لماذا توقف مهرجان بغداد السينمائي الدولي؟

11:34 صباحًا الأحد 3 ديسمبر 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

C4B49365-1726-4C62-808B-32371B0764FCبيان من مهرجان بغداد السينمائي الدولي

*مهرجان بغداد السينمائي الدولي يكشف اسباب توقفه عن الانعقاد.

وصلتنا كثير من الاستفسارات من سينمائيين اعزاء واجهزة اعلام صديقة عن سبب عدم انعقاد الدورة الجديدة لمهرجان بغداد السينمائي الدولي لهذا العام حتى الان . وردا على جميع الاستسفارات لابد من المكاشفة والمصارحة ولهذا نود ان نوضح ما يلي :

اولا :
تشكر ادارة المهرجان جميع الصديقات والاصدقاء من السينمائيين العراقيين والعرب والاجانب الذين اتصلوا مستسفرين عن المهرجان وكذلك الشركات التي دأبت علي المشاركة فيه.

ثانيا :
لقد جاهدنا طيلة 13 عاما هي عمر المهرجان على اقامته تحت اصعب الظروف وقد لا يعلم البعض انه يوم اقيمت الدورة الاولى كانت الدبابات الاميركية تجول في شوارع بغداد وعدد السيارات المفخخة التي ضربت بغداد في ذلك النهار زادت على عشرين سيارة مفخخة ومع ذلك كان تحدينا للظلام اكبر وواصلنا اقامة المهرجان عاما بعد عام.

ثالثا:
ثم واجهنا قوى ظلامية اخرى هي التي تجاهلت المهرجان وكرهت السينما والابداع مع انها تمتلك زمام السلطة والقرار ولهذا بقينا نكافح لوحدنا من خلال نحبة طيبة ومخلصة ووطنية من المتطوعين من السينمائيين والاكاديميين وكان المهرجان يقهر قوى الظلام بأشكالها من خلال الاصرار على الانعقاد دورة بعد دورة ويرتقي ويكبر ويتضاعف عدد الدول والسينمائيين المشاركين فيه .

رابعا :
لقد عملنا بجهود ذاتية وتطوعية باعتبارنا مؤسسة غير حكومية على انجاح المهرجان عاما بعد عام ووثقنا علاقات المهرجان مع عشرات المهرجانات والمؤسسات والشركات والسينمائيين من انحاء العالم وحضرت في المهرجان افلاما من دول لم يكن احد يتوقع ان تأتي افلامها لبغداد .
وعرض المهرجان احدث التجارب السينمائية واقام تظاهرات واقساما خاصة للدول وحضي بتقدير عالمي مميز من مهرجانات رصينة مثل مهرجان سياتل في الولايات المتحدة ومهرجان امستردام في هولندا ومهرجان كليرمونت فيران في فرنسا ومهرجان كراكوف في بولونيا ومهرجان جيهلافا في التشيك وغيرها حتى زاد عدد الافلام التي تقدمت للمشاركة في المهرجان في الدورة الاخيرة وهي الثامنة 2016 اكثر من 3000 الاف فيلم من جميع القارات.

خامسا :
خلال ذلك كانت معاناة المهرجان مزمنة بسبب شحّ التمويل والميزانية الضئيلة التي لا تكفي لاقامة نشاط صغير في قرية اوربية فما بالك بمهرجان يمثل دولة ثرية كالعراق بما له من تاريخ وموارد هائلة ويحمل اسم بغداد لما لها من دلالة عظيمة.
لكن كل ذلك لم يحرك شعرة لدى كثير من اصحاب القرار الذين قابلنا كثير منهم وبعضهم ما زال في قمة هرم السلطة ولكنهم كانوا يعطوننا كما يقول المثل اذنا من طين واخرى من عجين وياما كذب بعضهم علينا بوعود لم يلتزم بها وتهرب منهم من تهرّب ونحن نحتفظ بذلك في ارشيف المهرجان.

سادسا:
وفي كل مرة كنا نطرح فيها محنة المهرجان من ناحية انعدام التمويل ، كان الكثيرون يشيرون علينا ان نطرق باب وزارة الثقافة ، وتلك لعمري من المضحكات المبكيات فأي باب هو ذاك الباب الصدئ المتهالك المهلهل .
لقد تعاقب على سدّة الحكم في هذه الوزارة كثير من الوزراء قابلنا اغلبهم وكنا ننقل لهم تجارب الشراكة بين المؤسسات غير الحكومية ومنها مهرجانات السينما وبين وزارات الثقافة وأمثلة ذلك كثيرة في المغرب ومصر وتونس فضلا عن العديد من دول العالم وكنا نذكّرهم بمبدأ اساس من مبادئ منظمة اليونيسكو التي يزورونها بانتظام وهو مبدأ التنمية الثقافية المستدامة واهمية دعم النشاطات الثقافية المستدامة وهو ما كانوا يغفلون عنه او يجهلونه .
لكن المشكلة التي واجهتنا سنة بعد اخري ان هؤلاء القوم مجمعون بشكل غريب على تجاهل المهرجان تماما وعدم مساندته بل زد على ذلك انه من المهازل التي لم تحصل في اية دولة في العالم انه ولا وزير ثقافة من الوزراء الستة او السبعة الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة العراقية حضر لا افتتاح ولا ختام المهرجان ولا كلّف نفسه التعرف على المهرجان الاضخم في برامجه والاول في التأسيس بل ان احدهم ارسل مساعدا له فألقى كلمة عصماء امام الاعلام بدعم المهرجان بالمبلغ الفلاني فلما حانت ساعة الجد اكتشفنا انهم كانوا يخدعوننا ويكذبون علينا وكانت غايتهم الظهور الاعلامي فحسب.
والحاصل اننا عانينا الامرّين من جراء تلك السلوكيات غير المهنية وغير المسؤولة وفي كلّ مرة كنا نصدم بكم البيروقراطية والتخلف المؤسسي في وسط دوامة من الفوضى الحقيقية والترهّل الاداري والفشل المزمن.

سابعا:
وبصدد وزارة الثقافة ايضا والشيء بالشيء يذكر ، كانت وزارة الثقافة تتحجج دائما ومنذ 13 عاما بحجة ازلية هي عدم توفر الميزانية لكنها عندما كانت تموج في بحر من الاموال ابّان مشاريع بغداد عاصمة الثقافة اغدقت الملايين لعشرات المشاريع الفاشلة والوهمية والاخرى بحسب الوجاهة والوساطات الشخصية كما هو معلوم للجميع ولكنها لم تدعم المهرجان بدينار واحد وفي تلك الاثناء تكررت مرة اخرى واخرى مشاهد الكذب والخداع وتضييع الملفات وطمس طلبات المهرجان والتسويف والمماطلة.

ثامنا:
وها نحن على اعتاب الدورة التاسعة وقد وجدنا انفسنا امام مسؤولية اكبر واعباء تتضخم فالمهرجان صار يحتاج الى كادر ثابت مدفوع الاجر اسوة بباقي المهرجانات ، وصار من غير المعقول التنصل سنة بعد اخرى عن دعوة الضيوف ومنح الجوائز المالية اسوة بباقي المهرجانات العربية والاجنبية فضلا عن نفقات ادارية اخرى متعددة لم نستطع الحصول على قطرة منها وحيث وجدنا ان الجهات الحكومية منذ 2003 وحتى الساعة متنصلة عن مسؤوليتها تجاه المهرجان ولا يعنيها سواء اقيم او لا ، وحيث لا يوجد امامنا بديل آخر لهذا ورغم محاولات قام بها بعض الاصدقاء لايجاد داعم بديل لميزانية المهرجان الا ان تلك الجهود لم تكلل بالنجاح وهو امتداد لتنصل شركات القطاع الخاص الثرية والمصارف الاكثر ثراء عن دعم المهرجان.

تاسعا:
بناءا على ذلك يؤسفنا ان نعلن لجميع السينمائيين والمثقفين عن توقف هذه الدورة اضطراريا ولسنا نعلم حقا عن الدورة او الدورات المقبلة.
شاكرين كل من ساند المهرجان ووقف معه وحيث سننشر اصدارا خاصا يوثق مسيرة المهرجان طيلة 13 عاما وبضمنه قائمة شرف بأسماء من ساند المهرجان ووقف معه في مسيرته .
لاشك ان المهرجان قد حفر اسمه عميقا وصار علامة مشرقة في اصعب الظروف واحلكها وكان رسالة حضارية ونشاطا مستداما مشرقا وسط عتمة من الجهالة والتخلف وسرقة المال العام و الانشغال بالمصالح الشخصية والفؤية مع جهل فاضح ومخجل بقيمة السينما والابداع في الفنون وتحولها الى عمل ارتزاق مؤسساتي بيروقراطي متخلف غير منتج بينما نجحت مؤسسة غير حكومية صغيرة نجاحا باهرا في اقامة مهرجان عجزت عنه دولة بأكملها ووزارة ثقافة بكل امكانياتها الضخمة عن اقامة مثيل له او حتى أقل منه.

التوقيع
المؤسسان
د.طاهر علوان
د. عمار العرادي
2/12/2017

،،،
• طيلة 13 عاما لم يتم دعم المهرجان حكوميا ولا بدينار واحد مع ان مهرجانات الدول تحظى بدعم كبير.

• طيلة دورات المهرجان لم يحضر افتتاح او ختام المهرجان ولا وزير ثقافة من الوزراء السبعة الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة .

• لم يتجاوب اي وزير ثقافة من الوزراء السبعة الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة مع المهرجان وبعضهم كذب على ادارة المهرجان مرارا.

• بلغ عدد الافلام التي شاركت في المهرجان اكثر من 3000 فيلم من جميع القارات وسط تجاهل حكومي.

• وزارة الثقافة بكل امكاناتها الضخمة وكوادرها البشرية الهائلة وتعاقب الوزراء عليها ، عجزت عن اقامة مهرجان نظير لمهرجان بغداد السينمائي الدولي ولا حتى اقل منه .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات