في مقالاتٍ لي تحدثت عن تبني رؤية مغايرة للأنظمة الشمولية تنبع من الداخل، عوضا عن التنميط الأساسي الذي يقدمه الإعلام الخارجي، وخاصة في الغرب، حيث يصبح كل من لا يدين بالرأسمالية جاسوسا وخائنا وشريرا.
هذه فكرة.
أما الفكرة الثانية فهي أن أكثر ما تدمر في الحروب الدائرة بالشرق الأوسط، والعالم بمجمله، ليست البنى التحتية وحدها، بل المستقبل المتمثل في تلك الأجيال القادمة، التي عانت وستعاني في أماكن تهجيرها ومنافيها، وكأن تغريبة مفروضة جبرا على المنطقة أن يظل أهلوها منفيين عن أوطانهم.
لكن ما شأن الفكرتين معًا؟
هذا هو ما دار بذهني حين رأيت احتفال كوريا الشمالية بيوم الأطفال الدولي، ومن ثم، عرض لصور نقلتها وكالات الأنباء لمظاهر هذا الاحتفال، حيث تبدو البشاشة على وجوه الأطفال الصغار.
لكن البراءة يتم تلويثها، فالموسيقى لا تأتي وحدها، والألعاب ليست نظيفة مما وراء مغزاها، حيث يتدرب الأطفال على التصويب على وجه أوباما، وكأن هذا الشخص وحده هو إبليس، وهو أمر لا يختلف كثيرًا في دول أخرى، مثل إيران والباكستان، مثالين لذلك الهجوم على الغرب وأمريكا ممثلة في رئيسها.
أما الآنسة بارك رئيسة كوريا الجنوبية، فقد نالها من (الكُره) جانبا، حيث تم رسمها على هيئة شخصية كرتونية مخيفة وكأنها ساحرة شريرة، كما توضح الصور.
ماذا تفيد الألعاب الأخرى وهناك بجانب كل ثمرة تغرس للبناء أخرى تؤسس للهدم؟ هذان النموذجان للجارة اللدود، والعدو الأزلي، كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ليسا ملاكين، ولا ملائكة تنهب الأرض، ولكن ما يعنينا هم الملائكة الصغار.
كيف يكون شعار بلد : علموا أولادكم ضرب باراك أوباما، والسخرية من بارك الأخرى؟
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.