حروب وإرهاب… وأكثر من 50 مليون لاجيء

12:15 مساءً الأحد 13 يوليو 2014
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قوارب الهجرة … والموت

أكّدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد لاجئي العالم بسبب الحروب والعنف تجاوز 50 مليوناً وذلك للمرة الأولى منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية .

وحسب المفوضية في تقريرها الذي أعلنت عنه يوم 20- 6 – 2014 بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق العشرين من يونيو/ حزيران من كل عام فإن عدد اللاجئين الذين نزحوا داخل بلادهم أو هربوا إلى دول أجنبية بسبب الحروب والعنف بلغ مع نهاية عام 2013 نحو 51.2 مليون لاجئ ، وأشار معدو التقرير إلى الوضع المأساوي للاجئين في سوريا جراء الحرب الأهلية .

وأرجع المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (انطونيو جوتيريس) هذا التزايد الكبير في عدد اللاجئين إلى عدم حل الصراعات مثل الصراع الحالي في سوريا وفي أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأوكرانيا والعراق .

نازحون سوريون على حدود تركيا

وحذّرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من إمكانية أن تزعزع أزمة اللاجئين السوريين استقرار المنطقة بأسرها حيث يهرب نحو مائة ألف شخص من الصراع في كل شهر ، ويتدفّق اللاجئون السوريون إلى البلدان المجاورة خصوصاً لبنان حيث جاء في تقرير للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين سيعادل أكثر من ثُلث سكان لبنان البالغ عددهم 4 ملايين نسمة بحلول نهاية عام 2014 وقال التقرير أن عدد اللاجئين سيصل إلى 1.5 مليون نسمة بحلول ديسمبر/ كانون الأول المقبل .

وأدّت أعمال العنف الأخيرة في جنوب السودان إلى نزوح مليون شخص من جنوب السودان وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فروا إلى كينيا وأثيوبيا وأوغندا حيث يواجهون ظروفاً وخيمة خاصة في ظل معاناة العديد من الأطفال من سوء التغذية .

وقالت المتحدثة باسم المفوضية في جنيف أن أكثر من 60 ألف لاجئ سوداني يتعرضون للتهديد بالطرد من مخيماتهم في شمال ولاية أعالي النيل بجنوب السودان حيث تستضيف الولاية أكثر من 125 ألف لاجئ سوداني غالبيتهم من الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات وكبار السن وذوي الإعاقة .

كذلك أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن القلق لتدهور الأوضاع في الصومال مما أجبر أعداد متزايدة من المواطنين على النزوح إلى الدول المجاورة بعد تزايد أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان .

أما العراق فقد أصبحت اليوم على رأس قائمة الدول التي يطلب مواطنوها حق اللجوء إلى الإتحاد الأوربي ودوله ال27 وتزيد نسبة طلبات اللجوء العراقية على 25% من المجموع الكلي للطلبات المقدمة لدول الإتحاد الأوربي يليه بالترتيب الصومال ثم اريتريا .

أما اللاجئون الأفغان فهم مأسآة انسانية أفرزتها الحرب حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدور كبير في تدمير الشعب الأفغاني وافقاره وتشريده ، وتتجاهل اليوم مأسآته فأكثر من 7.5 مليون لاجئ أفغاني تمتد مأسآتهم إلى أكثر من ربع قرن بسبب ويلات الحروب والمنازعات الداخلية وعودتهم إلى بلادهم تحتاج إلى سنوات طويلة من البناء وإعادة الإعمار وإصلاح ما دمرته الحرب .

وقد أشارت بيانات منظمة حقوق الإنسان إلى أن عدد اللاجئين الأفغان قبل الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 بلغ 4 ملايين لاجئ موجودين في باكستان وإيران ، في حين أدت الحرب الأمريكية إلى هروب 2.5 مليون من اللاجئين .

اللاجئون الفلسطينيون : وفقاً للتعريف العلمي للأنروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين) فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين في الفترة ما بين يونيو/ حزيران 1946 ومايو/ آيار 1948 والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب 1948 .

يعيش ثلث اللاجئون الفلسطينيون المسجلون لدى الأنروا أو ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ في 58 مخيّم مُعترف به للاجئين في كل من الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، وتمْتاز الأوضاع الإقتصادية في المخيمات عموماً بالفقر والكثافة السكانية .

وجديرٌ بالذكر أن الحرب الدائرة الآن في غزة وعودة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيؤدي إلى المزيد من اللاجئين والمشردين .

يُعتبر منح حق اللجوء للأشخاص الفارين من الإضطهاد في بلدان أجنبية من أقدم السمات المميزة للحضارة ، لأن اللاجئ هو كل من وجد بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للإضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية أو المنازعات والحروب .

ومنذ اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين ، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية العامة لشؤون اللاجئين التي عنيت بإيجاد الحلول الدائمة للعديد منهم ، فإن أنماط الهجرة العالمية في عصرنا الحديث ازدادت تعقيداً فلم تعد تنطوي فقط على اللاجئين وإنما أيضاً على الملايين من المهاجرين لأسباب اقتصادية غير أن ثمة اختلاف بين اللاجئين والمهاجرين وإن كانوا يعتمدون في الكثير من الأحيان وسائل السفر نفسها ، وبالتالي لابد من معاملتهم بشكل مختلف بموجب القانون الدولي الحديث .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات