ديمقراطية تركية … باللكمات والأحذية!

08:42 صباحًا الجمعة 16 مايو 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

دويتشه فيله ووكالات وصحف:

أثارت صورة أحد مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وهو يركل أحد المتظاهرين في مواجهات بين الشرطة ومحتجين إثر كارثة المنجم، عن إثارة ردود فعل غاضبة حول الديمقراطية التركية التي لا تحتمل معارضيها، مثلما أثارت شكوكا حول نجاح الحكومة في تلافي أثر الحادث الأليم.
فقد أسفر حادث منجم سوما بتركيا والذي أدى إلى مقتل 245 شخصا، فيما لا يزال 120 عاملا عالقا تحت الأرض، عن موجة احتجاجات عارمة عمت كبريات المدن التركية، بينها اسطنبول وأنقرة، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وزاد الأمر أن أردوغان نفسه سدد لكمة إلى تركي آخر صاح به بأحد المتاجر.
خرج آلاف المحتجين الأتراك الأربعاء الماضي في اسطنبول في مظاهرات ضد حكومة رجب طيب اردوغان مطالبين إياها بالاستقالة. وأطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم مياه اليوم لتفريق حشد لآلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط اسطنبول للاحتجاج على كارثة منجم سوما بجنوب البلاد. وهتف المحتجون “استقيلي يا حكومة”. وساروا في شارع الاستقلال في المدينة قبل أن تتدخل الشرطة وتدفعهم للتفرق في شوارع جانبية.
وفي العاصمة التركية أنقرة استخدمت الشرطة مجددا اليوم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد متظاهرين كانوا يحتجون إثر الحادث المأساوي. وتدخلت الشرطة حين تجمع نحو أربعة آلاف متظاهر في أنقرة احتجاجا على مقتل أكثر من مائتين واربعين عاملا من عمال المنجم في إحدى أسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها تركيا. ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالألعاب النارية.
وأعلنت الشركة المشغلة للمنجم انه تم إنقاذ نحو 450 من العمال. وذكر وزير الطاقة التركي تانير يلديز أن الحريق المستمر وغازات أول اوكسيد الكربون السامة تعيق جهود الإنقاذ في المنجم الواقع في بلدة سوما الجنوبية. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للصحافيين اثر تفقده موقع المنجم في بلدة سوما (محافظة مانيسا) أن “تحقيقا معمقا” سيجري حول أسباب الحادث.
وبدأت أكبر نقابة في تركيا لإضراب شامل يوم (الخميس 15 مايو/ أيار 2014) وسط تصاعد الغضب إثر أسوأ كارثة مناجم تشهدها البلاد والتي وصلت حصيلتها إلى 282 قتيلا فيما لا يزال العشرات عالقين في المنجم. وأعلن اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا الذي يضم 240 ألف موظف على موقعه الالكتروني: “هؤلاء الذين يمضون بعمليات الخصخصة وسياسات تهدد أرواح العمال من أجل خفض الكلفة … هم مسؤولون عن مجزرة سوما ويجب أن يحاسبوا”.


وتعم أجواء الغضب في تركيا مع تضاؤل الآمال بإمكان سحب عشرات العمال الذين لا يزالون عالقين في المنجم في بلدة سوما بمحافظة مانيسا غرب البلاد. واشتبك آلاف المتظاهرين مع الشرطة في أنقرة واسطنبول الأربعاء واتهموا الحكومة وصناعة المناجم بالإهمال. ووعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بإطلاق تحقيق في أسباب الحادث لكنه رفض تحميل الحكومة المسؤولية قائلا إن “مثل هذه الحوادث تحصل”.
وتجمع مئات الأفراد من عائلات وأصدقاء الضحايا أمام المبنى الذي كان إردوغان يلقي فيه كلمته الأربعاء وبدت عليهم علامات الغضب. وامتد الغضب أيضا إلى الشوارع، فقد استخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق ما بين ثلاثة وأربعة ألاف متظاهر في أنقرة فيما نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في اسطنبول. وتزيد هذه الكارثة من الضغط السياسي على إردوغان الذي واجه تظاهرات كبرى الصيف الماضي وفضيحة فساد تكال عائلته وحلفاء أساسيين له في الأشهر الماضية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات