تجارة العاج … مقبرة الفيل الأفريقي

01:13 مساءً الثلاثاء 1 يوليو 2014
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تجارة العاج للفيل الأفريقي، تاريخ قديم

أشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن عدد الفيلة التي يتم صيْدها في افريقيا للحصُول على العاج أكثر من تلك التي تُولد سنوياً وأظهر التقرير أن العِصابات المتورطة في تجارة العاج تنشط من دون ملاحقة .

وكان عشق التحف المصنوعة من العاج وراء إبادة القسم الأكبر من الأفيال الأفريقية والأسيوية حتى عام 1989 عندما تمّت المصادقة على قرار يمنع تجارة العاج عالمياً ، وكان سبب المنع هو التناقص السريع في عدد الفيلة الذي تقلص إلى النصف في عشر سنوات نتيجة الصيد غير المشروع ، وبعد خمسة أعوام من ذلك التاريخ تم تخفيف الحظر بهدف دعم اقتصاديات بعض البلدان الأفريقية .

ويُستخدم العاج في صناعة مفاتيح البيانو الفاخرة وكُرات البلياردو والكثير من التحف وأدوات الزينة حيث يمكن حفره ونقشه ، وقد استعمل العاج على مر العصور بكثافة وقد فاق استعماله بالقرن العشرين مما هدد بانقراض الفيل من الوجود .

الفيل الفريقي، ضحية صامتة

وفي تقرير للسلطات المشرفة على الإتفاقية الخاصة بشأن التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالإنقراض (سيتاس) أشار إلى أن مكافحة تجارة العاج في افريقيا تفوّقَت لأول مرة على آسيا خلال عام 2013 بفضل الجهود التي بذلتها بعض الدول الأفريقية ، وأشار التقرير إلى أن التحسّن الطفيف الذي شهدته مكافحة تجارة العاج غير المشروعة لا يخفي حقيقة أن عدد الأفيال التي تعرضت للصيد يبقى مرتفعاً وقد بلغ بالنسبة لسنة 2013 نحو 20 ألف فيل قتلت من أجل التجارة في أنيابها العاجية مقابل 25 ألف فيل عام 2011 .

وقال تقرير (سيتاس) أن عدد الأفيال الذي كان يبلغ مع بداية القرن العشرين 20 مليون من الأفيال لا يتجاوز اليوم 500 ألف فيل .

وكان تقرير للصندوق الدولي لحماية الحيوانات صدر في سبتمبر/ أيلول عام 2013 ذكر أن تجارة العاج غير المشروعة تأتي في المرتبة الرابعة في قائمة أنشطة التجارة غير المشروعة بعد المخدرات والسلاح وتهريب البشر ، ولفت إلى أن تجارة العاج توفر نحو 19 مليار دولار للشبكات الإجرامية سنوياً .

تجارة مزدهرة

وبالرغم من انخفاض كمية عاج الفيلة المعروضة في الأسواق السياحية المصرية خلال العقد الماضي ، إلا أن مصْر مازالت تشكّل محوراً رئيسياً لتجارة العاج العالمية فقد أشار أحد التقارير إلى أن الحرفيين والباعة والعاملين في تجارة العاج لا يخشون خطر الإعتقال وأشارت إحدى الدراسات إلى أن مصر هي إحدى أكبر الأسواق غير المشروعة لعاج الفيلة في افريقيا وأنه يتم تهريب الأنياب غالباً عبر السودان .

أما في كينيا فقد أعلنت الشرطة ومسؤولون عن حماية الحياة البرية أن السلطات الكينية ضبطت 228 من الأنياب الكاملة للفيلة ، و74 ناباً آخر مقطعاً كانت معدة للتهريب في مدينة مومباسا الساحلية .

وثمة سؤال يطرح نفسه : من هو المُجرم الحقيقي المتورط في جرائم قتل الفيلة ؟ هل هو الصياد الذي يجول في المحميات الطبيعية بحثاً عن فيل يبيع عاجه مقابل 6000 دولار أمريكي وهو مبلغ يستطيع أن يعيل أسرته لمدة عشر سنوات ؟ أم ذلك التاجر الذي يستخدم كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لنقل أطنان العاج من مكان إلى آخر ؟ أم هو ذلك الثري وذاك المتعبد المتعطشان لإقتناء القطع العاجية المنحوتة ؟

يُذكر أن الفقر وضعف الحكم في الدول موطن الفيلة بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على العاج غير المشروع في الدول المستهلكة  هي من العوامل الرئيسية لزيادة صيد الفيلة الجائر في السنوات الأخيرة .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات