جولة السيسي الأولى … تقارب مصري عربي أفريقي

02:37 مساءً السبت 28 يونيو 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أن هناك الكثير من الموضوعات يمكن أن يعمل الجانب المصري والجانب السوداني عليها، مشيرا إلى أن “المواقف داخل منطقتنا تحتاج إلى تنسيق لأن لدينا فيها مصالح مشترك”ة.

جاء ذلك في تصريحات للسيسي فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره السودانى عمر البشير بالخرطوم يوم الجمعة. ومن جانبه قال الرئيس السودانى عمر البشير ” إن الزيارة تأتي فى الاتجاه الصحيح لتقوية العلاقات التى هى علاقات متجذرة وليست علاقات جوار فقط”.وأضاف البشير ” للأسف إن إقليمنا يغلى ، وكان هناك تطابق فى الآراء لاحتواء بؤر التوتر بما يعود بالفائدة على دول المنطقة”.

السيسي والبشير في مطار الخرطوم

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وصل إلى الخرطوم فى أول زيارة للسودان منذ انتخابه رئيسا لمصر. وفيما يلي مقال عماد الأزرق (شينخوا) عن جولة الرئيس المصري الإفريقية، التي شملت الجزائر وغينيا الاستوائية:

 أكد عدد من المحللين السياسيين أن جولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأفريقية استهدفت تحقيق الابعاد الاستراتيجية للأمن القومي وتأمين المصالح الوطنية المصرية. وقام السيسي بجولة أفريقية بدأت يوم (الأربعاء) الماضي استغرقت ثلاثة أيام ، شملت الجزائر، حيث ألتقى مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وشارك في القمة الأفريقية في غينيا الاستوائية بعد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بالغاء قرار تجميد أنشطة مصر بالاتحاد الأفريقي والذي اتخذ في أعقاب 30 يونيو الماضي، واختتمها بزيارة للسودان لعدة ساعات التقى خلالها مع الرئيس عمر حسن البشير.

يرى اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي أن جولة السيسي الأفريقية واختياره للدول الثلاث الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان لم تأت من فراغ أو مصادفة، وأنما جاءت وفقا للابعاد الاستراتيجية للأمن القومي وتأمين المصالح الوطنية المصرية .

وأوضح الجابري لوكالة أنباء (شينخوا) أن استراتيجية مصر التي تنتهجها خلال المرحلة الحالية هي استراتيجية التجميع بإعادة اللحمة والتفاعل والتقارب المصري – العربي، والمصري – الأفريقي، وهذه الجولة تضع بذور هذه الاستراتيجية.

وقال إن الجزائر المحطة الأولى للجولة هي بمثابة اعلان لعودة مصر للشمال الأفريقي الذي شهد حالة من الجفاء في العلاقات بينه وبين مصر خاصة مع الجزائر التي توترت العلاقة معها في أواخر عهد مبارك.

وأضاف أن الجزائر تحظى وتمتلك قدرات وأمكانيات هائلة من الغاز الطبيعي الذي تعاني مصر نقصا كبيرا وينعكس سلبا على محطات توليد الكهرباء التي تعمل أغلبها بالغاز الطبيعي.

وتابع الجابري أن “المحطة الثانية لجولة السيسي الأفريقية كانت غنيا الاستوائية، ولاشك أنه فخر لكل مصري وعربي أن تعود مصر لمقعدها بالقمة الافريقية الذي تغيبت عنه بعد 30 يونيو من العام الماضي، وهي بداية لعودة العلاقات المصرية – الأفريقية لوضعها الطبيعي كما كانت عليه خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر بعدما تراجعت بشكل كبير خلال 30 عاما من حكم مبارك”. ولفت إلى أن زيارة السيسي للخرطوم جاءت لما تشكله السودان من عمق استراتيجي لمصر، مشيرا إلى ما تعرضت لها العلاقة بين البلدين من فتور خلال المرحلة الماضية.

واستطرد قائلا “نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب العلاقات بين الدولتين، وعودة التفاهم وتوضيح المصالح المشتركة، وتحديد اسباب الخلاف والفرقة بينهما للتغلب عليها”. وأشار إلى أنه كانت هناك مساع ومحاولات لتحويل السودان إلى حاضنة للإرهاب والإرهابيين لمحاصرة مصر من الجنوب عبر السودان، ومن الغرب عبر ليبيا، ومن الشرق عبر حماس في قطاع غزة والتنظيمات الارهابية في سيناء.وشدد على أن مصراستطاعت خلخلة هذه الاستراتيجية وتفكيكها، وافشال هذا المخطط، ونجحت استراتيجيتها المضادة، وعملت استراتيجية على عدة مسارح خارج أراضيها لتوفير الحماية لأراضيها من مخاطر الإرهاب ومنع وصول الارهابيين إليها، وسيتم التنسيق في ذلك مع السودان أيضا.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده تعتبر السودان عمقها الإستراتيجي، معربا عن أمله في أن تساهم زيارته للخرطوم في دعم وتنمية العلاقات بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين المصري والسوداني.

وقال السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السوداني عمر البشير اليوم (الجمعة) إن هناك موضوعات كثيرة ممكن أن نعمل من خلالها لمصلحة خدمة الشعبين ، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات . وأشار إلى أن هناك مواقف داخل المنطقة تحتاج إلى التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين، مضيفا أن هذه الزيارة هى الأولى له ، وأنه في انتظار أن يقوم الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة مصر في القريب العاجل . من جانبه، أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن جولة السيسي الأفريقية التي اشتملت الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان تمثل عودة قوية لمصر لمحيطها الأفريقي ، حيث تعيد مصر تشكيل تحالفات جديدة قديمة بما يحقق متطلبات أمنها القومي ومواجهة التنظيمات الإرهابية التي تهدد مصر ودول المنطقة. وأوضح هريدي لوكالة أنباء (شينخوا) إن الجولة لها أهداف استراتيجية بالغة الأهمية للأمن القومي المصري يتفرع منها اهداف سياسية وأمنية واستخباراتية واقتصادية، ولكنها في النهاية تصب في تحقيق متطلبات الأمن القومي المصري.

وقال إن لقاء السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا ومن خلال البيان الصادر عن اللقاء يؤكد أن هناك تقدما كبير جدا في تطورات العلاقة بين مصر واثيوبيا خاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة الأثيوبي.

وأضاف أنه من خلال البيان فإن اثيوبيا التزمت بعدم اضرارها حصة مصر واحتياجاتها من مياه النيل، فيما أكدت مصر ادراكها لاحتياجات الشعب الأثيوبي التنموية، وهو ما يؤشرعلى أن الأزمة في طريقها للحل، وقريبا لن تكون هناك ازمة بين القاهرة وأديس ابابا حول سد النهضة. وعقد السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبي هيلى ماريام ديسالين جلسة مباحثات مطولة أمس (الخميس) على هامش القمة الأفريقية بغنينا الاستوائية تركز على أزمة سد النهضة الأثيوبي والتعاون المشترك.

وعقب المباحثات صدر بيان مشترك القاه وزيرا خارجية مصر وأثيوبيا أكدا فيه التزام بلديهما المتبادل فى علاقات البلدين الثنائية بمبادىء التعاون والاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام القانون الدولى وتحقيق المكاسب المشتركة. وأكد البيان المشترك أن الجانبين المصرى والاثيوبى اتفقا على البدء الفورى فى الاعداد لانعقاد اللجنة الثنائية المشتركة خلال ثلاثة اشهر ، كما أكد الطرفان على محورية نهر النيل كمورد أساسى لحياة الشعب المصرى ووجوده ، وإدراكهما لاحتياجات الشعب الاثيوبى التنموية .

وأشار البيان إلى أن السيسى و ديسالين قررا تشكيل لجنة عليا تحت اشرافهما المباشر لتناول كافة جوانب العلاقات الثنائية والاقليمية فى المجالات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية. في السياق ذاته، أكد هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن البيان المشترك الذي صدر من الجانبين يمثل تحول نوعي في مسار الأزمة، ويعود بها لحيز المفاوضات بعدما كادت تنزلق إلى حيز الصراع.

وقال رسلان لوكالة أنباء (شينخوا) إن المبادئ التي تم الاتفاق عليها هي مبادئ عامة وفضفاضة تحتاج إلى مفاوضات وهذه المفاوضات لن تكون سهلة ، ولكن الطرفين اتفقا على المضي إلى أخر الشوط . وأعرب عن اعتقاده أن فرصة النجاح أصبحت أكثر من ذي قبل، خاصة بعد أن تغيرت بيئة الأزمة في أعقاب تولي السيسي للسلطة، وتغير المواقف الاقليمية والدولية من الوضع في مصر، وهو ما يضيف إلى رصيد مصر التفاوضي ولا يخصم منها.

وأشار السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إلى أن زيارة السيسي للخرطوم في طريق عودته تأتي بهدف اطلاع الجانب السوداني على ما تم الاتفاق عليه مع اثيوبيا، وخاصة أن السودان هي الشريك الثالث في هذا الملف.

وأوضح أنه تم كذلك التباحث في كيفية تأمين الحدود المصرية – السودانية لاسيما وأنها مصلحة هامة وحيوية للبلدين، مستبعدا أن يتم خلال اللقاء الذي يعد الأول للرئيسين اثارة موضوع حلايب وشلاتين المثير للجدل بين الطرفين.

وأكد الرئيس السوداني عمر البشير أن السيسي حرص على زيارة الخرطوم ، لإيمانه بأهمية العلاقات المشتركة بين البلدين، مشددا على اعتزازه بتلك الزيارة التي تأتي في الاتجاه الصحيح لتنمية وتطوير العلاقات بين البلدين ، والتي وصفها بالأزلية . وقال البشير خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع السيسي إنه ناقش مع الرئيس المصري عددا من الموضوعات الهامة التي تخص البلدين، كذلك مناقشة آخر تطورات الأوضاع بشأن القضايا الإقليمية، مؤكدا أن هناك تطابقا في الآراء على ضرورة العمل سويا لاحتواء كافة النزاعات الموجودة في المنطقة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات