احتفالية كبرى عكست أهمية الافتتاح لنموذج طبق الأصل من مقبرة الملك توت عنخ آمون الأصغر سنا والأعظم شأنا في تاريخ الحضارة البشرية والتي أقيمت في محافظة الأقصر بجنوب مصر باهتمام من وسائل الإعلام الصينية الكبرى في ضوء إنتماء الشعبين الصيني والمصري لحضارتين عريقتين تضربان جذورهما وأعماقهما عبر التاريخ وكذا لأهمية هذا الحدث في الحفاظ على التراث الحضاري القديم وفي أنه سيتيح الفرصة لعشاقه الصينيين للتعرف على تاريخ هذا الفرعون المصري.

وقد نشرت المواقع الإلكترونية لـ “شينخوا نت” و”شبكة الصين” و”سينا” وشبكة ” تشاينا ديلي” وموقع “سوهو”، التى تعد من كبري المواقع الإخبارية الصينية المتكاملة، أخبارا عن الافتتاح مصحوبة بصور للمقبرة أثناء العمل على تشييدها وبتعليقات تقول فيها إن صورة هذا الفرعون الذهبي الذي توفي في ريعان شبابه عن عمر لم يتجاوز 19 عاما مرتبطة في أذهان الصينيين وحتى البسطاء منهم بقناعه الشهير الذي صنع من 11 كيلوغراما من الذهب الخالص فضلا عما اكتشف في مقبرته الفريدة من كنوز نادرة وعديدة.

وحول هذا الحدث، أشارت المواقع الإخبارية إلى أن ما يثير اهتمام الصينيين بالملك توت عنخ آمون هو أسطورة لعنة الفراعنة التي مست كل من دخل مقبرته عقب اكتشافها، حيث أن الثقافة الصينية القديمة وثقافة مصر الفرعونية ، اللتين تتسمان ببعد إنساني وفلسفي متشابه، ذاخرتان بالأساطير التي أبدعها القدماء من الشعبين بخيالهم الخصب تجاه العالم المجهول المحيط بهم وانتقلت من جيل إلى جيل على مر الزمان.

وأوضحت أنه مع تزايد الحركة السياحية الوافدة من الصين إلى مصر في الفترة الأخيرة، سيحرص السائحون الصينيون على زيارة هذه المقبرة التي بدأ العمل عليها منذ عام 2009 وذلك لرؤية هذا العمل الذي ظهر أمام الجميع مطابقا تماما للمقبرة الأصلية بجميع وأدق تفاصيلها ومزج بين التكنولوجيا الحديثة الثلاثية الأبعاد والمهارات اليدوية لعلماء الآثار ليتجسد على أرض الواقع بمدخل وادى الملوك بمدينة الأقصر.

وأكدت هذه المواقع أن النسخة المقلدة للمقبرة تعتبر واحدة من أهم البرامج التى تجريها مصر حاليا في إطار جهودها لإنعاش قطاع السياحة الذي يعد ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية ، وكذا تطوير السياحة القابلة للاستمرار حتى لا تلحق ضررا بكنوزها الأصلية الفريدة والنفيسة.

وأضافت أن حدث افتتاح النسخة المقلدة لمقبرة توت عنخ آمون سيسهم في الحفاظ على المقبرة الأصلية التي تشكل جزءا من تراث الأمة المصرية الذي يمتد في الزمن السحيق ويؤرخ ماضيها العريق.

Tweet