بيان للناس : في شأن الإرهابي وجدي غنيم وسقطات سفيان بن فرحات في حق مصر

05:56 مساءً الأحد 2 نوفمبر 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كعادة الإرهابي الهارب ” وجدي غنيم ” أطلق لسانه البذيء في حق الأشقاء في تونس واصفا إياهم بأبشع النعوت بعد خسارة ” حركة النهضة ” للإنتخابات التشريعية .. بل إنه وجه ” لراشد الغنوشي ” زعيم الحركة اللوم و التجريح لأنه هنأ خصومه بالفوز في الإنتخابات .. و بطبيعة الحال من حق كل مواطن تونسي الرد بالطريقة التي تناسبه على تلك الإهانات التي لحقت به سواء كان هذا الرد في إطار القانون أو خارجه ففي النهاية كل نفس بما كسبت رهينة و كل يتحمل مسئوليته عن أفعاله طالما كان راشدا مسئولا ..

الإرهابي وجدي غنيم

في مقابل سفالات “وجدي غنيم ” قام الصحفي و الإعلامي المعروف ” سفيان بن فرحات ” الذي كنت أكن له إحتراما ما برد الفعل بمنتهى الإنفعال و التزيد بعد أن تجاوز شخص ” وجدي غنيم ” إلى توجيه الإهانات إلى مصر و بغض النظر عن سوقية ألفاظه و حقارتها إلا أنني لم أر لمصر و لا شعبها دخلا في الموضوع خاصة و أنه يفترض أن ” سفيان بن فرحات ” صحفي و إعلامي معروف و ليس من آحاد الناس و بالتالي فلابد أنه يعلم أن الإرهابي ” وجدي غنيم ” ظل هاربا من مصر طريدا منذ التسعينات بسبب صدور أحكام قضائية ضده في قضايا التطرف و الإرهاب و لم يعد إليها أبدا اللهم إلا في السنة السوداء التي حكم فيها المجرم الجاسوس ” محمد مرسي ” ثم استأنف الهروب بعد ثورة 30 يونيو المجيدة التي إقتلعت الإخوان لتصدر أحكام جديدة عليه في جرائم الإرهاب و التحريض فضلا عن قضايا أخرى منظورة أمام القضاء تجعل عودته إلى مصر مستحيلة .. و من المؤكد أن في علم ” بن فرحات ” أن الإرهابي ” وجدي غنيم ” مقيم في تركيا و في حمايتها بعد أن طلبت منه قطر المغادرة لكن يبدو أنه لم يجرؤ على الهجوم على البلد الذي يأويه و يحميه فقرر إطلاق قذائف بذاءاته على مصر ظنا منه أنها لن تجد من يذود عنها إزاء نوبة الإنفعال و التخليط التاريخية و القومية التي إنتابته و التي لو إنجررنا إليها خاصة فيما ذكر عن سوريا و العراق فلن نترك له جنبا ليرقد عليه لأننا ” فرسان القلم الحقيقيون ” ؛ .. نحن فجر الضمير و من صنع التاريخ و سطره بحروف من نور .. و ليس من ينتحله أو يرويه كما يتصوره .. تاريخ الكوكب كله في جانب و تاريخنا على حدة يدعى علم المصريات .. و أسأل الفرنسيين الذين تستشهد بهم و…

و ربما يجب أن تعلم أن بعض من إستشهدت بهم مثل ” ابن خلدون ” و  “بيرم الخامس ” و قبلهم ” سيدي أبو الحسن الشاذلي ” و بعدهم ” عبد العزيز جاويش ” و ” محمد الخضر حسين ” قد ” هجوا ” من تونس الرائعة ولاذوا بمصر .. لا لعيب في تونس و لكن ربما هربا من أمثالك

لكن لماذا يحمل ” سفيان بن فرحات ” مصر أوزار “وجدي غنيم ” بينما من أتى به إلى تونس و إستقبله فيها استقبال الفاتحين قيادات ” حركة النهضة” و السلفيين و أحزاب أخرى كان بعضها مشاركا في حكم الترويكا ؟ سؤال في عجالة ضمن أسئلة عدة تطرح نفسها فتثير الغضب و من ثم أفكار تحمل قدرا من سوء النية قد تجعلنا ننزلق إلى نهج مماثل من الهذيان و الجهل و الجهالة ..

سفيان بن فرحات

كان على السيد ” سفيان ” الغاضب من أجل بلاده و لديه في ذلك كل الحق دون تجاوز أن يتذكر كم صبرت مصر و شعبها و مازالت على تدخل عدد معتبر من ساسة بلاده في شئون مصر الداخلية ؛ و كيف رفعت الأصابع الأربعة شعار الإعتصام الإرهابي المسلح في مصر في المجلس الوطني التأسيسي متحدية مشاعر 94 مليون مصري سقط أبناؤهم ضحايا إرهاب جماعة الإخوان المجرمين الإرهابية و حلفائها في الداخل و الخارج ..

إعتبارات كثيرة تجعلنا نكبح جماح غضبنا إزاء الأشقاء و لانهبط إلى الدركات السفلي رغم قدرتنا على رد الصاع بألف و إن تطاولوا لأن مصر كبيرة و لأننا كبار دون أن نسرد المسوغات التاريخية في الماضي و الحاضر و حتى المستقبل فدون ذلك المجلدات و البحر مدادا ..

– نتذكر في أوقات الإساءة و التطاول في وجوهنا القلوب المحبة .. نتذكر إستقبال الزعيم بورقيبة و زوجته الماجدة وسيلة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم .. نتذكر صوت الساحرة المرحومة ” عليا ” يتغنى بمصر و الفنان الكبير الدمث ” تميم عبده ” و أغلب الظن أنك لا تعرفه أو تهتم بتعريف الناس بأمثاله بدلا من إعطائهم دروس البذاءة و السوقية  وأخلاق الحانات .. و كذلك المهذب و الفنان الكبير المحب لبلادنا التي تعشقه ” لطفي بوشناق ” أو الجميلات فنا وسلوكا ” لطيفة ” و ” هند ” و شقيقاتهما و أشقائهما الذين أصبحوا أبناء مشتركين لتونس و مصر معا .. وهما بالمناسبة ” أي تونس و مصر ” مؤنثتان و لايعيبهما ذلك .. إقرأ جيدا إن كنت مثقفا لا متثاقفا عن الحضارات الطوطمية و قيمة الأنثى فيها .. و لن يزيد تونس شرفا أن تصفها بأنها ” أبو الدنيا ” في مقابل أن مصر ” أم الدنيا ” .. بل إنك تنقص من قيمتها لو كنت تعلم و لهذا موضع آخر من الحديث .. لكن يكفي أن نعلم من كان على شاكلتك قول الشيخ الأكبر ” محيي الدين بن عربي ” ” أن البلد أو المدينة التي لا تؤنث لا يعول عليها ” تماما مثلما لا نعول على سبابك المقيت الملوث الذي سننظف آذاننا منه و نحن نسمع “لطفي بوشناق ” يغني ” عمار يا مصر ” .. فكل إناء ينضح بما فيه ..

ويبقى أن نذكر و نذكر بأنه يكفينا فخرا .. أنه لولا ثورة 30 يونيو المجيدة على الإخوان التي فجرها أبناء مصر لما وصل الأحباء بسلام إلى صناديق الإقتراع .. و لما توقف العبث بخريطة العالم العربي بأسره و لكان المنظرون المنفعلون يبحثون عن موعد ذلك الإقتراع إلى اليوم .. و لكان الإرهابي “وجدي غنيم ” يمارس بذاءاته ربما من نفس المنبر الذي يمارس فيه البعض تطاوله  .. لا لشيء إلا لأن مرآتهم مقعرة أو محدبة لا تظهر لهم الأشياء على حقيقتها .. 

لمشاهدة فيديو سفيان، يمكن الضغط هنا

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات