خالد السنديوني

الشاعر والروائي … ديوان العالم يغني ٢٠١٣
قصيدة للشاعر

خالد السنديوني

الروائي يُكافئه الله حتى على فشله فيهبه كتاباً سميكاً يُثير إعجاب الأصحاب والأقارب
أما الشاعر فيُعذِّبه الله رغم إعجابه بجرأته
فيُعطيه كتاباً نحيفاً مثيراً للشفقة
يصعب أن يستقرَّ في مكان على رفِّ المكتبة
الروائي يكتب كتاباً عن شجرة في فناء منزله
فيستعرض تاريخ العائلة وجغرافيا المدينة وقصص بناء السماء
ثم يُمضي بقيّة حياته سعيداً ينظر إليها
والشاعر من أجل أن يسأل شجرة وحيدة عن الاسم الذي تُطلقه على نفسها
يصعد جبلاً مقدّساً في عالم البلاهة فلا يعود
الروائي يتطلَّب عمله منضدة كبيرة بقوائم صلبة ومكتبة عامرة تمتدُّ من البهو إلى الشرفة والشاعر تكفيه منفضة سجائر
الروائي عادة ما يظهر في الصحف مبتسماً والشاعر يظهر في الصحف كئيباً قد أسند رأسه بيده
الروائي يتوقَّف في منتصف الرواية يتخيَّل اسمه في القائمة القصيرة للبوكر
ويتوقَّف قبل نهايتها لاوياً عنقها حتى يُحوِّلها إلى فيلم
والشاعر يتوقَّف في منتصف الديوان متمنِّياً لو كانت قصائده أغانيَ
وفي نهايته محاولاً قراءته بلغة أجنبية
الروائي يبحث عن الأسرار بين الناس
والشاعر يبحث عنها بعيداً عنهم
يتحوَّل الروائي إلى مخبر خاص يعمل لحساب نفسه
والشاعر ينتهي به الأمر كفنان تشكيلي بلا حقيبة كتف
الشاعر والروائي صديقان ليس لأنهما يُقدِّسان الصداقة
ولكن لأن الشاعر لا يُصادق شاعراً والروائي لا يُصادق روائياً
كما أنه تجمعهما صفات مشتركة مثل أنهما ضيفان ثقيلان على مقهى «البستان»
الاثنان يحبّان المشي ويقطعان على الأقدام مسافات طويلة
لكن السماء عندما تمطر تمطر فوق الأول على أنه حجر صلد
وتمطر فوق الثاني على أنه لوح زجاج مهشَّم ثم لا تسأل بعد ذلك عن مصيرهما؟ –

Tweet