي, واعلان خريطة طريق يتم بموجبها إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية.

وساهمت عمليات الإرهاب التى تشهدها مصر, والاشتباكات التي ينفذها الاخوان المسلمون في الشارع, في ارتفاع شعبية السيسي, بعد أن ضاق الشعب ذرعا بهذه الأعمال التي كشفت الوجه الحقيقي للجماعة ,التي صنفتها الحكومة “تنظيما إرهابيا”, وحظر القضاء كافة أنشطتها وصادر ممتلكاتها.

ولا أدل على شعبية السيسي أكثر من خروج ملايين المصريين للميادين, استجابته لطلبه تفويضه لمحاربة الإرهاب, وأيضا الاقبال الكثيف على الاستفتاء على مسودة الدستور في يناير الماضي, إلى جانب نزول الملايين إلى الميادين في ذكرى ثورة 25 يناير لمطالبته بالترشح فى انتخابات الرئاسة.

وتباع صور, وبطاقة هوية السيسي في محطات مترو الإنفاق, والميادين العامة وسط إقبال كبير من المواطنين على شرائها.

ويعد السيسي من أكثر القيادات التي تجيد مخاطبة الشعب وكسب وده, حيث يستخدم عادة فى خطاباته, كما حدث فى خطاب الاستقالة الاربعاء, لهجة عامية والفاظ بسيطة تخاطب وجدان المواطنين بصوت هادئ, يمزج بين المنطق والعاطفة, وينتهج مبدأ المصارحة والمكاشفة دون تهويل أو تهوين.

وساهم في تصحيح صورة الجيش لدى قطاعات كثيرة من الشعب, بعد حالة الجدل التي أثيرت حولها بسبب قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق, الذي تولى إدارة شئون البلاد عقب تنحي مبارك, والتى اعتبرها البعض تصب في صالح الإخوان المسلمين, قبل أن يتحول الأمر إلى صدام بين الجيش والجماعة عقب الاطاحة بمرسي.

كما عزز قدرات الجيش على مواجهة الإرهاب, بإعلانه الثلاثاء عن تشكيل وحدات “التدخل السريع” بالقوات المسلحة للمرة الأولى, وهى وحدات “تضم أفضل عناصر الجيش من المشاة, والمدرعات, والدفاع الجوى, والقوات الخاصة .. وتمتاز بالقدرة العالية على المناورة, وسرعة الحركة لتنفيذ جميع المهام” داخل وخارج البلاد, إلى جانب لجوئه لتنويع مصادر تسليح الجيش المصري.

وكان السيسي مديرا للمخابرات الحربية وقت اندلاع ثورة 25 يناير2011 ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك, وأصغر اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك, وأسهم في قرار المجلس عدم التدخل في الأزمة السياسية, في خطوة اعتبرها محللون إنقلابا ناعما على مبارك الذي اضطر إلى التنحي.

وتولى منصب وزير الدفاع في 12 اغسطس 2012, بقرار من الرئيس المعزول محمد مرسي, فيما عدته جماعة الإخوان آنذاك وزير دفاع بـ”طعم الثورة “, في إشارة إلى التوافق بين الطرفين, الذي سرعان ما تقلص بسبب رغبة الجماعة الجامحة في السيطرة على كافة مفاصل الدولة, واشتباكها المتواصل مع كافة المؤسسات, ورفضها الاستجابة لاى من مطالب القوى السياسية الأخرى.

ويعتبر السيسي تاسع عسكري يحمل رتبة مشير منذ ثورة 23 يوليو1952, أعلى رتبة فى القوات المسلحة, ولا يسمح بحملها أكثر من شخص أثناء الخدمة العسكرية.

وسوف يكون السيسي في حالة فوزه فى الانتخابات أول مشير فى تاريخ مصر يتولى منصب الرئيس, الذي سبق أن تولاه أربعة رؤساء عسكريين أولهم اللواء أركان حرب محمد نجيب, والبكباشي (التي تعادل مقدم) جمال عبدالناصر, ثم البكباشي أنور السادات, والفريق أول حسني مبارك.

وولد السيسي, الذي كان وزير الدفاع الـ44 في تاريخ العسكرية المصرية, في 19 نوفمبر 1954, بحى”الجمالية” الشعبي في القاهرة.

وتخرج في الكلية الحربية عام 1977, وتدرج فى المناصب حيث عمل رئيسا لفرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع, ثم قائدا لكتيبة مشاة ميكانيكي, فملحق دفاع بالسعودية, ثم قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

كما عمل قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية, ثم مدير المخابرات الحربية والاستطلاع , فوزيرا للدفاع قائدا عاما للقوات المسلحة.

وحصل على ماجستير من كلية القادة والأركان عام1987, تلاها ماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 , ثم زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003, واخرى من كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006 .

والسيسي متزوج ولديه أربعة أبناء هم ثلاثة شباب وفتاة.(عن شينخوا)

وفيما يلي خطاب إعلان ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر

شعب مصر العظيم

اليوم ، أَقِفُ أمامَكم للمرةِ الأخيرة بزيّي العسكريْ ، بعد أن قررتُ إنهاء خدمتى كوزير للدفاع … قضيتُ عمُرى كله جندى في خدمة الوطن ، وفى خِدْمةِ تطلعاته وآمالِهِ ، وسأستمرْ إن شاء الله .

” اللحظة دي لحظة مهمة جداً بالنسبة لى ، أول مرة لبست فيها الزى العسكرى كانت سنة 1970 ، طالب فى الثانوية الجوية عمره 15 سنة … يعنى حوالى 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن … النهارده ، أترك هذا الزى أيضاً من أجل الدفاع عن الوطن ” .

السنوات الأخيرة من عمر الوطن بتأكد أنّه لا أحدٌ يستطيع أنْ يُصبحَ رئيساً لهذهِ البلادِ دونَ إرادةِ الشعبِ وتأييدهِ … لا يمكنُ على الإطلاقِ ، أنْ يجبرَ أحدٌ المصريينِ على انتخابِ رئيسٍ لا يُريدونَهُ … لذلكَ ، أنا وبكلِّ تواضعٍ أتقدمُ لكمْ مُعلِناً إعتزامى الترشح لرئاسةِ جمهوريةِ مصرِ العربيةَ … تأييدكم ، هو الذى سيمنحني هذا الشرفَ العظيمْ .

أظهرَ أمامَكمْ مُباشرةً لكى أتحدثُ معكم حديثاً من القلب – كما تعودنا – لكى أقولُ لكم إنني أمتثلُ لنداءِ جماهيرَ واسعةٍ من الشعبِ المصريِ ، طلبت منى التقدمُ لنيلِ هذا الشرفِ … أعتبرُ نفسى – كما كنتُ دائماً – جندياً مكلفاً بخدمةِ الوطنِ ، فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب .

مِن اللحظةِ الأولى التي أقفُ فيها أمامَكم ، أريد أن أكونَ أميناً معكم كما كنت دائماً ، وأميناَ مع وطني ، وأميناً معَ نفسى .

لدينا نحن المصريين ، مهمةَ شديدةُ الصعوبةِ ، ثقيلةُ التكاليفِ ، والحقائقَ الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية في مصر ، سواء ما كانَ قبلَ ثورةِ 25 يناير ، أو ما تفاقمَ بعدَها حتى ثورةِ 30 يونيو – وصلَ إلى الحد الذى يفرضُ المواجهةَ الأمينةَ والشجاعةَ لهذه التحديات .

يجبُ أنْ نكونِ صادقينِ مع أنفسِنا ، بلدُنا تواجهُ تحدياتٍ كبيرةٍ وضخمةْ ، واقتصادُنا ضعيف .
فى ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالةِ في مصر ، هذا أمرٌ غيرُ مقبولْ .

ملايينُ المصريين بيعانوا من المرضِ، ولا يجدوا العلاجِ ، هذا أمرٌ آخر غيرُ مقبولْ.

مصر البلدُ الغنيةُ بمواردها وشعبها – تعتمدُ على الإعاناتِ والمساعدات ، هذا أيضاً أمرٌ غيرُ مقبول .

فالمصريون يستحقونَ أنْ يعيشوا بكرامةٍ وأمنٍ وحريةٍ ، وأنْ يكونَ لديهِمُ الحقُ في الحصولِ على عملٍ وغذاءٍ وتعليمٍ وعلاجٍ ومسكنٍ في متناولِ اليدْ .

أمامَنا كلنا كمصريين ، مهامٌ عسيرةٌ :
– إعادةُ بناءِ جهازِ الدولةِ الذى يعانى حالةِ ترهلٍ تمنعه من النهوضِ بواجباتِهِ ، وهذه قضيةٌ لابد من مواجهتِها بحزمٍ لكى يستعيدَ قُدرتَهُ ، ويستردَ تماسكَهُ ، ويصبحَ وحدةً واحدةً ، تتحدثُ بلغةٍ واحدةْ .
– اعادةُ عجلةِ الإنتاجِ إلى الدورانِ فى كل القطاعات لإنقاذِ الوطنِ من مخاطرَ حقيقية بيمر بها .
– إعادةُ ملامح الدولة وهيبتها ، التي أصابَها الكثيرُ خلالَ الفترةِ الماضيةِ .
… مهمتُنا استعادةُ مِصرْ وبناءها .

ما شاهدته مصر خلال السنوات الأخيرة ، سواءً على الساحةِ السياسيةِ أو الإعلاميةِ ، داخلياً أو خارجياً ، جعلت من هذا الوطنَ فى بعضِ الأحيانِ أرضاً مستباحة للبعضِ ، وقد آنَ الأوانُ ليتوقفَ هذا الاستهتارُ وهذا العبثُ ، فهذا بلدٌ له احترامُهُ وله هيبتُهْ ، ويجبْ أن يعلم الجميعُ أن هذهِ لحظةٌ فارقةٌ ، وأنّ الاستهتارَ في حقِ مصرَ مغامرةٌ لها عواقِبُها ، ولها حسابُها ، مصرُ ليست ملعباً لطرفٍ داخليٍ أو إقليمىٍ أو دُوَلىٍ … ولن تكون .

إنني أعتقدُ أن إنجازَ برنامجِ خريطةِ المستقبلِ ، التي وضعتها القوى الوطنيةُ الأصيلةً ، في لحظةٍ حاسمةٍ من عمرِ الوطنِ ، كان المهمةُ العاجلةُ أمامَنا ، وعلى طريقِ تنفيذِ هذه المهمةِ فقد نجحنا بحمد اللهِ في وضعِ الدستورِ ، وها نحن نتخذ خطوتنا الثانية بإجراء الإنتخابات الرئاسية التى يعقبها الإنتخابات البرلمانية بإذن الله .

إن إعتزامى الترشح ، لا يصحُّ أن يحجبَ حقَّ الغير وواجبهِ إذا رأى لديه أهليةَ التقدمِ للمسئوليةِ ، وسوف يُسعِدُنيِ أن ينجحَ أياً من يختارَ الشعبُ ، ويحوزَ ثقةَ الناخبين .

أدعو شركاءَ الوطنِ ، أن يدركوا أننا جميعاً – أبناءَ مصر – نمضى في قاربٍ واحدٍ ، نرجو له أن يرسو على شاطئٍ النجاةٍ ، ولن يكون لنا حساباتٌ شخصيةٍ نصفيّها ، أو صراعات مرحليةٍ نمضى وراءها ، فنحنُ نريدُ الوطنَ لكل أبنائِهِ ، دونَ إقصاءٍ أو استثناءٍ أو تفرقةٍ ، نَمُدُّ أيديِنا للجميعِ في الداخلِ وفى الخارجِ ، معلنين أنّ أي مصريٍ أو مصريةِ لم تتمُ إدانته بالقانونِ الذى نخضعُ لهُ جميعاً ، هو شريكٌ فاعلٌ في المستقبلِ بغيرِ حدودٍ أو قيود .

رغمَ كلِ الصعابِ التي يمرُّ بها الوطنُ ، أقفُ أمامَكُم وليس بي ذرةُ يأسٍ أو شك ، بلْ كلّى أملٌ ، في اللهِ ، وفى إرادتِكُم القويةُ لتغييرِ مصرَ إلى الأفضلِ ، والدفعِ بِها إلى مكانِها الذى تستحقُه بين الأممٍ المتقدمةِ .

لقد حققتُم بإرادتِكم الكثيرَ .. لم يكنْ الساسةُ أو الجيشُ هما اللذان أزاحا النظامينَ السابقينِ ، ولكن أنتم الشعب .

الإرادةُ المصريةُ عظيمةٌ ، نحنُ نعرِفُها وشهدناها ، ولكن يجبْ علينا أن ندركَ أنهُ سوف يكون محتمٌ علينا ، أن نبذلَ جميعاً أقصى الجهدِ لتجاوزِ الصعوباتٍ التى تواجَهُنا في المستقبلِ .

صناعةُ المستقبلِ هي عملٌ مشتركٌ ، هي عقدٌ بين الحاكم وبين شعبه ، الحاكم مسؤولٌ عن دوره وملتزم به أمامَ اللهَ وأمامَ شعبه ، والشعب أيضاً عليه التزاماتٍ من العمل والجهد والصبر ، لن ينجح الحاكم بمفرده ، بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه .

الشعبُ المصريُ كله يعلم أنه من الممكنِ تحقيقُ انتصاراتٍ كبيرةٍ ، لأنهُ حققَها من قبلِ ، ولكنّ إرادَتَنا ورغبتَنا فى الانتصارِ لابدّ أن تقترنَ بالعملِ الجادِ .

القدراتُ والموهبةُ التي يتمتعُ بها الشعبُ المصريُ منذ 7 آلاف سنة يجب أن تتحالفَ مع العملِ الجاد .

العملُ الجادُ والمخلص من أجل الوطن هو السمةُ المميزةُ للدولِ الناجحةِ ، وسوف يكونُ العملُ الشاقُ مطلوباً من كلِّ مصرىٍ أو مصرية قادر على العملٍ ، وسأكونُ أولَ من يقدمَ الجُهدَ والعرقَ دون حدودٍ من أجلِ مستقبلٍ تستحقهُ مصرُ … هذا هو وقتُ الاصطفافِ من أجلِ بلدنا .

اسمحوا لى أن أصارحكم – والظروفُ كما ترونَ وتُقدّرونَ – أنه لن يكون لدي حملةٍ إنتخابيةِ بالصورةٍ التقليديةِ … لكن بالتأكيد فإنه من حقّكُم أن تعرِفوا شكلَ المستقبلِ كما أتصورُهُ ، وده حيكون من خلال برنامج إنتخابي ورؤيةٌ واضحةٌ تسعى لقيامِ دولةِ مصريةِ ديمقراطيةِ حديثةِ ، سيتم طرحهما بمجرد سماح اللجنة العليا للإنتخابات بذلك … لكن إسمحوا لى بأداءِ ذلكَ دونَ إسرافٍ في الكلامِ أو الأنفاق أو الممارسات المعهودة ، فذلك خارجِ ما أراهُ ملائماً للظروفِ الآن .

نحنُ مهددونَ من الإرهابيين . من قِبَلِ أطراف تسعى لتدميرِ حياتِنا وسلامِنا وأمنِنا ، صحيحٌ أنَ اليومَ هو آخرَ يومٍ لي بالزيِ العسكريِ ، لكنني سأظلُ أحاربُ كلَ يومٍ ، من أجلِ مصرَ خاليةٌ من الخوفِ والإرهابٍ … ليس مصر فقط ، بل المنطقة بأكملها بإذن الله … أنا قلت قبل كده وبكررها ” نموت أحسن ، ولا يروع المصريين ”

وأخيراً أتحدثَ عن الأملْ

الأملُ هو نتاجُ العملِ الجادِ . الأملُ هو الأمانُ والاستقرارُ … الأملُ هو الحلمُ بأن نقودَ مصرَ لتكونَ في مقدمةِ الدولِ ، وتعودَ لعهدِها قويةً وقادرةً ومؤثرةً ، تُعَلّمَ العالمَ كما عَلّمَتهُ من قبلْ .

أنا لا أُقَدّمُ المعجزاتِ ، بل أقدّمُ العملَ الشاقَ والجهدَ وإنكار الذات بلا حدود .
وأعلموا ، أنه إذا ما أتيح لي شرفُ القيادةِ ، فإننى أعدُكُم بأننا نستطيعُ معاً ، شعباً وقيادةً ، أن نحققَ لمصرَ الاستقرارَ والأمانَ و الأملْ , بإذن الله .

حفظَ اللهُ مِصرَ ، وحفظ شعبها العظيم … والسلامُ عليكم ورحمته وبركات

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات