مساع حكومية في اليمن لمجابهة الايدز وسط وعي صحي ومجتمعي متدن

04:13 صباحًا الخميس 6 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

صنعاء – (شينخوا) تبذل الحكومة اليمنية جهودها لمحاصرة مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز) ، وسط حالة من القلق في ظل تزايد أعداد المصابين بالمرض الى نحو أربعة آلاف وسط وعي صحي ومجتمعي متدن.

ويحتفل العالم في الأول من ديسمبر كل عام باليوم العالمي لمكافحة الايدز لحث الناس في جميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الايدز والعدوى بفيروسه وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وقال عبدالحكيم الكحلاني مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة العامة والسكان في اليمن، ان هناك نحو أربعة آلاف يمني مصاب بمرض الايدز وان جهودا كبيرة تبذل لمحاصرة الفيروس وسط قلق متزايد من انتشاره بشكل أكبر.

وأوضح الكحلاني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن حالات الاصابة متراكمة في اليمن منذ حوالي 20 سنة وحتى اليوم.

وأضاف “هذه الحالات لم تخص فئة محددة دون غيرها داخل المجتمع بل انها لجميع الفئات بما في ذلك الحالات المسجلة في فئة المهمشين”.

وأنشئت خمسة مراكز علاجية للمرضى في العاصمة صنعاء والبقية في المحافظات الرئيسية ذات الكثافة السكانية.

ويعاني المصابون من عزلة مجتمعية ، وهناك شكاوى بممارسات غير انسانية تمارس ضدهم ، بحسب الكحلاني الذي شدد على عدم وجود ما يبرر ذلك خاصة وان المرض لا ينتقل من خلال الطعام أو السلام ولكن عبر الجنس والأم الحامل ونقل الدم فقط.

وتقوم وزارة الصحة ببرامج توعية ضمن جهود محاصرة الايدز خاصة وان المرض مرتبط بالسلوكيات،وبحاجة الى نشر الفضيلة والتوعية بأهمية المحافظة على القيم الأخلاقية.

ويقول الكحلاني ” كافة المرافق الصحية حريصة وملتزمة بالتقيد بطرق نقل الدم بطرق صحيحة حتى لا تحدث اي اشكاليات ونقل للفيروس بهذه الطريقة التي تساعد على انتشار المرض”.

الا أن المسؤول اليمني يؤكد أن ” الامكانيات اليمنية غير كافية لمواجهة المرض ، وان المرض مقلق للحكومة اليمنية كما هو مقلق لكل دول العالم”.

ويقدم المركز العلاجي لمرضى الايدز بمستشفى الثورة العام الحكومي بصنعاء حاليا خدماته المجانية لأكثر من 600 حالة مصابة بالمرض.

ولفت أحمد الغارتي مدير المركز لـ (شينخوا) الى ان هناك تزايدا في أعداد المرضى التي يستقبلها المركز من فترة لأخرى ، مشيرا الى أن المركز يقدم حاليا خدمات علاجية مجانية لأكثر من 600 حالة مصابة بالمرض.

وقال ” نقدم في المركز خدمات علاجية، ورعاية صحية اولية، كما نقدم المشورة والفحص الطوعي والعلاج المجاني للمرض”.

وتابع ” جميع الفحوصات والعلاجات تقدم بشكل مجاني للمرضى، ولدينا كادر طبي للتعامل مع الحالات ، لكننا نلحظ تزايد أعداد الحالات من فترة الى أخرى”.

وتثير أرقام المصابين بالمرض قلقا لدى الأوساط المعنية بطب المجتمع في ظل استمرار الممارسات الخاطئة وتدني الوعي الصحي.

وقال الدكتور علي محمد الصبري أستاذ طب المجتمع والصحة العامة بكلية الطب بجامعة صنعاء لـ (شينخوا) ان عدد حالات الاصابة الذي تحدثت عنه الحكومة اليمنية “كبير ومقلق” ، وهي بحاجة الى بذل جهود كبيرة لمحاصرتها المرض.

وأضاف ” يجب على الحكومة ان تضع ميزانية كافية لمواجهة المرض ، وان تدرك ان الصحة ارقى ما في المجتمع ، وعليها بذل كل الجهود لمواجهة كافة الامراض بما في ذلك الايدز”.

وأكد الصبري ، والذي يرأس الجمعية اليمنية للصحة العامة (منظمة مدنية)، أن المصابين بمرض الايدز في اليمن يواجهون نظرة مجتمعية متدنية ، وهي للأسف تعكس مدى تدني الوعي الصحي في المجتمع.

وتابع”يجب على الحكومة ايجاد ضوابط واضحة واعادة المصابين الى كيان المجتمع ، ولا يتم تركهم منبوذين”.

وشدد الاكاديمي اليمني على اهمية التوعية والتركيز على الجوانب الوقائية وخفض نسبة الممارسات الخاطئة ، مشيرا الى ان تغيير السلوكيات بحاجة الى جهود توعوية متنوعة في مداراتها المختلفة الصحية والاجتماعية والسلوكية.

وترى منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للايدز ، فرصة للشركاء من القطاعين العام والخاص لإذكاء الوعي بحالة الوباء والتشجيع على إحراز التقدم في الوقاية منه وعلاج مرضاه ورعايتهم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات وقوعه وكذلك في شتى ربوع العالم.

وتحتفل المنظمة العالمية باليوم العالمي للايدز، في الفترة بين عامي 2011 و2015، تحت شعار “نريد أن نقضي على الإيدز قضاء مبرما فلا يتسبب في عدوى جديدة ولا تمييز ولا وفيات”.

وحسب موقع المنظمة على شبكة الانترنت فان تركيز الحملة العالمية لمكافحة الايدز على “القضاء المبرم على وفيات الأيدز” إنما يعني دفعة نحو إتاحة المزيد من خدمات العلاج للجميع; ونداء موجها إلى الحكومات لحثها على اتخاذ إجراءات فورية.

وفيما يحتفل العالم باليوم العالمي للايدز ، وصل الى صنعاء اليوم مبعوث منظمة الصحة العالمية الدكتور ميكائيل اوستيجرين لتقييم الجهود الحكومية ومتابعة الوضع الصحي المتدني في اليمن.

وقال اوستيجرين، ان زيارته لليمن تهدف إلى تقييم الجهود الحكومية في النهوض بصحة الطفل والأم لتحقيق أهداف الألفية في إقليم شرق المتوسط وفقا لخطة منظمة الصحة العالمية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات