بينَ المولِد والميلاد

11:00 صباحًا الأربعاء 23 ديسمبر 2015
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

محمدمركز بيروت للدراسات والتوثيق |بمِدادِ عبد القادر الدّريني؛ وإمدادِ مولانا الشّيخ عبد الرّحمٰن الحلو:

لا لنا بُدٌّ منْ وقفةٍ في مُناسبةِ التقاءِ شهر مولد رحمةِ اللهِ؛ سيِّدنا مُحَمَّدٍ قمرِ منازلِ الهدايةِ، بشهْرِ ميلادِ كلمةِ اللهِ؛ سيِّدنا عيسى شَّمسِ بروجِ العنايةِ، سلامُهما علينا.

وما منْ ريْبٍ في أنَّ الرّبَّ؛ يصطفي منْ عناصِرِ الوجودِ الكونيِّ أفرادًا؛ ظاهرُهُم بشريٌّ، وباطنُهُم ربّانيٌّ.. وما هم إلّا إكسيرُ الماهيّاتِ الوجوديّةِ، وإبريزُ العناصرِ الكونيّة.

بلى! هم نورٌ إسفهپد من أبِ الأنوار، ونورِ النّور؛ أتوا بمصابيحِ الدُّجى؛ ليضيئوا لنا غياهبَ الدّيجور، وينشروا السَّلام كما في السّماء؛ كذلكَ على الأرض، وليضعوا لنا سلالم العروجِ نحوَ الكمال؛ على مثالِ ذي الجمالِ والجلالِ!

لقدْ أتى المسيحُ الكلمةُ؛ لينشُرَ السّلامَ على الأرضِ، ويطهِّرَ بيتَ الرّبّ منْ لصوصِ الدّين؛ الممتطينَ للإنسانِ باسمِ الدّيّانِ؛ قَائلًا: “مَكْتُوبٌ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!”.

كذلك جاءَ النّبيُّ الرّحمةُ؛ ليتمِّمَ رسالةَ السّلامِ بالإسلام، ويطهِّرَ بيتَ الله من ديانةِ اللّصوصِ؛ المُستغلّينَ للإنسانِ باسمِ الأوثانِ؛ قائلًا : “وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ”!!

فهاكمُ رسالتيْن مفتوحتيْن منَ الحقِّ إلى الحقِّ بالحقِّ؛ فهلّا أحسنّا القراءةَ، وفهمَ المعنى، بل ومعنى المعنى؟!
وهلّا اتَّخدنا عند اللهِ عهدًا بمحبّةِ بعضِنا؛ بانفتاحٍ وانفساحٍ وتصالُحٍ وارتياحٍ؟! من خلال رابطةِ دينِ الحُبِّ!

وهلِ الدّينُ إلّا الحُبُّ؟!

وفي سبيلِ التّطريقِ لنهجةِ الحُبِّ هاتِهِ؛ علينا إمّا أنْ نكونَ صوفيّةً عِرفانيّين، أو فلاسفةً اسبينوزيّين. وحذارِ منْ بُنيَّاتِ الصوفيَّةِ الطّرُقِيَّةِ الّذينَ صدقت فيهم مقولةُ مالك بنِ أنسٍ؛ بِأنّ: “هم مجانين”، كما وحذارِ منْ فلسفةِ ديكارت الشّكليّةِ الشّكّيّةِ؛ حتّى صدقتْ فيه مقولةُ فيلسوفِنا العظيم ڤولتير: “وُلِدَ ديكارتُنا؛ لا لاكتشافِ أغاليطِ القرونِ القديمةِ، ولكنْ ليستبدلَ بها أغاليطَهُ”.
إذن! فلنرفض معَ اسبينوزا صوفيَّةً شكليَّةً، وفلسفةً شكّيّةً، ولا سيّما استثناءاتِ ديكارت!

ألا ليت شعري يا سيّدَيَّ، في هذا الزّمنِ المباركِ، الّذي تماهتْ فيه مناسبتانِ كونيّتانِ؛ أنْ نعودَ إلى رُشدنا في سعيٍ لإشادةِ مملكةِ اللهِ في داخِلِنا؛ والّتي ما هي لا، إلّا؛ دولةُ الحقِّ والخيرِ والجمالِ، لا دولةُ المَحْقِ والشّرِّ والوبالِ!!

بلى! دولةُ الفكرةِ لا فكرةُ الدّولةِ؛ على ما تعلّمناهُ ممّا قرءناه في مقالة: “الهِجْرَةُ اِنْعِطَافَةُ تَحَوُّلٍ مِنْ دَوْلَةِ الفِكْرَةِ إِلَى فِكْرَةِ الدَّوْلَةِ”؛ لروحِنا وروحِ مركزنا؛ مولانا القاضي المستشار الشّيخ عبد الرّحمٰن الحلو، أمتعنا الله تعالى به وبعلومه في الدّارين! ءامين!!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات