الرئيس الروسي في مواجهة الأزمة الإقتصادية

08:35 صباحًا الأحد 18 يناير 2015
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
هل تطيح الأزمة الإقتصادية ببوتين عام 2015 ؟

هل تطيح الأزمة الإقتصادية ببوتين عام 2015 ؟

انتهى العام 2014 ولم تتغيّر الصورة كثيراً ولا يوجد في الأفق ما يوحي بأن العالم قد خرج حتى الآن من أزمته المالية الحادة والتي بدأت في العام 2008 .

ولكن الحديث عن روسيا وحده جديرٌ بالإهتمام حيث أوصلت العقوبات الغربية الإقتصاد الروسي إلى مستوى غير مسبوق من الأزمة حيث أدى تضافر العقوبات وهبوط أسعار النفط إلى انهيار قيمة العملة الروسية (الروبل) بنسبة 40% وتفاقم الدين السيادي الروسي إلى 170 مليار دولار وتراجع كبير للإحتياطي النقدي وهروب أموال للخارج بقيمة 125 مليار يورو .

وتشير تقديرات رسمية إلى أن اقتصاد روسيا سيشهد ركوداً في عام 2015 بنسبة 4.5% وتضخم بنسبة 10% .

وهناك تصريحات حول مخططات الإدارة الأمريكية للإطاحة بنظام فلاديمير بوتين انطلاقاً هذه المرة من الإنهيار المروع للعملة الوطنية الروسية أمام العملات الأجنبية في سابقة تشكل أكبر تحدِ للرئيس الروسي منذ أن جاء إلى سُدة الحكم في مايو/ آيار عام 2000 وهذه الأزمة تهدد شعبية بوتين الذي ظل يحتفظ بها طوال فترة حكمه التي تقترب من 15 عاماً .

وكان بوتين قد التقى مع كبار رجال الأعمال في البلاد ومسئولي الإقتصاد في الكرملين ورئيسة البنك المركزي الروسي (الفيرا نابيولينا) وآخرين وأكد لهم أن الإقتصاد الروسي سيتعافى وأنه رغم أن الأزمة الإقتصادية الروسية أمر واقع ، ولكن مقارنتها بالنكسات السابقة والتي مرت بها روسيا واستطاعت تجاوزها كانت أخطر بكثير من الأزمة الحالية ولا سيما العام 1941 عندما هُدد الكيان الروسي بكامله والعام 1932-1933 عندما صنع ستالين مجاعة أوكرانيا وكذلك الإنهيار الإقتصادي الذي حصل عام 1998 عندما ضُرب المستثمرون بشكل كبير وهربت رؤوس الأموال من روسيا وتُركت روسيا في وضعية وجب عليها التصدير أكثر من أجل الحفاظ على توازن في ميزان المدفوعات .

  • ولكن هل تطيح الأزمة الإقتصادية ببوتين عام 2015 ؟

وسّعت الأزمة الإقتصادية المتفاقمة في روسيا وما أفرزته من عدم استبعاد إفلاس هذا البلد من نطاق توقعات دوائر غربية نافذة واقتصاديين روس بارزين بتسبُب تداعيات هذه الأزمة في الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال فترة لا تتجاوز عام 2015 فقد توقع خبراء الناتو بأن يشهد العام الجديد سقوط بوتين بسبب الإنهيار الحالي للعملة والإقتصاد الروسييْن نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية ونتيجة الهبوط الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية .

ولفت خبراء الناتو إلى أن الكرملين يشهد منذ شهور صراعاً طاحناً على السلطة بين النخبة وصقور النظام الضاغطين بقوة على بوتين ليعيد روسيا إلى وضعها السابق كدولة اقتصاد موجه .

وإضافة إلى توقعات الناتو عبّرت أوساط قريبة من الحكومة الألمانية عن قناعتها بأن سقوط الرئيس الروسي أصبح أمراً محتملاً وأن أزمة روسيا الإقتصادية والمجتمعية تتحول باستمرار إلى خطر داهم يهدد قيادة الكرملين .

وأشار الإقتصادي والأكاديمي الروسي البارز (كونستنتين زونين) إلى أن رد بوتين على العقوبات الغربية بحظر تصدير المواد الغذائية الروسية للإتحاد الأوربي قفز بأسعار هذه السلع لمستويات قياسية وشكل عبئاً على الطبقات الفقيرة ودفع شرائح واسعة من الروس إلى تخزين كميات كبيرة من الغذاء خوفاً من استمرار ارتفاع أسعارها .

وتربط التوقعات الغربية السقوط المحتمل لبوتين بتحرك الطبقة الوسطى ضد نظامه على غرار ما جرى في أوكرانيا إبان الثورة البرتقالية آخر عام 2004 والإحتجاجات الأخيرة التي أسقطت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش .

وأن استمرار تفاقم الأزمة الإقتصادية وعجز موسكو عن ضمان المستوى المعيشي للطبقة المتوسطة سيدفع هذه الطبقة إلى التخلي عن تأييدها للنظام الروسي .

 

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات