العربي تبدأ عامها الجديد بين بولندا والأرجنتين

07:45 صباحًا الأربعاء 25 نوفمبر 2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عربي 12في الشهر الذي يحتفل فيه العالم بختام عام، تحتــــفي «العربي» بمطلع عام جديد لها؛ إذ صدر عددها الأول مطلع شهر ديسمبر 1958، كما تسرد كلمات حديث الشهر لرئيس التحرير الدكتور عادل سالم العبد الجادر موثقـــة ميــلاد منارة تمثل ريادة مبكرة في التنوير:

“ستون عاماً مضت على الفِكرة، وكان آخر الفكرة حلماً عززه العمل لإنجاز الأمل. إنّها فكرة جالت بخاطر بعض المثقفين الكويتيين بُعَيْد إصدار الجريدة الرسمية لدولة الكويت (الكويت اليوم) عام 1954م. تتمحور تلك الفكرة في إطار إصدار مجلة ثقافية تُعنى بالآداب والفنون والعلوم. لقد ساهم هؤلاء المثقفون سابقاً في العمل على إصدار مجلات ثقافية وتربوية، بعدما نهلوا ثقافتهم العربية من مصر والشام والعراق، فصدرت على أيديهم مجلتا «البعثة» و«الرائد»… بعدها بدأوا بدراسة فكرة إصدار مجلة ثقافية عامة وتأطيرها في إطار مؤسسي للمساهمة في التنوير ومحاربة الجهل والرجعية. لقد راهنت الكويت على أنّ ثقافة الشعب العربي هي أولى خطوات النهضة والتحرر، وأنّ القوة الحقيقية للإنسان إنّما تكون من خلال بنائه الفكري. لم تأتِ نهضة الكويت الثقافية عن محض مصادفة، فقد كان مؤسسوها ينهلون من مناهل طيبة، أنهاراً عالمية وينابيع عربية وآباراً محلية، فصارت بلادهم أرض عطاء معرفيّ خصبة، وبستاناً متنوع الثمار والأزهار الثقافية والأُكُل والمشارب الفكرية. وقد كان ذلك حصيلة نتاج غرسٍ طيب من يد نخبة من الروّاد الكويتيين وإخوتهم العرب بعمل دؤوب في حديقة الثقافة العربية”.

احتفال مجلة «العربي» بالعام الجديد يأتي أولاً مع تحية توجهها إلى مئات العقول التي أسهمت، بالقلم والريشة، في إضاءة شمعة العام المنصرم. ففي الكشاف السنوي الصادر على صفحات هذا العدد نشرت «العربي» 415 مادة، في حقول الفكر والأدب والتاريخ والعلم والفن، بين استطلاع ودراسة ومواد إبداعية أسهم بها 266 كاتباً وكاتبة يعيشون في أكثر من 20 عاصمة عربية وغربية.

تناقش «العربي» في عددها الجديد قضايا معاصرة ملحَّة، تبدأ بطرح صلاح الدين معاوي لدور الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب، ومناقشة أحمد طاهر للتطهير الثقافي في مقاربة جديدة للمواجهة، ودور اللغة العربية في الحوار الثقافي العالمي كما يراه الدكتور وجيه فانوس، وتاريخ المحنة الكبرى كما يسرده الدكتور الحبيب الجنحاني.

ولأنها ديوان أدب الرحلة المعاصر، فهي تستضيف سَفْرَتَيْن، الأولى بقلم وعدسة شريف سنبل إلى كراكوف، العاصمة الملكية لبولندا، مدينة كهف الديناصور ومناجم الملح، والثانية إلى الأرجنتين، في رحلة جريئة تكشف فيها «العربي» للمرة الأولى عن سفريات الأريكة، إشارة إلى الرحلات التي يقوم بها مغامرون على نفقاتهم، تستضيفهم خلالها أسرة محلية تسمح لهم بالنوم على أريكة في بيتهم، كما في رحلة عبدالكريم الشطي إلى قلب الأرجنتين!

ما أكثر الأعلام الذين نقرأ لهم وعنهم في هذا العدد: الفيلسوف سقراط للكاتب عقيل يوسف عيدان، والشاعر دانتي وتأثره بأبي العلاء المعري للناقد جهاد فاضل، والروائي فؤاد التكرلي في مرآة الدكتور قيس كاظم الجنابي، والكاتب المسرحي بدر محارب بقلم عزيز العرباوي، وإمارة عازف الكمان سامي الشوا يعلنها نداء أبو مراد، والمخرج السينمائي قيس الزبيدي في دراسة الدكتور عقيل مهدي يوسف، والفنان التشكيلي حسني البناي بقلم تلميذه عبد العزيز التميمي، كما نقرأ مقالاً للباحث الهندي الدكتور ن. شمناد عن علاقة الرواية العربية بالسينما المصرية من خلال أعمال نجيب محفوظ.

ومع جولة في معهد الكويت للأبحاث العلمية يشرع حمزة عليان بوابة العلوم، مع انفتاح بوابات أخرى للفكر والآداب والفنون، يشارك فيها كتاب ونقاد وباحثون منهم: فاروق شوشة، الدكتور أبو بكر خالد سعد الله، وسيم شكيب الدوه جي، مهى قمر الدين، فاطمة حسين العيسى،  د. خالد التركاوي، شوقي بزيع، صلاح عبد الستار الشهاوي، محمد حسن أحمد، محمد عويس، وكاريكاتير عبد الهاب العوضي، بينما يلتقي عبد الرحيم العلام بالدكتور مبارك ربيع في زاوية وجها لوجه، حول تجربة الأديب المغربي الكبير، ويختار عبد الرحمن حلاق القصص الفائزة لهذا الشهر في مسابقة قصص على الهواء، ويقدم الفنان عبد الوهاب العوضي كاريكاتير الشهر. وتختتم المجلة بتقرير أشرف أبو اليزيد حول تكريم مجلة «العربي» في ملتقى الفجيرة الإعلامي السادس، التي تربت عليها أجيال عربية كثيرة، وكانت مصدرا للثقافة الجادة والتنوير الحقيقي طيلة نحو ستة عقود متواصلة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات