السرقة الممنهجة للأفكار واختزال أعمال الآخرين

12:29 مساءً الخميس 12 مارس 2020
د. حسن حميدة

د. حسن حميدة

الدكتور حسن حميدة كاتب لأدب الأطفال واستشاري تغذية في المحافل العلمية الألمانية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
بقلم د. حسن حميدة - كاتب للأطفال والناشئة - ألمانيا

بقلم د. حسن حميدة – كاتب للأطفال والناشئة – ألمانيا

ككاتب للأطفال والناشئة، لا أريد هنا أن أفسح المجال أكثر لكي أتحدث عن أعمالي للصغار، ومنذ العام 1994 وحتى العام 2020، ولكني أكتفي بذكر مجموع القصص الكلية التي قمت بكتابتها حتى الآن، والتي بلغ عددها ولتاريخ هذا اليوم، ما ينؤ عن الألف قصة قصيرة. نشرت لي كثير من الأعمال في عدد من المجلات والصحف العالمية، التي لا يتسع المجال هنا ولا تلائم المناسبة للحديث عنها. ولكن لا يفوت علي ذكر الكتب التي نشرت حتى الآن من أعمالي باللغتين العربية والألمانية. أعمالي وقصصي أدركها جيدا، وأعرف محتواها كما يعرف الإنسان أفراد أسرته. ولذا لا يخفى علي شيء، إذا ما قرأت أو تمعنت نصوص تشبه أعمالي، أو ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها. كما لا يفوت علي أيضا، إذا ما تداخلت الأسماء والأحداث أو الأفكار والتفاصيل ذات الصلة بما كتبت، أو بما لا زلت أكتب من قصص. ليس أنا بمحل اللؤم أو لشتم الآخرين، ولكني أكتب هذا المقال مضطرا، كما يرى الإنسان عرضه يهتك أمامه، وهو ينتظر، ينظر، ويتمعن في الحدث.
ظللت أتابع هذا المخلوق الغريب، منتحل شخصية الأديب الأريب، والكاتب المتبحر في مجال الأطفال والتراث السوداني، وتتبعت عن كثب ما ينشره من مقالات. كانت تراودني بين الفينة والأخرى تشابه المحتوى، الأسماء والتسميات فيما كتبتُ من أعمال، وما قام هذا المخلوق بنشره حتى الآن.

تتبعت ما ينشره في صفحات سودانايل المرموقة، دون أن يلتفت لخلفه، ويرى بأنني ما زلت من كتاب سودانايل، التي تربطني بها صلة أكبر مما أكتبه أو أنشره من مقالات فيها. لقد أفلح هذا الشخص في تجويد صنعه للآخرين (الأخذ والخلط والتغليف ثم النشر)، والذي صار يرتشف بغل من معين ليس بمعينه، ويقدمه في أجمل الصور المغشوشة للقراء. لقد قلت لنفسي في بداية الأمر أنه لا يصح الظن في الآخرين، ولكني ظللت أراقب كيد هذا الشخص، الذي لم يكتف فقط بنشر أعمالي بعد أخذها وإستبدالها، والتي تسربت له بطريقة غير مباشرة (من لجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية للعام 2005)، جاعلا منها ملكية ذاتية. لم تساوم هذا الشخص نفسه فقط في أن يقوم بنشر بعض من أعمالي في كتب، بل ظل يطوف بها في الأسافير أيضا، ويضعها في صفحات التواصلة الإجتماعي.

من أعمال حسن حميدة المنشورة باللغتين العربية والفرنسية برسوم الفنان الدكتور حسن موسى

من أعمال دكتور حسن حميدة المنشورة باللغتين العربية والفرنسية برسوم الفنان الدكتور حسن موسى

هنا لا يخفي علي كصاحب أعمال أدبية وملكية فكرية مسجلة لكل قصة من القصص، وفي دور نشر ذات أسماء وعناوين معروفة، بأن الطريقة الإختزالية لهذا الشخص، ومنهاجه الإجرامي في إستخلاص محتوى القصص، لبناء مقومات قصص بديلة، يقوم بنشرها بطريقة فاشلة، لا يصدق المختزل المتمرس نفسه أمر نجاحها. الإستخلاص في أكثر قصة مسجلة بطريقة رسمية، لعمل قصة جديدة، مغشوشة ومغلفة، وهكذا دواليك. نجد هذا الشخص مختزلا أحيانا للأزمنة أو للأمكنة أو للشخصيات، وأحيانا أخرى لعناوين ولبيئة القصص، من أجل صوغ قصة أخرى مكشوفة مقومات ومحتوى. لقد أتى هذا المقال الغير لائق (لكنه يليق جدا بأمثال هذا المخلوق)، وهذا بعد أن طفح الكيل وزاد، وبلغ السيل الزبى. لا أدري ما يقصد من كل هذا، وما يفكر به في نشر مقالين متتاليين في كل يوم، لقصص لا يملكها (السرقة في وضح النهار، وعلى عينك يا تاجر). أهو إستخفاف أم إستبدادد بالملكية الفكرية للكاتب، أم هو إستنزاف أو تدمير لمباديء الأخلاق والأدب؟
وأي أدب هذا للأطفال والشباب؟ إذا صار الهم الأول والأخير للإنسان، أخذ أفكار الآخرين، ليجعل منها أفكار، يظن أنها تفيد الأطفال والشباب في شيء، وينشرها كيدا في صفحات لا يقرأها الأطفال. أنا أخشى، إذا عرف الأطفال والشباب مثل هذا المنهاج للعرض الرخيص لأدب يعنيهم، لعزفوا عن قراءة مثل هذا المعروض الخس، وباخس الثمن. أقول لهذا الشخص، وبشيء من الأخلاق والأدب: أنني لا أعرف اللؤم وقذف الآخرين بغير حق، ولكني أعرف جيدا كيف لي أن أحفظ وأحمي حقوق ملكيتي الفكرية في أعمالي الأدبية عن سواها. وهنا لا يفوت عليك يا أيها “العس” إذا كنت تظن أنك مخلوق ذكي وداهية، أتيت من كوكب آخر، أستفضلك بأن كل أعمالي الأدبية، وكل قصة قمت نفسي بكتابتها حتى الآن – نشرت أم لم تنشر، هي مسجلة برقم إيداع دولي مضمون. والقصص المختزلة من جانبك، أو التي قمت بنشرها حتى الآن في الكتب والأسافير وسبل التواصل الإجتماعي، مسجلة ومجدولة عندي بتاريخها ويومها – وأتمنى أن تظل ثابت ذات يوم.
كنت أقول لنفسي دوما: لا تظنن بالآخرين ظن السوء، وإن نفس الإنسان لأمارة بالسوء، ولكني رأيت في آخر قصتين منشورتين، الحقيقة المخفية، وبأنني كنت أظن الخير في الآخرين أكثر مما يلزم. وأقول لك: لا تنس أن هذه القصص التي تنشر فيها بالكم الهائل، وبطريقة عبثية، وإجرام مستتر، وكشف حال متبرج، كلها مسجلة بأرقام، وأي سرقة أو إختزال سوف يكون عليك غالي الثمن. وهنا بعض حقائق لك وثوابت عليك بين اليوم والبارحة، وحتى لا تظن بأننا من معشر البلهاء: القصة المنشورة قبل أسبوع: مسروقة العنوان، ومحرفة المحتوى بطريقة همجية، والقصة المنشورة هذا الأسبوع: مسروقة البيئة، ومستبدل فيها قمر بشمس، وقرد بولد بطريقة همجية. وأخيرا: إذا رأيت الأسد مغمض العينين، فلا تظنن أن الأسد نائم – ولا تلومن إلا نفسك بعد هذا اليوم.
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات