مجلة العربي تستعيد سيرتها الأولى

12:34 مساءً الثلاثاء 25 نوفمبر 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

إعلان مجلة المصور، القاهرة، 28 نوفمبر 1958، من أرشيف الشيخ سلمان داود سلمان الصباح

يجد قاريء هذا العدد على غلافه الداخلي الأخير إعلانا نشرته مجلة “المصور” القاهرية في 28 نوفمبر 1958 قبل أيام من صدور باكورة أعداد مجلة “العربي“، يبشر بقرب صدور المجلة “الأولى من نوعها في الشرق الأوسط“، التي “تنقد ولا تبالي … وتتقبل النقد“، وفيها كل ألوان الثقافة المعاصرة، مع “تحقيقات صحفية كبرى ملونة“.

لقد مرت 56 سنة كان فيها هذا الإعلان بمثابة “بيان” للثقافة العربية بأن نهرًا جديدًا سيرفدها بما اعتبر “مدرسة العربي“، وهي المدرسة التي نالت ثقة روادها، من كتاب وقراء، فاستحقت المكانة التي بلغتها، بهذا التواصل المتبادل، حيث مثلت نبض الشارع الثقافي، وبوصلته، في آن واحد.

اليوم، ونحن نودع عاما من عمر مجلة “العربي” ونستقبل آخر، لا نطالع ـ وحسب ـ حصاد ماض، يعرضه الفهرس الشامل لأعداده الاثني عشر، وإنما ننظر إلى ثمار أينعت على مدى العقود، مثلما نمعن النظر في بذور نهيئها لتتفتح في سنوات قادمات، لتظل مجلة “العربي” عند حسن ظن القراء بها؛ ديوانا للثقافة العربية المعاصرة، وجسرًا للتواصل بين الحضارات.

يشير رئيس التحرير الدكتور عادل سالم العبد الجادر في حديثه الشهري إلى أن أهمية رسالة الإسلام تكمن في أنها كانت “الإرهاصة للتدوين التاريخي”، لأننا “لم نعْتَدْ على معرفة الكتابة حق معرفتها، لأن العرب كانوا منذ القدم قليل منهم الكاتبون، وجُلهم كانوا من الحافظين الناقلين والإخباريين”.

ولهذا تأتي أهمية ما يدون فيبقى، وفي ظل ما تطرح الفضائيات من صور ذاهبة وإخباريات شفاهية، تظل “العربي” بما تقوم به مع شقيقاتها الثقافيات منحازة إلى الكتابة، فعلا حياتيا موثقا وحضاريا.

كما ستظل “العربي” منوطة بتقديم صور من حياة الشعوب الإنسانية، وتسافر هذه المرة إلى جبال الأطلسي المتوسط لتضي حياة بدو الصحراء المغربية، مثلما تهدأ في قونية التركية بين جدران متحف مولانا جلال الدين البلخي الرومي، وتتجول بين مسجد الصخرة وكنيسة القيامة في إضاءة تاريخية، وغيرها من المحطات الجديرة بالتوقف عندها على صفحات هذا العدد.

ستقدم “العربي” أعلام العرب والعالم؛ وتختار في الفن أيوب حسين، كفنان نجح تشكيليا في توثيق تراث بلده الكويت، بمقالين لعبد العزيز التميمي، وخالد العبد المغني، مثلما تحتفي بذكرى الفنان فريد الأطرش، بأقلام محمود قاسم وبهاء الطود وسليم سحاب، والأطرش هو الفنان الذي عقد قرانا بين الموسيقي الشرقية والغربية, ورغم أن قلبه توقف عن النبض منذ أربعين عاما، إلا أن تراثه يحافظ على نبض قلوبنا ممتلئة بالبهجة والشجن، فضلا عن حوار مع محمود إبراهيم؛ شيخ الخطاطين العرب.

ومثلما تفسح صفحاتها للفن، تفسح صدرها للفكر والتاريخ، وللآداب والعلوم، لتستعيد سيرتها الأولى، وكل عام وأنتم بخير.

………………………..

كلمة المحرر بعنوان سيرتها الأولى، باب “عزيزي العربي” عدد ديسمبر 2014 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات