ممر تيان شان الحريري بقائمة التراث العالمي

10:21 صباحًا الإثنين 23 يونيو 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) خلال دورتها الـ 38 القسم الأول لطريق الحرير “شبكة طرق ممر تيان شان” بين كل من الصين وكازاخستان وقيرغيزستان ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي.

وقال دوو يوه السكرتير العام للوفد الصيني في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) ” إن تسجيل ممر تيان شان في التراث العالمي يأتي من كونه يضم أثرا قديما وسياحيا يمتد على مساحة شاسعة وقل أن يكون له نظير في العالم لغناه بالمناطق الأثرية الممتدة على طوله “.

وأضاف أن إدراج طريق الحرير شبكة طرق ممر تيان شان يجعل الشعب الصيني وشعوب العالم أجمع تشاهد طريق الحرير الحي لا طريقا تخيليا ويساعد في نقل هذا الأثر المهم من الأجيال الحالية إلى الأجيال القادمة ويوثق التعاون بين كل من الصين وكازاخستان وقرغيزستان في التبادل الثقافي وحماية الآثار القديمة.

وأكد أن هذه الخطوة تعزز كذلك التبادل الثقافي الودي بين الشعوب على جانبي هذا الطريق, ليس هذا فحسب بل بينهم وبين شعوب العالم أيضا, آملا في أن تساهم إضافة الموقع إلى قائمة التراث العالمي في رفع الوعي الشعبي لحماية الآثار القديمة والبيئة.

ويبلغ امتداد هذا الطريق الذي سجل اليوم في قائمة التراث الثقافي العالمي 5 آلاف كيلومتر تتوزع عليه 22 نقطة أثرية سياحية قديمة في الصين وثمان في كازاخستان وثلاث في قرغيزستان .

وبجانب هذا الموقع أدرجت لجنة التراث العالمي أيضا القناة الكبرى في الصين إلى قائمة التراث الثقافي.

وبتسجيل الموقعين يرتفع عدد المواقع الصينية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو إلى 47 موقعا, محتلة المركز الثاني على مستوى العالم بعد إيطاليا التي تمتلك 49 موقعا مسجلا, بحسب إحصائية العام 2013.

ما بين طريق التراث كتاريخ وتراث، وخطة مستقبلية يكثر الحديث هذه الأيام.

فقد قال تشن جيه، الباحث في مركز أبحاث ما بعد درجة الدكتوراة للعلوم السياسية بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية إن طريق الحرير المعاصر يربط بين الحلم الصيني والحلم العربي لإنجاز نهضة الأمة الصينية والأمة العربية.

وأقيمت الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين في 5 مايو، وخلال حفل الافتتاح ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا رئيسيا تحت عنوان “تنمية روح طريق الحرير وتعميق علاقات التعاون بين الطرفين الصيني والعربي”، وذلك احتفالا بمرور عشر سنوات على إقامة منتدى التعاون الصيني العربي، واستشرافا لمستقبل التعاون في السنوات العشر المقبلة.

وقال تشن إن مغزى خطاب الرئيس الصيني شي يكمن في أنه رسم بوضوح خارطة الطريق للتعاون الصيني العربي من خلال طرح فكرة البناء المشترك بين الطرفين الصيني والعربي لـ”الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين”(أو ما يسمى باختصار “الحزام والطريق”)، كما نوه الرئيس الصيني أيضاً بأهمية تنمية روح طريق الحرير المتمثلة في الاستفادة المتبادلة من حضارة الآخر، واحترام حقه في اختيار طريقه التنموي، والتعاون المربح للطرفين، والحوار والسلم.

ويتميز خطاب الرئيس الصيني بأنه يكن مشاعر الود التقليدي بين الشعب الصيني والشعوب العربية، عبر استرجاع محطات مشرقة في مختلف الحقب التاريخية للتعاون الصيني العربي، مثل مساعدة الدول العربية للحكومة الصينية على استعادة المقعد الشرعي في هيئة الأمم المتحدة، وتبرع الدول العربية بعد وقوع زلزال ونتشوان المدمر بأسخى معونة مالية للمنكوبين، وفي المقابل، ذكر الرئيس الصيني أن الصين أيدت وما زالت تؤيد بثبات نضال الشعب الفلسطيني، كما أن هناك آلافا من الأطباء الصينيين يساهمون بخبرتهم الوافرة وروحهم السامية في مساعدة المحتاجين في شتى الدول العربية، وأن هذه الحقائق تاريخية، وستبقى في ذاكرة القيادات والمواطنين العاديين من الطرفين.

وأشار تشن إلى أنه في عصرنا هذا، يسعى الشعب الصيني والشعوب العربية وراء تحقيق أهدافهم في التنمية العظيمة، فالطموحات الصينية يمكن أن يطلق عليها “الحلم الصيني”، والطموحات العربية يمكن أن تسمى ” الحلم العربي” ، وهذان الحلمان ليسا متفاوتين متباينين في المضمون، بل هناك تلاق بينهما، يتمثل بإنجاز النهضة القومية، بمعنى ما تواجهه نهضة الأمة الصينية ونهضة الأمة العربية من مهام مشتركة لترجمة الحلم الصيني والحلم العربي إلى واقع ملموس، ومنها تحقيق التحولات الاجتماعية السلسة وهيكلة نظام الحوكمة الحديث الصالح وتحقيق رغد معيشة الشعب، وجلب ثمار النجاح لكل فرد والارتقاء بمستوى التربية والتعليم من أجل إعداد كوادر وأكفياء يضطلعون بكل مهام النهضة وتحقيق الاستقرار والأمن للمجتمع، وتوفير كل الإمكانيات لمواجهة شتى أشكال الإرهاب وتحقيق بناء إقليم منسجم وبناء عالم منسجم والتصدي للتيارات الثقافية غير الصالحة من الغرب وخاصة نفوذ وسائل الإعلام الغربية التي تتفنن في تشويه صورة الدول النامية.

وأضاف تشن أن طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري طريقان تجاريان وثقافيان ربطا في العصور القديمة بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وساهما كهمزة وصل في التبادلات المكثفة بينهما، ففكرة “الحزام والطريق” التي طرحها الرئيس شي في خطابه، إنما هي طريق الحرير المعاصر، الذي سيربط الحلم الصيني بالحلم العربي.

وقال تشن إن فكرة بناء “الحزام والطريق” بشكل مشترك بين الصين والدول العربية ليست فكرة فضفاضة، بل هي فكرة مدروسة بدقة وقابلة للتنفيذ، فقد ذكر الرئيس الصيني مبادئها، وطرق تنفيذها، وأساس التعاون بين الجانبين.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات