زاهي وهبي يحاور أشرف أبو اليزيد في بيت القصيد

01:52 مساءً الثلاثاء 3 ديسمبر 2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مساء السبت 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، بثت قناة الميادين ، بيروت، لبنان، في التاسعة مساء بتوقيت القدس الشريف حلقة جديدة من برنامجها الأسبوعي (بيت القصيد)، وهو برنامج حواري مع شخصية إبداعية ثقافية أو فنية، يتضمن فقرات مصوّرة، ويتم التركيز في حلقاته على القضايا الإبداعية الفكرية والثقافية والفنية وعلاقتها بالقضايا العامة من خلال استضافة شخصيات عربية متنوعة في المجالات المذكورة: فن، أدب، فكر، فلسفة، نقد، شعر، مسرح، سينما، دراما تلفزيونية، رسم، غناء، إعلام، بالإضافة إلى بعض السياسيين ورجال الدين المثقفين.

البرنامج يعده ويقدمه الشاعر اللبناني والإعلامي العربي زاهي وهبي، وقد شاركت الإعلامية غادة صالح في إعداد هذه الحلقة، وأخرجت الفنانة سحر حامد فقرتين مصورتين بشاطيء الدامور مع ضيف الحلقة الكاتب المصري أشرف أبو اليزيد، رئيس جمعية الصحافيين الآسيويين، وهو روائي وشاعر وصحافي وكاتب لأدب الرحلة، عمل في الصحافة الثقافية. حصل على جائزة مانهي في الآداب عام 2014 (كوريا الجنوبية)، ونال جائزة الصحافة العربية في الثقافة عام 2015 (الإمارات العربية المتحدة). وهو الآن عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس تحرير في “آسيا إن”؛ شبكة أخبار المستقبل، وشقيقتها الورقية “ماجازين إن” التي تصدر في سيؤول باللغات الكورية والإنجليزية والعربية، ورئيس تحرير سلسلة إبداعات طريق الحرير.

فيما يلي نص الحوار: 

بانورامازاهي وهبي:

مساء الخير… ضيفنا مثقف شامل ومبدع في كثير من الميادين. نقولها بثقة وبراحة ضمير؛ وإلا ماذا نسمي الشاعر والروائي والرحالة والمترجم والناقد والصحفي حين يجتمعون في اسم واحد ؟

وهذا ليس غريبا على ابن مصر الولادة، الولادة مهما دارت الأيام أو جارت، كيف الحال مع من بدأ أزهريا في المدرسة قبل أن تأخذه الدنيا في الحل والترحال، تأخذه إلى أصقاع وبلاد وعواصم لا تقع عادة في دائرة الضوء الثقافي والإعلامي، أو يشيح عنها المثقفون العرب نحو غرب الاستعمار والاستشراق والاستلاب، تجربة فريدة، واستثنائية، نتعرف عليها الليلة في بيت القصيد، بيت المبدعين العرب، ونفتح الباب واسعا لمثقف وكاتب عربي مصري مبدع اسمه أشرف أبو اليزيد.

أهلا وسهلا، شرّفت.

أشرف أبو اليزيد:

أهلا بك أستاذ زاهي، وأشكرك على المقدمة التي اختزلت هذا العمر.

زاهي وهبي:

سعداء بوجودك معنا … تعدد المجالات الإبداعية، مجالاتك اللي عدّيناها من لحظة بالمقدمة، لماذا كل هذا ؟

أشرف أبو اليزيد:

ربما لأن المرء عليه أن يمضي في تلك المعابر وتلك الحارات،  ليصل إلى ما يريد، وأنت تتغير وتتبدل وأمنياتك تتبدل … ومعها أيضا تتبدل الأحلام؛ لذلك كنت هذا الشخص الذي عبر هذه المراحل.

زاهي وهبي:

عادة الإنسان يضع حلما أو هدفا يعني هيك على مدى العمر ويسعى لتحقيقه وترسيخه وتكريسه، حضرتك وزعت هذه الاهتمامات، ولكن ضمن دائرة واحدة فينا نسميها؛ الكتابة.

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط. حرث الحروف كان هذا الحلم منذ بدأت في سن مبكرة، ربما مر الرسم قليلا في الخاطرة، ولكنه استقر عند الكتابة، وهي الأصل؛ الحرف هو الأصل.

زاهي وهبي:

حلمت يومًا أن تكون رائد فضاء؟

أشرف أبو اليزيد:

كثيرا ما كان هذا الحلم يراودنا ونحن صغار، خاصة وأنه كانت هناك في مدينتي الصغيرة بنها طائرة أمام المبنى، وحين تمر بتلك الطائرة بجسدك الصغير، تتمنى لو كنت داخلها، وتبحرنا في القراءة، فعرفنا سفن الفضاء المبكرة وتلك الحكايات، التي ذهب فيها مركبات الفضاء، وقلت: لم لا؟

زاهي وهبي:

الكتابة والثقافة والمعرفة، تنبت لنا أجنحة؟

أشرف أبو اليزيد:

هي بدونها لا نستطيع أن نحلق في الحياة، خاصة أن الحياة تجذبنا إلى القاع وأنت عليك أن تملك الكتابة لكي تحلق؛ بالفعل.

زاهي وهبي:

خليني أبدأ بأدب الرحلة لو سمحت.

أشرف أبو اليزيد:

تفضل

زاهي وهبي:

وحضرتك عملت في مجلة (العربي)، ونحن، وأنا وجيلي أنا، منذ كنا أطفالا نشأنا  على استطلاعاتها المصورة، ويمكن قبل انستجرام، وعصر الصورة، كانت مجلة (العربي) سباقة بهذا المجال.

أشرف أبو اليزيد:

نعم

زاهي وهبي:

تعرفنا على البلدان والمدن من خلالها. معنى اليوم أدب الرحلة في عصر الصورة والتكنولوجيا والميديا المفتوحة ؟

أشرف أبو اليزيد:

إذا أردت أن تقارن بين ما تنشره الوسائط المختلفة وما تقدمه الرحلة في الكتابة؛ خاصة كما ذكرت مثالا مجلة (العربي)؛ هو ذلك المُرَشِّح الإنساني الذي تمر فيه الأماكن عبر ذلك الشخص الذي يزور، لذلك تختلف الأمر حين تقرأ موسوعة جغرافية أوتاريخية، أو يقدم لك هذا الرحالة ذلك المكان من خلاله.

زاهي وهبي:

لو طلبت أنك  تلخص لي تجربتك في مجلة (العربي) اللي من خلالها زرت ربما 33 بلد، وعشرات إذا مش مئات المدن. تعطيها عنوانْ. ما هوعنوان هذه الرحلة؟

أشرف أبو اليزيد:

الرحلة إعادة اكتشاف للرّحّالة نفسه.

زاهي وهبي:

يعني عادة الرحالة كان يدون الانطباعات والمشاهدات، لمن لا يرى،  بزمن ما كان فيه كل هذا الإعلام، الرحالة اليوم … ماذا عليه..

أشرف أبو اليزيد:

عليه أن يصبح جُمَّاعْ ربما ليس فقط  للصحافي والكاتب والشاعر ، وإنما حتى للجاسوس، يعني يجب أن تحمل تلك الحواس الست، لكي تُقَدِّم شيئًا يُقرأ، ويستمر.

زاهي وهبي:

الحواس الست، يعني الحدس، الحاسة السادسة،

أشرف أبو اليزيد:

نعم، ضروري، أنت تبدأ خطة وتغير…

زاهي وهبي:

كنت ولازلت تركز في رحلاتك على الجوانب الإيجابية، في كل مدينة أو في كل بلد، هذا الأمر … شو مرده؟ لماذا تريد أن تظهر الإيجابيات أكثر؟

أشرف أبو اليزيد:

أعتقد أن اظهار السلبيات قد لا يكون مسعى لكاتب الرحلة؛ يعني أنا لا أريد أن أبالغ كما فعل الأقدمون أحيانا باختراع حوادث وعجائب وغرائب

زاهي وهبي:

أليس في بلاد العجائب

أشرف أبو اليزيد:

مثلا، ولا أريد بالمثل أن أكون هجَّاءً، لمكان استضافني واستقبلني، حتى لو كانت الاستضافة على غير الهوى، إنما أردت أن أكون حياديا وأحب أن يحب الناس أدب الرحلة وأن يسعوا وينطلقوا، يعني إذا كتبت السيء في الرحلة؛ وفي كل رحلة هناك سيئها؛ لكن إذا كتبت ذلك الجانب أعتقد أنه سيصد الكثيرين

زاهي وهبي:

سينفرون من هذا الأمر … شو أضاف إليك الترحال، كإنسان وكشاعر وكروائي أيضا؟

أشرف أبو اليزيد:

وجدت فيه خلاصة ما أريده في الحياة

زاهي وهبي:

ألا وهي؟

أشرف أبو اليزيد:

التواصل … التواصل مع الإنسان، يعني ليست (الرحلة ) فقط أن تلتقي وزيرا أو تلتقي مسؤولا،وإنما حتى أن تلتقي فلاحا بسيطا في أقصى الأقاصي. ويعلمك. يعلمك قيمة إنسانية … قيمة مجتمعية. هذا هو الجوهر؛ أن تلتقي إنسانا يعلمك في مكان لا تتوقعه.

زاهي وهبي:

اليوم حولتنا التكنولوجيا الحديثة إلى مصورين، نحمل هذا الهاتف الذكي في أيدينا ونصور أنفسنا والآخرين، وقائع العيش والتفاصيل،

أشرف أبو اليزيد:

على الأرض وفي الطائرة، كل شيء

زاهي وهبي:

نعم   .. حضرتك الكاميرا التي كانت ملازمة لك، ماذا أضافت إليك الكاميرا؟

أشرف أبو اليزيد:

أنت ترسم بالكلمات، حينما تكتب، أنا أرسم الكادر قبل أن أصوره. يعني أريد أن يكون الكادر في الذهن أو في المخيلة قبل أن ينطلق عبر العين والبصر إلى الآلة، لذلك هذه المخيلة هي التي تقدم الصورة الجميلة، وليست الآلة.

زاهي وهبي:

يعني تعكس نظرتك للمكان ورؤيتك لى الصورة … على ما تصور.

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط. .. قوة ما تريد أن تراه لا بد أن تفصح عنه الكاميرا.

زاهي وهبي:

اسمح لنا نشوفك بكاميرا زميلتنا سحر حامد في قطع / وصل    .. ثم نعود إلى متابعة الحوار.

……………………..

أشرف أبو اليزيد:

  • أنا إنسان أحاول أن أحرث الكلمات بقدر ما أستطيع، والثمر لاحقا…
  • وقتي خارج الكتابة موزع بين هوايات كتيرة، يعني وأنا صغير كنت بأحب الرسم، فأكيد يا بارسم، يا باشوف معارض، مالعبتش كرة قدم فعوضتها بمشاهدة المباريات ومدمن مشاهدة فرق من دول العالم، حينما يفوز فريق ويُهزم آخر، فأنا أفرح دائما، لأن فريقا فائزا هناك
  • دائما ما أقول أن الإنسان أحلامه أكبر من الوقت المتاح له … لذلك تكبر الأحلام كلما مضينا في العمر لأن أحلاما تتجدد دائما.
  • حينما كنت صغيرا كنت أحلم أن أكون رساما، أو رائد فضاء، أو ما شابه، ولكن حين اتجهت إلى الكتابة … عوضتني الكتابة عن الكثير.
  • أعتقد أن في الحياة أمور يجب أن آخذها بجدية، وهو التخطيط للعمل، أنا أحب جدا التخطيط، وما كتبت الروايات إلا لأنني أحب هذه الصرامة في تنظيم الوقت. وتنظيم العمل. وبالتالي حتى إدارة المجلات، وغيرها، لكنني أتسامح، وتساعدني الذاكرة، في ذلك التسامح، فأنا أنسى كثيرا، وأعتقد أن النسيان نعمة هي التي سهلت علي الحياة.
  • أعتقد أنني لو عدت بالزمن أحب أن أكون الشخص نفسه، ولذلك ربما تعلمت من أخطائي السابقة، فقللتها كثيرا، وأرتكب أخطاء أقل.

دامور 1

……………………………

زاهي وهبي:

طبعا سنعود إلى بعض ما أشرت إليه، ولكن حلم الرسام لم ينته تماما، أصدرت حضرتك عمل كامل في النقد أو تاريخ الفن التشكيلي..

أشرف أبو اليزيد:

(سيرة اللون) تقصد…

زاهي وهبي:

نعم

أشرف أبو اليزيد:

وبعده أيضا أصدرت قبل عامين (نجيب محفوظ | السارد والتشكيلي)، وهو عن الفنانين الذين تناولوا أعمال نجيب محفوظ بالرسم..

زاهي وهبي:

استلهموا  منها لوحات ورسوم

أشرف أبو اليزيد:

لوحاتهم  وشخصياته تحولوا إلى أعمال … وحتى بورتريه نجيب محفوظ. يعني الرسم لا يموت. كما الشعر بالضبط. أنت تولد بهبة تلاصقك مدى الحياة.

زاهي وهبي:

لأنه في أحيانا الفهم … ما بدي أسميه السطحي، ولكن العابر … في زمن الصورة البعض يقول لك ما معنى الرسم … إذا كانت اليوم الكاميرات والتكنولوجيا الحديثة تتحكم بالصورة كما تشاء … تبدل فيها كما تشاء… تغير فيها ما تشاء … تبقى الريشة هي الروح

أشرف أبو اليزيد:

هي الروح

زاهي وهبي:

روح الإنسان

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط… الروح كلها في الريشة والألوان، نعود مرة أخرى للمخيلة والخيال، وحتى العمارة، العمارة جزء من الفن،

زاهي وهبي:

طبعا

أشرف أبو اليزيد:

إخراج المجلات هو فن، رسم الأغلفة وتصميمها هو فن، يعني الفن أيضا يخرج من إطار اللوحة إلى إطار الحياة.

زاهي وهبي:

ومصر بالذات فيها عمارة من مراحل زمنية وتاريخية مختلفة، يعني الأحياء، على الأقل في القاهرة، أنا باعرف القاهرة والإسكندرية، بتشوف حقبات زمنية مختلفة، في المدينة الواحدة

أشرف أبو اليزيد:

حتى حينما نبعد عن بيوت الأحياء

زاهي وهبي:

ما باعرف إذا بنها نفس …

أشرف أبو اليزيد:

إلى مقابر الأموات؛ فيها عمارة، وما البيوت التي صممها حسن فتحي ببعيدة عن العمارة التي صممها الأجداد.

زاهي وهبي:

المعماري الشهير حسن فتحي، أحد أشهر المعماريين العرب… الأهرامات نفسها يقال إنها قبور أو أضرحة بشكل من الأشكال …

أشرف أبو اليزيد:

وما أجملها!

زاهي وهبي:

إلى الكتابة … لو سمحت. الرواية والشعر والنقد … وهذه المسائل، والترجمة أيضا. أولا: ما معنى الكتابة اليوم في زمن الخراب العربي؟ تعرف حضرتك كثير من البلدان العربية  ضحية حروب دموية أو حيث لا حروب هناك أزمات اجتماعية طاحنة… ما معنى أن يكون الإنسان كاتبا اليوم؟ لمن ولماذا نكتب؟

أشرف أبو اليزيد:

حينما ماتت المشاريع الجمعية، انتعشت المشاريع الفردية، والكتابة هي أم المشاريع الفردية، يعني حينما تحقق أنت كتابا منجزا سواء كان ديوانا … رواية .. او عملا مترجما … أنت قدمت إنجازا؛ عملا فرديا ناجحا، وسط الفشل، وسط الخراب. ربما يأتي من يستفيد منه، أو ينتفع به.

زاهي وهبي:

حلو! ديوانك … أحد دواوينك الشعرية هو (فوق صراط الموت) … لماذا فوق صراط الموت؟ أي موت؟

أشرف أبو اليزيد:

الموت! الصراط هو ذلك الخط الذي مثل الشفرة؛ أنت ستسقط على أحد الجانبين لو لم تؤمنب الوصول إلى مقصدك.

زاهي وهبي:

عبر هذا الصراط…

أشرف أبو اليزيد:

عبر هذا الصراط… فلذلك نحن نسير جميعنا فوق هذا الخط، وعلينا ألا نسقط! أعتقد أنها أيضا رسالة من الشعر.

زاهي وهبي:

في هذا الديوان يعني مناخ أو جو من الحزن والغياب، أي حزن… أي غياب؟

أشرف أبو اليزيد:

لا تنسَ أن قصائد هذا الديوان كُتبتْ خارج مصر، كمغترب، أنت في الاغتراب خاصة إذا كنت وسط صحراء … الصحراء ليست بالمعنى الجغرافي ، وإنما بمعنى المشاعر؛ ذلك الجفاف

زاهي وهبي:

البعيد عن الأهل، عن الأحباب

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط، أنت تحاول أن ترصد ربما لتخرج من ذلك السراب بحثا عن واحة ما.

زاهي وهبي:

تقول حضرتك أن الشاعر الحقيقي لا يسير في الدرب ذاته مرتين؛ بأي معنى؟

أشرف أبو اليزيد:

الشعر قوامه اللغة، وإذا لم تنمُ اللغة؛ هي لغة ميْتة، أنت حين تكتب … حتى لو كتبت القصيدة نفسها ، لن تكون نفسها، ستكون قصيدة أخرى، لأن لغتك التي ستعبر بها ستختلف، ربما ستنمو … ستنضج.. لن يكون الدرب واحدا.

زاهي وهبي:

حتى البعض يعتبر أن كل قراءة يضيف إليه معنى آخر أو معنى مختلف جديد

أشرف أبو اليزيد:

وهذا الثراء، هذا لب الثراء

زاهي وهبي:

هذا لب الموضوع، في الشعر حضرتك معظم دواوينك هي في شعر التفعيلة … ولكن في الديوان الأخير اقتربت من قصيدة النثر، أيضا، أو من الشعر الحر إذا جاز التعبير… وجدت إنك بحاجة للتخلص من قوانين الوزن والقافية؟

أشرف أبو اليزيد:

مبكرا كنا حين درست الأدب الإنجليزي تعرفت على الخروج عن السيطرة التفعيلية، وإنما بقيت في السيطرة التفعيلية لأنه كان مناخا عاما يناسب مرحلة أوائل التسعينيات…

زاهي وهبي:

من شعراؤك، يعني بمن تأثرت حضرتك من الشعراء اللي كانوا ربما أكبرسنا وتجربة

أشرف أبو اليزيد:

حينما أبدأ لا بد أن أبدأ بصلاح عبد  الصبور،

زاهي وهبي:

أثر في أجيال كاملة

أشرف أبو اليزيد:

وهو شامل، شخص شامل؛ نثره وشعره ومسرحه، كلها تنافس بعضها بعضا.

زاهي وهبي:

من أيضا؟

أشرف أبو اليزيد:

أمل دنقل، صحيح أنني كنت أقرأ لم…

زاهي وهبي:

أمل دنقل شاعر رفض وشاعر لا…

أشرف أبو اليزيد:

وشاعر هذا الاختزال المبدع، يقدم لك في سطور قليلة ما يجب تفسيره في كتب.

زاهي وهبي:

هو صاحب “المجد لمن قال لا” … (لا) أكثر في حياتك أم (نعم)؟

أشرف أبو اليزيد:

والله هذه الانحناءات في الحياة معناها ال (لا). لأنك لا تسير في خط مستقيم.

زاهي وهبي:

تحلم حضرتك بنشر الشعر في الأماكن العامة … في المطاعم … في المقاهي …

أشرف أبو اليزيد:

في الحافلات

زاهي وهبي:

على أعمدة الإنارة، في الحافلات. حلم شاعري؟ مش فقط حلم شاعر، ولكن حلم شاعري. قابل للتحقق؟

أشرف أبو اليزيد:

قابل للتحقق لأنه موجود عند ثقافات أخرى. إنما علينا أن نبدأ… لن يصير الأمر طقسا إلا حينما تبدأ فيه. حينما يتحول إلى بداية ويكون طقس سيصبح اعتياديا أن تقرأ الشعر في الحافلات وعلى أعمدة النور. يعني بدلا من أن أجلس في ساحة الانتظار  لأقرأ إعلانا … لماذا لا يكون هناك أيضا لوحة من الشعر؟

زاهي وهبي:

بدك القائمين على الشأن  العام يعطون للشعر اعتبارا…

أشرف أبو اليزيد:

ربما يكون هناك دعم من الدولة … أي دولة … لذلك.

زاهي وهبي:

نتمنى ذلك. يعني فيه دول كثيرة الشعراء بعد النشيد الوطني … وخصوصا في آسيا وحضرتك مهتم بثقافاتها وراح نحكي شوية عن الموضوع … لم تكتف بالشعر، ولا بأدب الرحلة، إنما كتبت الرواية أيضا… لم تسعك القصيدة؟  وجدت ما تريد أن تقوله لا تستطيع القصيدة أن تحمل القصيدة كل ما تريد أن تقوله؟

أشرف أبو اليزيد:

لا أعول على وصف القصيدة بنقيصة، وإنما اخترت الرواية لأن لها مسارا أعتقد يحتمل الشخوص العديدة… ويحتمل  الدراما ويحتمل ـ لنقل ـ التغطية التاريخية للعمل وللنقد الاجتماعي لأن عليك أضا أن تقدم شخصيات  تعرضها فتعرض حيوات تجسدها

زاهي وهبي:

كثير من الشعراء أو كثر من الشعراء  تحول  إلى الرواية نتيجة إصابتهم بالسكتة الشعرية ، أو بالذبحة الشعرية، الذبحة الشعريةغير شيء بيصير … لا السكتة الشعرية مثل السكتة الدماغية… حضرتك مررت بمرحلة حسيت إنه ينبوع الشعر جف عندك؟

أشرف أبو اليزيد:

هو (ينبوع الشعر) يسعفني من حين لآخر لكتابة قصائد ، ولكن لم أسْعَفْ لكي أضعها في ديوان، لأن مسؤولية أن تقدم ديوانا جديدا هي مسؤولية كبيرة، وعليك أن يكون ذلك الديوان تبشيريا بمدرسة شعرية جديدة.

زاهي وهبي:

تعرف حضرك مقولة “اليوم الرواية أخذت مكان الشعر” وأن “الرواية أصبحت ديوان العرب” ربما الأستاذ جابر عصفور أول أو صاحب هذه المقولة… هل توافق على هذا الأمر أن الرواية هي ديوان العرب وليس الشعر؟

أشرف أبو اليزيد:

لا أوافق… لسبب بسيط : أن ذلك يعني الإلغاء، والنفي لفنون أخرى، ولا أعتقد أن فنا يمكن أن يلغي فنا آخر. الفن الحقيقي باق، وبالتوازي. ذلك من الإنسانية نفسها؛ أن تتوازى الفنون معا، فن الرواية، فن الشعر، لا بد أن يبقيا معا!

زاهي وهبي:

لديك رواية بعنوان (31)، تطرح فيها معاناة المغتربين من يُبعَد فيه من البلد المغترب إليه يوجَّه إليه إنذار إنه معك يومين ثلاثة … شهر .. تخلص أمورك وترجع إلى بلدك. شو خلاك تهتم بهذا الموضوع اللي فعلا هاجس لكثير من الأسر العربية للأسف.

أشرف أبو اليزيد:

بالتأكيد،

زاهي وهبي:

أهي تجربة شخصية، مشاهدات، نتيجة ماذا؟

أشرف أبو اليزيد:

ربما يكون … حتى من يقرأ الرواية يعتقدها تنبؤا، لأنه حصل لي بعدها بعشر سنوات مثلا، لكن الفكرة أن هذا الأمر يجري لكما تقول آلاف العائلات كل عام: رب العائلة يتلقى مثل هذا الإنذارفأمامه واحد وثلاثون يوما ليغادر البلد.

زاهي وهبي:

حصل معك هذا الأمر؟

أشرف أبو اليزيد:

لاحقا!

زاهي وهبي:

لاحقا!

أشرف أبو اليزيد:

وحتى قيل لي ألم تخش عند كتابة الرواية من ذلك، فقلت من يقول لا يخاف، ومن يخاف لا يقول.

زاهي وهبي:

هذا في الكويت حصل؟

أشرف أبو اليزيد:

نعم.

زاهي وهبي:

طبعا مع احترامي للكويت ، شعبا وبلدا، ولكن لماذا أبعدت من الكويت؟

أشرف أبو اليزيد:

لا، هي كانت أسباب ليست لها علاقة بشخصي، وإنما بمجال يريدون …

زاهي وهبي:

تكويته؟     

أشرف أبو اليزيد:

تكويته، وتحجيم الإنفاق فيه.

زاهي وهبي:

ليس لأسباب سياسية…

أشرف أبو اليزيد:

لا، لا توجد أسباب سياسية، ولا أسباب شخصية. وإنما هي أسباب متعلقة باقتصاد هذا المجال.

زاهي وهبي:

أنت كتبت في هذا المجال قبل أن يحصل معك هذا الأمر.

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط. وحولت جميع الشخصيات إلى أرقام. نحن في الغربة نتحول إلى أرقام وليست شخصيات. وأنت أمام عد تنازلي، تبدأ من الفصل (31)  في الرواية وتنتهي بالفصل رقم (1) وكأنه عد تنازلي إلى النهاية، وأنت تستعرض هذه الحياة الرقمية في صفحات الرواية وتستعرض الأشخاص الذين يعيشون في الغربة.

زاهي وهبي:

رواية الترجمان أيضا رواية أخرى لحضرتك، فينا نقول انها في نفس السياق، نفس الهم؟ على الأقل، ونفس الهاجس؟

أشرف أبو اليزيد:

نفس الهم لأنني أعتقد أنه مغفَل عنه وإذا تم تناوله فيتناول فقط في الدراسات الاجتماعية، والدراسات الاجتماعية من يقرأها؟ يعني كثير من الجامعات تكتب عن الاغتراب وتكتب عن المهاجرين وتكتب عن الوافدين ، ولكن هذه الدراسات تبقى في حيز أكاديمي ضيق.

زاهي وهبي:

فعلا المغترب، وأنا لا أتحدث عن الكويت، فالكويت مشكورة احتضنت لبنانيين ومصريين وسوريين وفلسطينيين، وأحيانا السياسة تدخل لتخرب بعض الأمور، ولكن المهاجر أينما كان خصوصا في البلاد الكبرى والمدن الكبرى يشعر أنه مجرد رقم، فعلا، برغي بها الماكينة الهائلة اللي بتدور كل يوم. 

أشرف أبو اليزيد:

هو محاولة الإنسان أن يخرج أو يعرف هذا الرقم فيعطي له اسما أو يعطيه حياة…

زاهي وهبي:

الكتابة تعوض شيء؟

أشرف أبو اليزيد:

كثيرا… لولا الكتابة ما بقيت في الخارج

زاهي وهبي:

أسعفتك الكتابة وأنت في الخارج على مواجهة الغربة ومشاعرها؟

أشرف أبو اليزيد:

نعم، أنقذتني، وأنا أحسب عمري بالكتب التي أصدرتها وليس بالسنوات التي عشتها.

زاهي وهبي:

قديش صارت؟ كلن على بعضن؟ في كل الميادين … ترجمة ورواية وشعر ونقد…

أشرف أبو اليزيد:

إذا أضفت الكتب التي تُرجمت لي إلى لغات أخرى، فنحن اقتربنا من الأربعين، يعني أنا عندي أربعون  عامًا…

زاهي وهبي:

إن شالله بيصيروا أربعمية.. بنتوقف لو سمحت لي استراحة سريعة، نتابع بعدها بيت القصيد مع الكاتب والمثقف العربي المصري الأستاذ أشرف أبو اليزيد.

EKm6sdYXYAAYg0c

…………………………………….

أشرف أبو اليزيد:

  • من أسفاري اكتشفت أن الذي يجمع بين الناس هو تلك الحكمة الشعبية، هو ذلك اللسان، على الرغم من أن الاختلاف يكون في اللغات، ولكن الحكمة هي كل ما يجمع هذه اللغات في صيغة واحدة. لذلك أنت في السفر لا تكتشف لغة أخرى، ولا إنسانا آخر، إنما تعيد اكتشاف ذاتك من خلال حكمة هؤلاء الآخرين.
  • صحيح أنه معروف السفر فيه سبع فوائد ولكن أعتقد أن كل إنسان نلتقيه في هذا السفر هو فائدة جديدة، وأنت كلما سافرت في تلك الأماكن التقيت أشخاصا وحيوات عديدة، هي تلك الفوائد التي يعنيها السفر …
  • عالم السرعة لا يناسبني حقا، ولذلك آلة الزمن التي انتقلنا فيها ـ أعتقد ـ أنها أضرت كثيرا بالبشرية، أعتقد لا تناسب جيلي، الجيل الذي تعود على الاستمتاع بالأشياء. من بداياتها، وأن تنضج أمامه…
  • حين أكون بعيدا عن مصر أعتقد لا أشتاق أكثر من رؤية العائلة، فالعائلة تعني لي كل شيء…

دامور2

…………

زاهي وهبي:

يعني إنشالله تظل أنت وعائلتك في مكان واحد،  وتكونو بخير وفي فرح وبسعادة.

اهتمامك … وعلى سيرة السفر … وآلة الزمن… أنا أعتقد الكتاب هو أهم آلة عكس الزمن بالاتجاهين، يا بيحملك لقدام كتير يا بيرجعك ألف سنة  …

أشرف أبو اليزيد:

صحيح، واختلاف القراءات هي التي تمنحك هذه الفرصة، يجب ألا تقرأ في مجال واحد، مؤخرا حينما ترجمت (عطايا الخلايا الجذعية) … دخلت إلى عالم أدخله لأول مرة، عالم الخلايا الجذعية … والعلم، وكيف يمكن أن يكون معجزة نعيشها، فالقراءة والكتابة والكتاب هي كل شيء.

زاهي وهبي:

كل هذه القراءات والترجمات … قد إيه انعكست أولا على ثراء قاموسك اللغوي، المخيال الشعري والروائي، اغتنى من هذه الأمور؟

أشرف أبو اليزيد:

بدون شك. يعني سواء كانت ترجمة أو إبداع، أنت تبحث عن مسارب لذلك كله، يعني في الترجمان قدمت ثمان وعشرين شخصية، وأغلبها من دول مختلفة،  فعليك أن تتحدث بألسنة هؤلاء، ليس بلغات أجنبية ولكن

زاهي وهبي:

بالمرجعية الثقافية والخلفية البيئية

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط

زاهي وهبي:

حضرتك يعني بالمدرسة … مدرسة أزهرية،

أشرف أبو اليزيد:

بالصف الأول،

زاهي وهبي:

بالصف الأول، وهذا ساعدك بإتقان اللغة، والقرآن الكريم، كيف نقنع اليوم أطفالنا أن يقرأوا؟

أشرف أبو اليزيد:

يجب أن تكون في كل بيت مكتبة. كيف أعلم دون تطبيق؟

زاهي وهبي:

إذا بالمكتبة بالبيت بس الطفل حامل هالآيباد،

أشرف أبو اليزيد:

وماذا يفعل الآباء والأمهات؟ ليست الأم مدرسة هذا كلام شعري فقط، إنما هي الحقيقة، الأب والأم عليهما دور مهم في أن يكون الكتاب رفيقا للأبناء. وهذه الرفقة ستفيدهم، ستجعلهم يعرفون أن هناك حكمة بين أيديهم أينما استطاعوا وأينما أرادوا … مهم جدا المكتبة في البيت.

زاهي وهبي:

أعود إلى السفر… اهتمامك بالآداب والثقافات الآسيوية، بشكل خاص، أنت من مصر، ومصر أفريقيا… صح سينا بآسيا، ولكن مصر من أهم الدول الأفريقية، مرد هذا الاهتمام؟ منشأ الاهتمام بالثقافات الآسيوية؟ يعني اليابان، كوريا، الهند، إيران، إلى آخره.

أشرف أبو اليزيد:

أعتقد التجربة هي خير برهان على نجاح أي فكرة، حينما يمكن أن تفكر أنت تحب إيطاليا، تحب ألمانيا، بلاد جميلة، بلاد متقدمة، ولكن حينما تزور كوريا الجنوبية، هي بلاد جميلة وبلاد متقدمة. إذا حينما تذهب ثم تقرأ بعد ذلك فتكتشف أنهم حكماء، ليس فقط  طاغور الذي عرفه العالم بعد نوبل ولكن أسماء عديدة أخرى، يعني الفكرة هي أن تنتقل وتجرب وتشاهد فتعرف وتدرك وتؤمن وتصير داعية لذلك.

زاهي وهبي:

قبل ما أحكي عن تجربتك بشكل خاص … أليس غريبا يعني نحن العرب جزء كبير من بلادنا العربية هو من آسيا ولكن دايرين ظهرنا لآسيا نتطلع على الغرب، نعرف الكثير من الآداب والثقافات إنجليزية وفرنسية ألمانية إلى آخره، ولكن لا نعرف الكثير عن الأدب التركي، الأدب الفارسي، الأدب الهندي، إلا ما ينال جوائز عالمية مترجمة للعربية …

أشرف أبو اليزيد:

التبعية هي المسؤولة؛

زاهي وهبي:

والاستلاب للمستعمر

أشرف أبو اليزيد:

ثانيا الأمر اقتصادي، يعني حينما تولت (مارجريت) تاتشر رئاسة الوزراء، انتهى دور المركز الثقافي البريطاني كمؤسسة ثقافية وتحول إلى مؤسسة اقتصادية… وشكسبير، على سبيل المثال، هو له دخل مثل دخل البترول. إن أنت تتحدث عن مُكوَّن ثقافي اقتصادي، هو مسيطر ومهيمن، هذا التكريس هو لاستمرار هذه الهيمنة، أنت تتحدث عن جوائز ؟ … كوريا الآن تنال جوائز عالمية مثل البوكر.

زاهي وهبي:

حضرتك نلت جائزة من كوريا؟ وكرمت في كوريا؟

أشرف أبو اليزيد:

بالضبط، جائزة مانهي، هي جائزة

زاهي وهبي:

جائزة مهمة.

زاهي وهبي:

هي الجائزة الأهم في آسيا وليس فقط في كوريا الجنوبية، وهي جائزة كانت تمنح في بدء نشأتها إلى الكوريين فقط، ثم توجهت إلى العالم، فنالها أعلام في الفروع التي تطرح فيها، فروع السلام وخدمة المجتمع والآداب.

زاهي وهبي:

علام نلتها؟

أشرف أبو اليزيد:

أنا نلتها في فرع الآداب، كانت لي روايتي الأولى (شماوس) ترجمت إلى اللغة الكورية، فحينما ترشحت لها … هذه الجائزة لا يتقدم إليها المرء إنما يُرشّح لها، فبدأوا يطلبون باقي الأعمال وملخصات عنها ونسخ مترجمة لتدخل إلى الترشح والاختبار. وجائزة مانهي هي الأهم ليس فقط ماديا، ولكن معنويا.

 

زاهي وهبي:

أيضا قرأت أنك كرمت في تتارستان،

أشرف أبو اليزيد:

نعم

زاهي وهبي:

نحن عندنا تعرف ما تقول تتار ترتبط بجانب سلبي، كذاكرة ليست إيجابية، شو وصلك على تتارستان؟

أشرف أبو اليزيد:

الصدفة البحتة، يعني كان هناك في المملكة العربية السعودية مؤتمر لإرسيكا، وحضرته باحثتان من تتارستان، التقيتهما وما كان منهما بعد أن تعرفا إلى شخصي الضعيف أن دعياني إلى تتارستان. حينما رحت إلى تتارستان كان ذلك في العام 2006، أعتقد لم يكن أحد يعرف شيئا عن تتارستان. هذه الجمهورية الإسلامية وهي إحدى جمهوريات روسيا الإتحادية، لا تزال. فبدأنا في تقديم تتارستان إلى العالم، من خلال أولا: ليس فقط البلد الجديد، ولكن أنت تعرف أن أحمد بن فضلان رحلته، الرحلة الأهم كانت في العصر العباسي، كانت إلى تتارستان، بلغار الفولجا. قرية البلغار على نهر الفولجا. وهم يحتفلون بدخول الإسلام بمجيء أحمد ابن فضلان، قبل نحو أحد عشر قرنا، هذا الولع والوله بشخصية أحمد ابن فضلان، هم يشبهونني بذلك الأحمد ابن فضلان العصر الحديث.

زاهي وهبي:

أحمد ابن فضلان المعاصر.

أشرف أبو اليزيد:

نعم، فحينما قدمت تتارستان للثقافة العربية ، وترجمت لشاعرهم الأهم عبد الله طوقاي، الذي مات شابا في عقده الرابع، ولكنه حول الثقافة التترية واللغة التترية إلى لغة قومية معاصَرة، وجميلة، وأعاد كتابة التراث بلغة جديدة،

زاهي وهبي:

شيء حلو!

أشرف أبو اليزيد:

فكان لهم أن يكرموا ذلك الشخص الذي قدم شاعرهم القومي في عملين ترجمتهما للأطفال واستطلاعات عن هذا البلد، ودعوني في اليوبيل الفضي بعد المائة (الذكرى 125) لميلاد عبد الله طوقاي، وتم تكريمي بشخصية العام الثقافية.

زاهي وهبي:

تستحق أستاذي.

حضرتك صاحب مبادرة (طريق الحرير الإعلامي)، ورئيس تحرير سلسلة إبداعات طريق الحرير، ما هو طريق الحرير… نحن نعرف طريق حرير تجاري، ما هو طريق الحرير الأدبي الثقافي أو الإعلامي اليوم.

أشرف أبو اليزيد:

حينما بدأت في جمعية الصحفيين الآسيويين كان هناك ما يشبه الغضب من صورة آسيا لدى العالم،

زاهي وهبي:

حضرتك رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين؟

أشرف أبو اليزيد:

نعم!

زاهي وهبي:

أفريقي، عربي أفريقي يترأس  جمعية الصحفيين الآسيويين.

في مؤتمر صحافيي العالم، كوريا،  جمعية الصحفيين الآسيويين

في مؤتمر صحافيي العالم، كوريا، جمعية الصحفيين الآسيويين 2019

أشرف أبو اليزيد:

نعم، كان هناك ما يشبه الغضب من الصحافيين بأن صورة آسيا يقدمها الغرب للعالم، يعني لا تأتي مباشرة من الآسيوي.

زاهي وهبي:

بتلف

أشرف أبو اليزيد:

تلف، بذلك التوجه والمقصد والحكي عن آسيا…

زاهي وهبي:

والأجندات

أشرف أبو اليزيد:

كل ذلك يأتي من قبل الغرب. نحن لا نعرف شيئا عن اليابان أو كوريا إلا من خلال ما نقرأه في أوربا والولايات المتحدة. إذن، علينا أن نغير ذلك، لا يكون ذلك إلا بطريق حريري إعلامي، يقول أن على الآسيويين أن يتحدثوا عن أنفسهم، مثلما تحدثت مصر عن نفسها. عليهم أن يقدموا أنفسهم.

زاهي وهبي:

يعني اليوم الصين هي قوة صاعدة جدا، كثير من التحليلات السياسية والاستراتيجية تتحدث عن أنها قد تكون امبراطورية المقبلة في الكوكب؛ الحاكمة… وأمريكا والصين اليوم عم بتشوف الصراع التجاري والتكنولوجي  والسياسي إلى آخره. قد إيه مهم أن نتعرف أكثر إلى الآداب الصينية … نحن نعرف بعض الشيء خصوصا اللي نالوا جوائز عالمية وترجموا إلى اللغة  العربية، قد إيه مهم اليوم في هذه التحولات الكبرى أن نتعرف إلى الثقافة الصينية؟ مثلا يعني لأنا عم نحكي عن آسيا …

أشرف أبو اليزيد:

هو الصين ليست امبراطورية قادمة، وإنما هي امبراطورية حالية، ولكن الفارق أنها لا تحارب.

زاهي وهبي:

تحارب بوسائل أخرى…

أشرف أبو اليزيد:

وسائلها الثقافية .. وسائلها الاقتصادية. لذلك نريد، كما فعل صديقنا الدكتور أحمد السعيد في الصين وهو يعيش في الصين، أسس (بيت الحكمة)، استلهاما من بيت الحكمة العربي، ليكون جسرًا للترجمة، بين الثقافتين. فمثل هذه المشاريع مهمة، أن تكون هناك جسور بيننا وبين الثقافات الأخرى.مهم جدا لنتعلم أيضا.

زاهي وهبي:

برنامج (الآخر) اللي حضرتك أنتجته وأعديته وقدمته وعرض على تلفزيون الكويت … كنت تحاور شخصيات من العالم يعني… تحاور مثقفين وشخصيات من كل أنحاء العالم، بهذا الهدف؟ هل كان لديك …

أشرف أبو اليزيد:

هذا الجسر… هؤلاء كان لهم بشكل أو آخر علاقة مع الثقافة العربية، وكان علي أن أضيء هذا التواصل لنتعرف، أنت عدو ما تجهل، فلماذا لا نتعرف كي يصبح هذا العدو صديقا؟ فكانت مثلا حينما تتعرف على شخصية روسية ولكنها أفنت حياتها لتقدم الثقافة العربية. وتترجم. إذن، أنت تضيء جانبا مهما، حينما تتعرف على باحثة في السويد قدمت حياتها دراسات عن سلطنة عمان وأديبات سلطنة عمان، أنت ترى الآن، اليوم ، فائزات من سلطنة عمان يفزن بجوائز عالمية، من هذا المشروع المبكر، هؤلاء أرادوا أن يقدموا الثقافة التي يمكن أن نقول إنها ثقافات هامش … لم تعد هامشا.

زاهي وهبي:

أنا معك ماية بالماية، ولكن مسألة الجسور بيننا كعرب، يعني للأسف أنا بألاحظ إنه يكاد يكون بيت القصيد، ما بدي أقول الوحيد، ولكن يكاد يكون الوحيد ليستضيف مثقفين ومبدعين عرب من موريتانيا والمغرب وصولا إلى عُمان وما بينهما. حتى بين العرب أنفسهم اليوم فيه قطيعة، والمثقفين صاروا جزء … أداة بالصراع السياسي والطائفي والجهوي والقبلي … كل الأشكال… مش مصيبة كبرى هاي؟

أشرف أبو اليزيد:

يجب أن يكون هناك دور، ليس فقط للدولة، ربما تكون  أجندات الدولة أو المنظمة الرسمية لها أجنداتها، فلماذا لا يكون للقطاع الخاص دوره في مد هذه الجسور؟ يعني الخروج من القطرية  الضيقة لا يكون إلا بمشاريع  تتبنى هذا التواصل. أعتقد مثلا عندما تذهب إلى أصيلة، في المغرب، هذا المهرجان هو نموذج ، وهو نموذج خارج الرسمي، ليس رسميا، هذا النموذج غير الرسمي يمكن أن يكون معيارا، أيضا في مصر هناك مثلا ملتقى سنوي للفنون التشكيلية  في البرلس، شمال مصر، يستدعي فنانين من الوطن العربي، ومن الخارج…

زاهي وهبي:

مكتبة الإسكندرية مثلا تستدعي مثقفين من كل أنحاء الوطن العربي … المهرجانات في جرش وقرطاج

أشرف أبو اليزيد:

إذا خرجت عن إطار …

زاهي وهبي:

أنا أحكي عن الجانب الثقافي … أمسيات شعرية، مسرح، سينما… إلى آخره، نحتاج … اليوم المثقف العربي مش مسؤول شوي … يعني في ظل الفتن والتشظي العربي على كل الأصعدة أليس المثقف العربي عليه… كيف حضرتك تبحث عن الإيجابيات  بالاستطلاعات المصورة وأدب الرحلة، مو المثقف العربي مش عليه أن يبحث عن جسور … عن صلات الوصل، إذا جاز التعبير؟

أشرف أبو اليزيد:

أعتقد عليه ، هذا دور منوط به، وإذا كان مقصرا فعليه أن يبحث عن منافذ … يعني دائما ما نضع الاقتصاد في دائرة الاهتمام، لأن هذا المثقف العربي عليه مسؤوليات وتحجمه هذه المسؤولية عن القيام بأدوار، ربما تكون دون كيشوتية.

زاهي وهبي:

احنا دايما نقول لما تكون مصر بخير، العرب بيكونوا بخير، سؤالي مش بالسياسة، سؤالي بالثقافة، وبالأدب، المشهد الثقافي  والإبداعي في مصر اليوم، إذا بدنا نختزله أونوصفه أو نضع له عنوان عريض… في هذه المرحلة، ما هو العنوان؟

أشرف أبو اليزيد:

الفوضى الخلاقة!

زاهي وهبي:

الفوضى الخلاقة، بأي معنى؟ إنه فيه استسهال كما يحصل في كثير من البلدان اليوم، خصوصا في عالمنا العربي، بالسوشيال ميديا، وسائل التواصل، فيه استسهال للكتابة، بالنشر، حتى مع عدم اتقان اللغة، إلى آخره.

أشرف أبو اليزيد:

يعني، حينما تتحدث عن الأرقام،  أنت تقول  إنك تقدم ثلاثين كتابا مترجما، أو تصدر سبع مجلات، أو لديك جريدة ثقافية، لكن: ابحث عن عدد النسخ التي تطبع من الكتاب المترجم،  ماذا يعني ألف نسخة من كتاب مترجم في بلد عدده مائة مليون نسمة؟ أنت تقدم مجهودا وتختزل مجهودا وشديدا ومنفقا عليه من العمر والمال لألف قاريء…

زاهي وهبي:

إذا تحكي بالوطن العربي كله، باعرف من الشعر يعني، أهم شاعر بيطبع مثلا ألفين نسخة، من ديوانه، إذا نفدوا الألفين نسخة ممكن يطبع طبعة ثانية، يعني أربعة آلاف نسخة لأهم الشعراء، الشعراء الكبار،  بنحكي يعني محمود درويش ، من ها الأسماء الكبيرة، ألفين نسخة، أربعة تـلاف، خمسة آلاف، عشرة آلاف يا أخي، أربعمية مليون بني آدم! كارثة!

أشرف أبو اليزيد:

أنت لديك مليار مدرسة في الوطن العربي،  لماذا لا تشتري هذه المدارس تلك الإبداعات؟

زاهي وهبي:

تدرس هذه الإبداعات….

أشرف أبو اليزيد:

لماذا لا تُدَرَّس؟ هذا هو السؤال… يجب أن يدخل الإبداع المعاصر إلى المناهج. سيتغير هذا المشهد تماما.

زاهي وهبي:

إحنا دايما هيك بنقول بالعربي الدارج، بندب الصوت، نرمي الصوت يعني، بمعنى أنه على وزارات الثقافة، على وزارات التربية والتعليم العالي، يا أخي الموسيقى، الرسم، الشعر، المسرح، كل هذه يجب تكون مواد أساسية . مش انه ساعة، مثل ساعة الفراغ، أيامنا كان والله بعض الأساتذة يعتبرونها ساعة فراغ.

أشرف أبو اليزيد:

ويأخذ مدرس الرياضيات حصة الموسيقى لكي يعطي درسا في فروض الرياضيات. لأنها هي الضحية؛ حصة الموسيقى مثلا.

زاهي وهبي:

نحصد نحن النتائج! هذا التطرف     

أشرف أبو اليزيد:

هذا الجفاف …الجفاف  في الإنسانية، من أين يأتي الشاعر بمشاعره ويأتي الجمال والفن، أعتقد من شيوع المفردات، إذا غابت المفردات أنت تغيّب قيم إنسانية

زاهي وهبي:

عندنا سؤال باحب أكرره يعني هيك… من باب التأكيد على الأمر، في البعض يمكن بيسمعنا بيقول لك  : يا أخي في زمن الحروب، في زمن الفقر، في زمن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة… الهجرات، الشباب عبر البحار، شو بتحكولي هلا عن الشعر والرسم والموسيقى؟ أنتم عايشين بغير كوكب أكيد!

أشرف أبو اليزيد:

كيف يعيش جسم الإنسان إذا كان فقط عبارة عن شرايين وأوردة؟ لا بد أن يكون له وجه يبتسم، ويد تصافح، وذراعان تعانقان، الإنسان ليس آلة، نحن لا نتحدث عن آلات، وإلا استبدلت بنا الروبوتات.

زاهي وهبي:

وهي تستبدل على كل حال!

أشرف أبو اليزيد:

مثل الرواية الأخيرة… أعتقد أن هناك رواية تتحدث عن أن الناس تحولوا إلى إنسان آلي.

زاهي وهبي:

وأفلام، عندك ماتركس… وما شابه! حضرتك مواليد 13  ماس (آذار) وقرأت إنك على عكس الشائع تحب رقم 13،  لأنك مواليد 13؟

أشرف أبو اليزيد:

كل شيء في حياتي الآن ثلاثة عشر… حتى أنني أسكن في الطابق الثالث عشر، وكلمة السر ، بدون أن يعرف المشاهدون،

زاهي وهبي:

خليها بيني وبينك،

أشرف أبو اليزيد:

ثلاثة عشر، لا بد أن تكون هناك ثلاثة عشر! هذا جزء من أنك تحول السيء إلى فأل حسن، يعني السيءالذي اعتاد عليه الآخرون، لماذا لا يكون فأل حسن؟

زاهي وهبي:

ينجح الأمر؟

أشرف أبو اليزيد:

ينجح لأنك تؤمن به!كل شيء تؤمن به، سينجح!

زاهي وهبي:

بالزمانات الأديبة الكاتبة والشاعرة والروائية الكبيرة غادة السمان … تعرف اتخذت البوم شعار لها، تعرف بالشرق هناك تشاؤم ، بالغرب العكس، علامة تفاؤل، ولكن هي اتخذته وأصبح إشارة لها. … ماذا يبقى في ذاكرتك من البدايات، سواء المدرسة، الجامعة، القراءات  الأولى، المشاهدات الأولى، ماذا يبقى في ذاكرتك؟

أشرف أبو اليزيد:

تبقى تلك المشاهد الريفية أحيانا،  حينما كنا نزور الريف بجانب بنها، تبقى مشاهد الطفولة واللعب،  تبقى مشاهد القراءات الأولى حتى، كيف عرفت على القراءة، والمكتبات، وكانت  في أيام الطفولة لدينا مكتبة ضخمة جدا، جدا، مكتبة عامة، نذهب إليها ونقرأ ونستمتع  بالحياة فيها. حتى تلك تحولت، ولم تعد موجودة!

زاهي وهبي:

هل حضرتك عندك خشية من أن الكتاب الورقي يندثر؟ الورقي، مش بنحكي الكتاب بجهاز محمول.      

أشرف أبو اليزيد:

رغم أنني أقرأ هذا وذاك، لكن أعتقد أن الكتاب الورقي باق،  لأنه جزء من الحضارة، هو مرتبط ببقاء الحضارة. هذه الحضارة الورقية، لا زالت نتعرف على الإنسان من خلال وثائقه، والرواية والديوان هي نوع من الوثائق  الحية على الإبداع  وعلى وجود الإنسانية.

زاهي وهبي:

دايما أنا باقول إن الكتاب الورقي يُقرأ بالحواس الخمس، بتشم ريحته،        وتسمع حفيف الورق، إلى آخره يعني … شيء مختلف عن الكتاب الإلكتروني. لذلك ربما سيبقى. ولا يحتاج كهربا، وشاحن… وبطاريات

أشرف أبو اليزيد:

لا تنس البطاريات

زاهي وهبي:

لو خيرت أستاذي بين كل هذه الأشياء التي تزاولها كتابة، يعني النقد والترجمة والرواية والشعر … ماذا تختار، لو كان يعني ملزم أن تختار وسيلة تعبير واحدة؟

أشرف أبو اليزيد:

أعتقد هي الوسيلة التي افتقدتها طويلا

زاهي وهبي:

وهي؟

أشرف أبو اليزيد:

الرسم!

زاهي وهبي:

الرسم؟

أشرف أبو اليزيد:

أريدأن أتفرغ  للرسم

زاهي وهبي:

فيك لا يزال هذا الفنان التشكيلي المقموع والمكبوت

أشرف أبو اليزيد:

لا زال،   صحيح أنني أعوض في أن أرى بناتي يرسمن، ويعرضن، وكأنني أراني أتجسد فيهن.  ولكنني بالفعل لو قدر لي وقت أمارس فيه حياة لم أمارسها سيكون الرسم

زاهي وهبي:

حضرتك عندك أربع أبناء … خمس

أشرف أبو اليزيد:

نعم، أربعة

زاهي وهبي:

بتشوف نفسك  من خلالن؟ هذا سؤالي أنا عطفا على اللي اتفضلت فيه، نعوض أحيانا ما خسرناه، أو لم نستطع القيام به من خلال الأبناء؟

أشرف أبو اليزيد:

لأنها أحلام ممتدة، يعني إذا كانت لك أحلام انتهت عند مراحل معينة، فأنت أمامك أحلام لا تنتهي.

زاهي وهبي:

قلت إنك تأثرت بصلاح عبد الصبور وأمل دنقل … اليوم، من شعراؤك؟

أشرف أبو اليزيد:

يعني لا أريد أن أحدد أسماء، لأن ذلك سيغضب آخرين…

زاهي وهبي:

نحن نريد أن نغضب آخرين!

أشرف أبو اليزيد:

يعني أنا سئلت، مثلا، هذا الصباح في بيروت، من يكتب الشعر اليوم، وخاصة أننا لا نرى نساء يكتبن الشعر، فقلت لا، هناك الدكتورة فاطمة قنديل تكتب الشعر، غادة نبيل تكتب الشعر، إيمان مرسال تكتب الشعر…

زاهي وهبي:

فاطمة ناعوت…

أشرف أبو اليزيد:

ديمة محمود تكتب الشعر… إذن، أنت أمام كتيبة من الكاتبات، يكتبن الشعر،

زاهي وهبي:

اقترح علينا أسماء شاعرات نستضيفهن ببيت القصيد، ونحنا حاضرين… من مصر، وشعراء طبعا، أنا باعرف  من الشباب الجدد باعرف أسماء ، مصطفى إبراهيم ومايكل عادل، وحداد، حفيد…

أشرف أبو اليزيد:

وهناك أيضا عماد أبو غازي … عماد فؤاد أقصد،

زاهي وهبي:

عماد أبو غازي  … وزير الثقافة  الأسبق.

أشرف أبو اليزيد:

تعرف استدعاء الأسماء،

إنما ترشيح اسم  بعينه مثل الترشيح للمهرجانات. حينما عملنا في مجلة آسيا (ماجازين إن) عملنا ملفا عن شعراء فيسبوك، جمعت فيه ـ مثلا ـ حوالي ستين شاعرا من مصر..

زاهي وهبي:

من مصر؟

أشرف أبو اليزيد:

من مصر، وتخيل وكان من الفيسبوك، ينشرون قصائدهم على فيسبوك، فغضب الآخرون. فأنت ترشح ستين اسما، لكن ذلك لا يكفي يعني.

زاهي وهبي:

الله يعيننا على عداوة الكار! كما تسمى تنافس أبناء المهنة الواحدة. …. أستاذي  ، أستاذ أشرف أبو اليزيد، أنا سُعدت جدا بحضورك، وباحملك أحر التحيات إلى مصر وشعب مصر، ونتمنى لأم الدنيا أن تكون دائما بخير.

أشرف أبو اليزيد:

شكرًا لك أستاذ زاهي، أنا كنت الأسعد في هذا اللقاء، وتحياتي للبنان، وكل الأحبة في بيروت.

زاهي وهبي:

نورت، أهلا وسهلا، الشكر الأكبر لمشاهدينا في كل أنحاء العالم، نلتقيكم الأسبوع المقبل على خير، بإذن االله.

بيت القصيد صورة

(تم تسجيل الحلقة بين بيروت وشاطيء الدامور في لبنان، في الأسبوع الأخير من أغسطس (آب) 2019)

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات