باتجاه .. المجلس البلدي

01:21 مساءً السبت 8 ديسمبر 2012
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بيني والترشح لمجلس الشورى مسافات.. كما هي بيني والمجلس البلدي الذي يرفع وتيرة الحملات الانتخابية من أجل الوصول إليه.

والحالة بيّنة الاختلاف بين المجلسين، مع أن الهدف يفترض أن يكون واحد: خدمة المواطن والوطن، بعيدا عن المصالح الشخصية، ومع ذلك أستطيع القول أنه لا يمكن الخروج عن دائرة هذه المصالح، لأن النفس البشرية تبتغي التميز والمكانة الأفضل والظهور وغيرها من المفردات، وتتخذ من أجل ذلك أهدافا سامية، ليس بالضرورة العمل من أجل المصلحة الشخصية فقط، بل وضع هذه المصلحة في خدمة الصالح العام، لأن الصوت الذي يعطي هذه (الشخصية) الموقع المتقدم لا يأتي إلا من خلال المواطن (الناخب).

لم أفكر يوما أن أتقدم لترشيح نفسي، لقناعتي بأنني لست مهيئا (نفسيا) للعمل الاجتماعي (العام) مفضّلا البقاء في دائرة (الكلمة المكتوبة) كما أن حضوري (الاجتماعي) شبه غائب، ولا يمكنني أن أظهر فجأة هكذا للناس لأقول لهم أنا الأصلح لهذه المهمة.. فانتخبوني.

أقدم هذه الخلاصة (الشخصية) أمام آخرين لم نسمع عنهم (وقد لا نسمع.. مستقبلا) إلا حينما يهمّ المجتمع بفتح صناديق الانتخابات (للشورى، المجلس البلدي، النادي، وغيرها) مع أن غيابهم عن العمل الاجتماعي (التطوعي خاصة) شبه نادر، ولا يكاد يعرف عنهم يوما أنهم سعوا من أجل مصلحة عامة، أو تبرعوا بمال أو جهد لحملة خيرية، أو ساندوا موهبة أو فعلا يهم المجتمع من حولهم، حارتهم (على الأقل).

عشرات الأسماء من التي ترفع شعار (انتخبوني) باعتبار أنها الأصلح..

إعلانات في الصحف، والشوارع، مع أن الاسم الحقيقي النافذ في شريان المجتمع لا يحتاج ليعلن عن نفسه، وقد سبقته أفعاله..

ومع ذلك يمكن أن تنقلب هذه المعادلة فيما لو تركت لأحدهم فرصة ليقدم شيئا، باعتباره (عضو المجلس البلدي).. ليكون ابن المرحلة (حقا).. يخرج من (قوقعته) القديمة ليترك أثرا في مجتمعه المحلي بشكل مباشر (بعكس عضو مجلس الشورى) الذي يعمل من أجل قضايا وطنية أشمل.

عملية الاستقطابات بدأت مبكرا لصالح الرغبة في جمع أكبر عدد من الأصوات، بين من يدرك ما يتوجب عليه عمله في المرحلة المقبلة، وبين من لا يستوعب أكثر من وضع اسمه ضمن قائمة المترشحين، في صورة مكررة من عملية الترشح (للشورى).

لا أدّعي أنني أفهم أكثر من الجهات (المعنيّة) لأقول أن انتخابات المجالس البلدية حرقت مرحلة مهمة كان يمكن أن تمهّد لفتح الانتخابات العامة، ولأنها تجربة تأخرت (سنوات طوال) كان يمكن لهذه السنوات أن تنضج التجربة فإن إنشاء المجالس البلدية بدون انتخابات خلال المرحلة الأولى سيفتح الآفاق أمام الناس (مترشحين وناخبين) لفهم ما هو المطلوب من مجلس كهذا، وما هي حدود الحركة داخل مجتمع لا يزال، ورغم عقود التجربة، لم تنضج رؤيته تجاه مجلس الشورى.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات