الاحتفال بمتدربي لغة الخيام والشيرازي

02:25 مساءً الأربعاء 9 يوليو 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

سمير أرشدي وعباس خامه يار … تكريم عشاق الفارسية

شهدت المستشارية الثقافية الايرانية حفل اختتام الدورات المكثفة لتعليم اللغة الفارسية و التي أقيمت بإشراف أساتذة جامعيين أكفاء ووفق أحدث أساليب التعليم السمعي والبصري و بمشاركة طلاب و باحثين من الكويت و لبنان و مصر و البحرين .

وفي بداية الحفل ألقى سمير ارشدي  الأستاذ المحاضر في الدورة كلمة اشار خلالها للقواسم المشتركة بين اللغتين و دور علماء ايران في دعم اللغة العربية و كتابة و تدوين قواعدها بشكل علمي و منهجي  مؤكداً ان كبار شعراء ايران كجلال الدين الرومي و حافظ الشيرازي و سعدي و عمر الخيام نظموا قصائد عصماء باللغة العربية  كما ان المتنبي نظم أجمل اشعاره في بساتين شيراز و ابو تمام سيد شعراء العربية كتب أهم مؤلفاته في مدينة همدان الايرانية .

ثم ألقى عباس خامه يار المستشار الثقافي كلمة شكر فيها الطلاب على مواظبتهم للمشاركة في الدورات و أشار الى ان الحضارة الاسلامية بلغت عنفوان شموخها و عصرها الذهبي بفضل التواصل الفكري و الثقافي العربي الايراني  مؤكداً اهتمام ايران بتدريس اللغة العربية في مختلف المراحل الدراسية في الجمهورية الاسلامية الايرانية ومشيراً لأهمية اللغة الفارسية لكل الباحثين في حقول الأدب والتاريخ لاسيما طلبة كلية الآداب بجامعة الكويت فهي ضرورية لكل الزوار والمصطافين الذين يسافرون الى مدن إيران سواء للسياحة الدينية او العلاجية او الترفيهية.

و يذكر بأنه قد تخرج لحد الآن العشرات من الراغبين في تعلم هذه اللغة الأدبية العذبة ومن جنسيات مختلفة وذلك بسبب سهولة تعلمها وقواسمها المشتركة مع اللغة العربية، حيث تعتبر اللغة الثانية الأوسع انتشارا في العالم الإسلامي بعد العربية.

وتعد اللغة الفارسية من الدعامات التى قامت عليها الحضارة الإسلامية فى أوجها ، ولا تزال تمثل رافداً مهماً لتجديد الفكر الإسلامى المعاصر . ويصفها علماء اللغات بأنها ” فرنسية الشرق ” و يقصدون بذلك أنها منتشرة فى ربوع أسيا إنتشار الفرنسية فى ربوع أوروبا .

جانب من الحضور

واللغة الفارسية لغة آرية تنتمى لمجموعة اللغات الهندوأوروبية .
الفارسية الحديثة أو الفارسية الدرّية أو الفارسية الإسلامية هى التى تدون بالخط العربى ، فمع دخول الإسلام إلى إيران أصبحت اللغة العربية فى البداية هى اللغة الرسمية ولغة الإدارة فى الدولة وحلت محل البهلوية الساسانية التى انزوت وأصبحت مقصورة على من ظلوا على الدين الزردشتى .
ولم يقدر لهذه اللغة أن ترتقى إلى مراتب اللغات الأدبية إلا فى القرن الثالث الهجرى ، عندما اتخذها كتاب الفرس وشعراؤهم لغة لأشعارهم وكتاباتهم بعد ان كانوا طوال القرنين الأولين من الإسلام لا يكتبون ولا ينشدون إلا بالعربية ، حتى إذا بدأت حركات الإستقلال فى القرن الثانى من الهجرة وأخذت بعض الولايات الفارسية تنفصل فعلاً عن الخلافة العباسية ، نهضت الفارسية فأصبحت لغة الأدب والسياسة فى أرجاء الهضبة الإيرانية … ولكنها لم تعد فى هذه المرة فارسية الجاهلية المكتوبة بالخط البهلوى ، بل أصبحت فارسية الإسلام المكتوبة بالخط العربى والمطعمة بكثير من العناصر العربية التى تتضمن ألفاظاً وعبارات وأوزاناً وقوافى .. وتطورت هذه الفارسية الإسلامية منذ ذلك التاريخ بحيث نجدها فى صورتها الحاضرة لا تختلف عن أقدم المنشآت إلا من حيث بعض المصطلحات اللغوية دون المساس بأصول اللغة وقواعدها .
وبهذا التطور الإسلامى الجديد أصبحت الفارسية ميسرة لمن لسانه عربى تيسيراً كبيراً محسوساً .

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات