أسامة الشيخ يكتب عن كابوس الانفصال الإسباني القادم: لا وطن يجمع البارسا والريال..!

09:23 صباحًا السبت 26 أبريل 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حارس مرمى ريال مدريد كاسياس يرفع كأس بطولته الأخيرة التي نالها فريقه بالفوز على برشلونة في نهائي كأس ملك أسباني

مقال للكاتب الرياضي: أسامة الشيخ

ماذا تمثل لقاءات الريال والبارسا لعشاق كرة القدم في العالم؟!.. هل يمكنهم تخيل أن يأتي يوم تغيب عنهم هذه المواجهات الساخنة التي تحمل المتعة في الملاعب الخضراء؟!

للأسف أصبح الأمر وارداً وبقوة أكثر من أي وقت مضى. لذا فإن ما أكتبه في هذه السطور لا علاقة له بتوقيت نشره بعد نهائي كأس إسبانيا، فهناك ما هو أهم من نتيجة تضيف لقباً جديداً لأحدهما في رصيده المتخم أصلاً بالألقاب.

فالأمر أكبر من حديث عن مستقبل مارتينيو مع البارسا أو غياب محتمل لرونالدو عن الريال، بل أكبر بكثير من لعبة كرة القدم كلها.. حديث عن لعبة السياسة التي باتت تهدد كيان الوطن الأم!

في التاسع من نوفمبر المقبل سيجري سكان إقليم كتالونيا استفتاء للانفصال عن إسبانيا، على رغم رفض البرلمان الإسباني الأسبوع الماضي طلب الكتالونيين إجراء استفتائهم الانفصالي، بل وأعلنها رئيس الوزراء الإسباني ماريانو زاخوي صريحة: «لن نسمح لهم بالانفصال، بل لا يمكن تصور أن تكون إسبانيا – بصفتها دولة – من دون كتالونيا».. في الوقت ذاته الذي صعد فيه رئيس الإقليم أرتور ماس لهجة التحدي مؤكداً أن الاستفتاء سيتم في موعده المحدد ليقرر الكتالونيون مصيرهم بأيديهم!

الكاتب الرياضي أسامة الشيخ

وبعيداً من كلام السياسيين وتراشق تصريحاتهم فالمسألة على أرض الواقع أكثر تعقيداً وتشابكاً..

منذ أسبوعين كنت في مدريد ولمست من قرب مدى الاحتقان الذي وصل إلى حد البغض بين الجانبين، وهو ما يجعل سيناريو الانفصال وارداً بقوة، بعدما أصبح رجل الشارع المدريدي يشعر بأن الثمن الذي يدفعه لشراء عدم مطالبة الإقليم الكتالوني بالانفصال صار باهظاً ويؤثر في حياته وقوت يومه، بينما يرى أهل كتالونيا – البالغ عددهم سبعة ملايين ونصف المليون نسمة – أنهم بثقافتهم المختلفة وثرواتهم سيكونون أفضل حالاً لو انفصلوا عن الجنوب الذي تجري في عروقه دماء ليست من فصيلة دمائهم!

أحد العاملين في مجال السياحة قال لي: «الأمر بات غير مقبول في ظل تقديم حكومة مدريد التنازل تلو الآخر للكتالونيين لأجل شراء صمتهم وعدم مطالبتهم المتكررة بالانفصال، فهم أخذوا الكثير ومازالوا يطالبون، ولا يعقل أن تصبح قيمة تذكرة الطيران من أميركا مثلاً إلى برشلونة قريباً من نصف القيمة لو كانت الوجهة إلى مدريد بسبب الضرائب الباهظة المفروضة على مطار مدريد والمعفى منها مطار برشلونة، سرقوا منا السياحة في زمن عصيب، وأصبحت عاصمتهم هي العاصمة السياحية لإسبانيا، ومازالوا يتاجرون على الصعيد السياسي ويطالبون بالانفصال!

حقاً إنها لكارثة على أي وطن تنمو روح العداء بين سكان أقاليمه كما وصل الحد الذي وصلت إليه إسبانيا اليوم لأسباب تاريخية عدة معروفة.. ولو بدأت بكاتالونيا، فالباسك على لائحة الانتظار!

لم تمنحه جماهير البارسا فوزا على الريال: جواريولا

لمست في إحدى الصحف الكبرى في مدريد كيف وصل الأمر برئيس التحرير إلى الإصرار على عدم ذكر اسم برشلونة في «مانشيت» مباراة برشلونة وأتليتيكو مدريد. لذا لم أتعجب عندما تطمئن صحف كتالونيا فريق بايرن ميونيخ ومدربه جوارديولا وتدعوهم إلى عدم القلق عندما يلعب مباراته المرتقبة في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الريال في مدريد، وتهتف: «كل برشلونة معك يا جوارديولا أنت وفريقك البافاري.. لديكم مشجعون إضافيون سيساندونكم في البرنابيو»!

المسألة هنا لا علاقة لها بحماسة كرة القدم وحدة المنافسة، كتلك التي بين الهلال والنصر أو الأهلي والزمالك أو الترجي والأفريقي، أو حتى بين أرسنال وتشلسي، إنها أعقد بكثير في حال البرسا والريال، وأكبر من فوز أو خسارة، إنها كراهية ستقود الوطن من دون شك إلى الانهيار تحت ثوب الانفصال!

** نقلا عن صحيفة “الحياة” اللندنية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات