على الرغم من أن فكرة كون اليمن بلد ذو طابع قديم تلاقي إستحساناً, إلا انها لا تتعدى كوها صورة نمطية عن هذه البلد. فأثناء تجوالك فيها سيقابلك رجال يرتدون ملابس شرقية و يحملون هاتفهم “الأيفون”, و ستجد محلات في مبانٍ قديمة بصنعاء تزينها تذكارات لفريق برشلونة الشهير. لذلك لا نستطيع ان نجزم بأن اليمن منعزل تماماً عن العالم, على سبيل المثال, يحكي أحد الصحفيين عن صديق له زار اليمن و وقف فوق تل كبير في إحدى الكبير صارخاً بأعلى صوته “أنا ملك العالم” , ليجد أحدهم يخبره أن هذا يذكره بمشهد من فيلم تيتانك”, الثقافة على ما يبدو تنتشر بسرعة كبيرة.
لذلك لم يكن غريباً عندما إنتشرت أغنية مغني الراب الكوري “ساي” الشهيرة “جانجنام ستايل” في أنحاء اليمن. “جانجنام ستايل” تعد أشهر أغنية تغزو العالم بهذا الشكل منذ أغنية “ماكارينا” للثنائي الأسباني لوس ديل ريو. لسنا متأكدين ما إذا كان كاتبوا الأغنية في الأصل كان لديهم علم بما ستحققه هذه الأغنية من شهرة, خاصة أثناء كتابتهم للأغنية التي بكل بساطة تعبر عن حياة الرفاهية التي يحياها سكان حي جانجنام في مدينة سيول بكوريا. و لكن بالتأكيد فان المغني “ساي” لا يمانع كم الشهرة التي إكتسبها بسبب هذه الأغنية.
تكرار سماع هذه الأغنية في اليمن كان شيئاً من شأنه أن يرفع الروح المعنوية لأي كان. هذه الأغنية بكل بساطة تذكرنا أننا نتشارك في البشرية, فمجرد فكرة أن إنية غناها مغني كوري, يستمتع بها أناس في صنعاء و سانت لويس, من الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط.
بالطبع كانت هناك أكثر من وسيلة لتبادل الثقافات في العالم, مثل أدء فرقة “Le Boheme” في رام الله, أو المناقشات حول الديانات المختلفة, و لكني أرى أن أغنية “جانجنام ستايل” لا تقل عنهم شيئاً.
بالطبع فإن شعبية “جانجنام ستايل” هي علامة لما يمكن للعولمة أن تفعله, من نشر فكرة أو أغنية على نطاق هائل. و لكن, م ناحية أخرى, فهذه الأغنية تثبت أن ما يجمعنا أقوى مما قد يفرقنا, كشعوب. على الرغم من إختلاف الديانة,الثقافة, أو اللغة فإن كل البشر يطمحون إلى نفس الأشياء. جميعنا نود أن نحيا في كرامة, أن نشعر بالأمان و أن نحمي من نحب. و لكن بالتأكيد لا تخلو البشرية من عيوب عديدة مثل الطمع, فرغباتنا في بعض الأحيان قد تأتي على حساب أهداف أخرى أهم.
لكن في النهاية, يبدو أننا -كبشر- ضعفاء أمام أغنية ذات نغمة جذابة مثل “جانجنام ستايل”
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.