حين التقيته للمرة الأولى أحسستُ أننني أمام طفل كبير، بقلبه المرح ووجهه المبتسم الأكثر مرحًا. كان الفنان إبراهيم البريدي ضيفا على ملتقى البرلس الدولي للرسم على الحوائط والمراكب في موسمه الماضي، حين تعرفت على رسام كاريكاتير، قدم ليقدم ورشة جديدة لفن عتيق منحه الروح. الفن هو الخيامية، والروح الجديدة التي منحها هي تلك اللمسة الطفولية التي تفيض براءة ولماحية في آن.
يستخدم الفنان المقص والخيوط والقماش ليصنع حكايته، مثلما بدأت معارضه تسافر هنا وهناك، في مصر وخارجها. فحين احتفل العالم بعيد ميلاد الفنان شارلي شابلن اسطورة السينما الصامتة الذي ما يزال يمتعنا باعماله، أخرج البريدي هذا الفنان العبقري شارلي من المأساة والحياة المجحفة والمؤلمة ، مثلما خرجت ابتسامة السينمائي الفذ ليقيم له معرضا عام 2014 وتخيله أنه بيننا في القاهرة، فكانت 40 لوحة بعنوان ( شارلي شابلن في مصر ) تمشي على خطى شابلن بعصاه وقبعته وشاربه الأهر، داخل الحياة المصرية، وكان نجاح المعرض كما يقول البريدي ما منحه قوة ونجاحا، ولذلك يدين له بالفضل في تدشين قصة نجاح فريدة.
وبما أننا على أبواب شهر رمضان الكريم، أترككم يحكي لكم قصة لوحته عن الكنفاني:
لوحة صانع الكنافة علي فرن دائري يدوي ايام زمان من التراث الشعبي المصري لها مذاق وطعم جميل وكان بعض الجيران في قريتي الجميلة صرد يتعاونون فيما بينهم بأن يتجمعوا في بيت أو دار واحدة منهم لعمل الكنافة وكنا نحن الأطفال نأكلها بطبيعتها مع العسل الاسود أو “حاف” أو نرشرش عليها السكر. وكنا لا نعرف أنها تُعد بصواني بشكلها المعتاد حاليا عندما تغير الزمن لصناعتها بهذا المذاق الجميل حاليا. مقاس اللوحة 60×60سم عندما تتحول قصاقيص القماش إلى ابداع خاص على يد الفنان إبراهيم البريدى اللهم بلغنا رمضان” .
ومثلما يبدع الكنفاني على الفرن المستدير، يجلس البريدي ليبدع حلواه الخاصة، وكان أحدث ما رأيناه حين تحولت رسوم الفنان إبراهيم البريدى إلى كائنات حية رشيقة، ترقص وتمثل وتحكي وتغني علي الملابس القطن للفتيات والنساء ليقدم لنا تجربة رائعة جعلت له بصمة في عالم الموضة، وربما يسجلها باسمه لتصبح كل قطعة ملابس لوحة لها قيمتها، ولو انتبه صناع الموضة في مصر، لكان بين أيديهم كنز مصري خالص بروحه الشعبية وحكاياته التراثية الأصيلة.
إنها ـ كما يقول البريدي ـ محاولة لتحويل الفن إلى الحياة العملية، وفي عالم الموضة كل قطعة لها طعم ومذاق خاص بها كما تضفي طابع البسمة والبهجة في كل قطعة. هذه القطع المنسوجةمن القطن الخفيف) ليست موجودة في مصر ، ولكنها طُلبت من الفنان من قبل دولة شقيقة لصديقة يكن لها كل الاحترام والتقدير ، وهي لم تطلب منه أو تأمره،كما يؤكد، وإنما حددت له أماكن الرسم، تاركة له حرية الإبداع فقط طلبت الرسوم مضافة إليها توقيع الفنان إبراهيم البريدي.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.