بارك … رئيسة كورية بفلسفة صينية

10:34 صباحًا الأحد 6 يوليو 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بارك تتوسط عائلتها، وإلى اليسار والدها، الرئيس الأسبق لكوريا الجنوبية

لا يمكن لأي طموح أن يبدو واضحا بدون حياة بسيطة، ولا يمكن تحقيق أي إنجاز بدون عقلية هادئة.

إن هذا القول الشهير لتشو قه ليانغ رجل الدولة والخبير الاستراتيجي البارز في الصين القديمة هو الشعار المفضل لرئيسة كوريا الجنوبية بارك جوين-هي التي تعتقد أن المرء لابد أن يستغل اليأس كفرصة حتى إذا واجه الصعاب.

وفي حقيقة الأمر ساعدت حكمة الفلاسفة الصينيين بارك في اجتياز معظم الصعوبات في حياتها.

صور عائلية تماثل صور عائلة كنيدي، الأب أيضا اغتيل

وبارك هي الأبنة الكبرى لرئيس كوريا الجنوبية السابق بارك تشونج- هي وبعد اغتيال والديها وهي في العشرينيات من عمرها اختار العديد من أصدقائهما خيانة أو تجاهل الأسرة في ظل الانتقادات الموجهة لبارك تشونج-هي.

وجعلت العزلة بارك تشعر أنه “من الصعب عليها التنفس”. وفي نفس الوقت كانت منارة حياتها لتحقيق السلام الداخلي هي تاريخ الفلسفة الصينية الذي كتبه فنغ يو لان المفكر الصيني العظيم فى القرن العشرين.

في القصر الأزرق، الذي عادت إليه حاكمة لبلادها، تقف الفتاة بارك مع والدها في استعراض للكرة الأرضية

وفي الكلمة التي ألقتها في جامعة تسينغهوا خلال زيارة الصين في عام 2013 ،كشفت بارك المولعة بالفلسفة الصينية القديمة كيف ساعدتها الأعمال الكلاسيكية الصينية في مواجهة ألمها بعد اغتيال والديها.

وقالت “قرأت الكثير من الأعمال الفلسفية والكلاسيكية لاجتياز هذا الوقت الصعب. وحرصت دوما على تدوين العبارات الجيدة في مفكرتي لقراءتها لاحقا. ونجحت في النهاية في التغلب على الألم والوصول إلى السلام الداخلي والقيمة الهامة للحياة”.

بدأت بارك التي تبلغ من العمر 62 عاما صلتها بالثقافة الصينية منذ مولدها. وبمطالعة قاموس صيني أعطى والدا بارك ابنتهما الكبرى اسما محببا– “جوين” ويعني زهرة شارون وهي الزهرة الوطنية لكوريا الجنوبية أما “هي” فتعني اللطف .

وأطلعت بارك على الأعمال الكلاسيكية الصينية منذ نعومة أظافرها، فعندما كانت في المدرسة الابتدائية بدأ ولعها بتاريخ الممالك الثلاثة الذي علمت منه القصص الأسطورية للصين القديمة وأعجبت بالأبطال الأذكياء الفرسان.

الرئيسة بارك مع الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم يونج إل، في 13 مايو 2002 بالعاصمة الكورية الشمالية

وكتبت بارك في سيرتها الذاتية “هل من الممكن أن يكون تشاو تشي لونغ (قائد عسكري في فترة الممالك الثلاثة) هو حبي الأول؟ لقد تسارعت دقات قلبي بمجرد ظهوره”.

ودفعت تجربة بارك المبكرة وتفاعلها مع الثقافة الصينية إلى الاهتمام بتعلم اللغة الصينية.

وعندما كانت في الثلاثينيات بدأت بارك تعلم الصينية من برامج التليفزيون. واعتادت إحضار شرائط للغة الصينية للتدرب على الحديث بها. وبعد دخولها مجال السياسة كانت بارك تطلب من المترجم المصاحب لها دوما تصحيح نطقها للكلمات خلال زياراتها للصين.

والآن تجيد بارك اللغة الصينية تماما الأمر الذى أثار إعجاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ،وتلك الميزة في بارك أضافت ثقلا للعلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية.

رسوم كاريكاتورية تتابع وتمدح وتعارض قرارات بارك

إن النظرة العامة للثقافة جعلت بارك أكثر قربا للصين. وقد قامت بزيارة الصين عدة مرات قبل توليها الرئاسة. وبعد توليها منصبها قامت بارك على رأس وفد أعمال كبير بزيارة الصين قبل اليابان في سابقة لم تحدث من قبل.

وتعتقد بارك أن حلم كوريا الجنوبية والحلم الصيني متداخلان وأن العلاقات المتناغمة بين البلدين سيكون لها آفاق مشرقة.

وقالت “اعتقد أن حلم كوريا الجنوبية يمكن أن يمضي جنبا إلى جنب مع الحلم الصيني ،وسنحقق بالتأكيد حلم بناء شمال شرق آسيا الجديد”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات