لا يعرف البشر حقيقة الجنة و لا كنهها لكن الأمر المؤكد أنها في قمة الجمال و بالغة الروعة .. و من ثم حاول البشر تخيل الجنة على الأرض بأوصاف مماثلة ، تعددت إختيارات البشر لما يمكن أن يطلق عليه جنة أرضية لكن الأمر المؤكد أن ضاحية سيدي بوسعيد الخضراء المعلقة بين زرقتي البحر و السماء إحدى هذه الجنان الأرضية ..، تلك الضاحية التي تسكن في قلب جبل المنارة بعيونها المتدفقة فتنت الكثير من مختلف أصقاع الأرض فعشقوها و سكنها من إستطاع إليها سبيلا .. لكن دائما كان الفنانون هم الأكثر إفتتانا بها أذ أنها أول ما تمس .. تمس القلب و الروح محركة مهج الفنانين..

سمير التركي .. مدير المهرجان و مؤسسه و رجاء العيادي رئيسة إحدى الجمعيات المشاركة في التنظيم والمعنية بالصناعات التقليدية

ربما كان ما ذكرناه آنفا من أوصاف و أسباب هو ما الهم القنان ” سمير التركي” نجل الفنان التونسي الكبير ” الهادي التركي ” فكرة إقامة مهرجان للفنون المتوسطية خاصة في الجنوب في تلك الجنة الأرضية .. و كيف لا و هو ينتمي لأسرة فنية عريقة منها أيضا النحات الكبير ” زبير التركي” صاحب التمثال الشهير لإبن خلدون و الذي لا يعرف الكثيرون أنه يحمل وجه المثال الذي صنعه والذي يحمل سمات وملامح تلك العائلة الفنية ..

– هذه هي الدورة الثانية لمهرجان الفنون المتوسطية التي ستنطلق يوم 29 مارس الجاري و لمدة أربعة أيام حتى يوم 1 أبريل المقبل .. ، و قد أعلنت لجنة تنظيم المهرجان أن المهرجان مفتوح لكل الفنانين و المبدعين و الحرفيين ، و سوف يشتمل المهرجان على أربعة محاور رئيسة هي :- الفنون التشكيلية
-فنون الركح
-دعم الكتاب
-مائدتين مستديرتين حول الحياة الثقافية في تونس

و قد أدخلت لجنة تنظيم المهرجان عنصران جديدان هما :

-FAM AWRD جائزة للفنانين المتميزين
– و حفلات المهرجان التي ستجمع الفرق و العازفين الذين سيقدمون عروضهم على ركح يقام في الساحة المقابلة لأحد المطاعم الشهيرة في سيدي بوسعيد ، كما ستقام فعاليات المهرجان في شوارع ضاحية سيدي بوسعيد و في ساحة الإنتظار الكائنة بأعلى الضاحية..

و في هذه الدورة سيجمع المهرجان مجموعة من الفنانين الذين أثبتوا جدارتهم على المسارح العالمية ، مع التركيز على الشراكات التي أقامها المهرجان مع ثلاثة جمعيات تعملفي مجال الفن .. و هي جمعية الفنانين التشكيليين

، B Tounsi بي تونسي ، و جمعية الإشعاع الثقافي ..

و قد أعلنت اللجنة المنظمة أن المهرجان يحمل مفاجآت عديدة ، بالإضافة لمشاركات دولية من الإردن و تركيا و المغرب و فرنسا .. ، و تأمل اللجنة زيادة المشاركات الدولية في الدورة المقبلة و حرصهم على مشاركة مصرية كما صرح مدير المهرجان و مؤسسه ” سمير التركي”..

– و سوف يكرم المهرجان .. جلال بن عبد الله و إسم مصمم الأزياء العالمي الراحل / عز الدين بن علية .. إبن ولاية سليانة التونسية الذي أوصى بأن يكون مثواه الأخير في الجنة الأرضية بسيدي بوسعيد.تونس

Tweet