الرئيس اللبناني إيمانويل ماكرون!

07:55 مساءً الإثنين 10 أغسطس 2020
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

2020-08-0708_57_13.111038-expobeyبعد التفجير المروع الذي فجر القلوب و الذكريات والعقول قبل بيوت بيروت العتيقة التي لم يهجرها بعدُ صوتُ فيروز؛ رغم ما مر بلبنان الأخضر الحلو من محن .. كان من تصدر الصورة عمليا وعلى الفور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي صرح أنه سيكون في لبنان خلال 48 ساعة لتقديم يد العون و المساعدة فيما بدا للجميع في بادئ الأمر أنه تضامن إنساني راق يتناسب مع شعارات الحرية و الإخاء و المساواة التي أطلقتها الثورة الفرنسية الدامية ..

 لبنان بنت فرنسا :

في العهود الاستعمارية الغابرة ( شكلا ) أطلق الفرنسيس مقولة ( لبنان بنت فرنسا ) وكان يحلو لهم أن يظهروا بمظهر حماة المسيحية والمسيحيين في لبنان خاصة الطائفة المارونية .. متجاهلين أن مسيحيي لبنان جلهم عرب أقحاح يمثلون روح الشام الكبير وقلبه النابض؛ خرج من بين ظهرانيهم كبار منظري القومية العربية منذ عهد الغساسنة لو كانوا يعلمون .. لا علينا!
كان خطأ ” ماكرون ” بالغ الجرأة إلى حد التَّماس مع الوقاحة؛ وهو أمر ليس غريبا عليه فقد كان يتحدث و كأنه رئيس الدولة اللبنانية ، ثم اتضح الأمر أكثر و هو يعد لبنان بمساعدته على النهوض من كبوته من خلال حزمة مساعدات فرنسية أوروبية (مشروطة ) إذ بدأ في إملاء شروطه ليتبين أنها حزمة إجراءات معدة سلفا و متفق عليها بين دول الإتحاد الأوروبي كما لو كان هؤلاء ” ينتظرون تفجيرا معد له سلفا ” .. ليبدأ    “ماكرون ” في ترتيب أوضاع لبنان وتقسيم المهام والأرزاق بدءا من نزع سلاح الميليشيات و تفكيك التنظيمات والمؤسسات .. و هو أمر لا يمكن تصوره بدون استخدام قوة غاشمة لا يملكها الجيش اللبناني بطبيعة الحال … فضلا عن كون الأمر ينذر بإندلاع حرب أهلية وإقليمية أيضا سيختلط فيها الحابل بالنابل ضمنهم المرتزقة وأمراء الحروب بالوكالة ..

ماكرونلكن ” ماكرون ” يعي ما يقول متجاهلا ما حدث للمارينز الأمريكي في سفارتهم في بيروت، و للفلسطينيين، و قوات الردع العربية، و الجيش الصهيوني .. و كافة القوى غير اللبنانية التي تدخلت في لبنان .. فبشرنا بسيطرة ألمانية على المطار و المرفأ، و فوجئنا بحديثه عن ” اليونيفيل ” ولم نكن نعرف أن ” اليونيفيل ” و هي قوات متعددة الجنسيات شكلت بقرارين أمميين هما القرارين ( 425 و  426 ) لسنة 1978 .. للفصل بين المتقاتلين في لبنان آنذاك ما زالت قائمة وتحت الطلب الأممي للكبار الجاثمين على الناتو ..
لكن لابد من الإشارة إلى أن كلمات ” ماكرون ” التي تتسم بقدر كبير من *الجليطة * المتماسة مع الوقاحة كان لها ما يبررها على مستوى المشهد الدولي و الإقليمي .. و هو حصار التمدد الروسي من قبل الغرب  .. فقد  ابتلع هذا التمدد شبه جزيرة ” القرم ” .. ثم اندفع بقوة ليحقق حلمه القيصري القديم بالحصول على قاعدتين في قلب ” المياه الدافئة ” هما    ( طرطوس و حميميم).
أما على مستوى المشهد المأساوي الداخلي في لبنان فقد كان لدى ” ماكرون ” تبرير ولو كان متواضعا إلى حد بعيد لكنه قد يكبر و يتعاظم مع مرور الأيام و تفاقم الوضع في لبنان ” الفاشل الذي ينتظر رصاصة الرحمة .. حسب تعبير الوزيرة اللبنانية ” .. فقد تمثل هذا المبرر المتواضع في ثلاثين ألف توقيع تطالب ( بعودة الإنتداب الفرنسي إلى لبنان  ) ارتفعت عند كتابة هذه السطور إلى ما يناهز ال 60 الف توقيع ” قابلة للزيادة ” .. لكن ” ماكرون ” *الجلياط رفض ذلك بلطف .. ليفرض السؤال نفسه بقوة ما الذي يجعل الشعب اللبناني العنيد ينزل إلى هذا الدرك .. حتى لو كان من فعل ذلك فئة قليلة لا تمثل سوى نفسها ؟

كيف نزلت فئة من الشعب إلى هذا الدرك ؟!
قد يكون في رائعة الشاعر العراقي العربي الكبير ” مظفر النواب ”      ” وتريات ليلية ” إجابة شافية إذ قال ( لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر .. فالجوع أبو الكفار .. مولاي أنا في صف الجوع الكافر .. مادام الصف الأخر يسجد من ثقل الأوزار .. و أعيذك أن تغضب مني .. أنت المطوي عليك جناحي في الأسحار ) .. و لم لا ؟! ألم يسجد الصف الأخر لثقل أوزار النهب و الفساد و الارتهان للقوى الخارجية التي يحاربون لها بالوكالة على أرض لبنان الجريح .. فكفرت فئة من الشعب بالوطن بعد أن جاعت للأمن والأمان قبل أن تجوع في بطونها و أموالها و أرزاقها ..

لم تكف أمراء الحرب في الصف الآخر سنوات الطائفية والحرب الأهلية والعمالة للصهيونية و قوى البغي في أربعة أركان الأرض ، لعقود طوال دفع لبنان و شعبه وما زال يدفع ثمن الحروب بالوكالة بين القوى الدولية والإقليمة، لعقود طوال كان لبنان محطة لكافة أجهزة المخابرات و التنظيمات الإرهابية .. لم يرحموا وداعته و ضعفه .. ، و لم يقدروا كرم ضيافته و حسن إستقباله لهم إذ منحهم الأمان و المأوى في ظلال أرزاته العتيقة و رعاية العذراء لهم و هي ترقب جحودهم من أعلى      ” حريصة ” .. و لم ترق قلوبهم و لو لبرهة لدموعها المتحدرة هي و طفلها منذ سكنا المغارة حتى اليوم .. لم ترق قلوب أبناء الأفاعي أحفاد الكهنة و الفرنسيين أبدا و كذا يفعلون ..

دلالات التفجير :
أيا كان ما حدث .. تفجيرا أم قصفا، فالكيان الصهيوني ليس بعيدا والصراع الطائفي أيضا، و الجميع يشتمّ رائحة الصراع المذهبي الشيعي السنّي بعد التغوّل الشيعي على المحاصصة التي نجمت عن (إتفاق الطائف) ومنطق ( لا غالب ولا مغلوب ) الذي حفظ ماء وجه الكافة مذهبيا و طائفيا في الواقع الفسيفسائي المعقد الذي هو سمة الدولة اللبنانية .. ، لكن  الكيان الصهيوني و إيران كان لهما رأي أخر تواطأت قوى دولية وإقليمية لا تضع في إعتبارها سوى مصالحها و لو احترق لبنان ..
لم يكن مكان أو زمان تفجير المخزن الذي إحتوى على المواد الخطرة منذ سنوات صدفة .. ، و لم تكن آثار التفجير التي أكلت قوت اللبنانين وقمحهم و أرزاقهم صدفة .. ولا كان تدمير قطاع هام من بيروت صدفة .. ، و من يعرف عراقة ورمزية الأشرفية و مار مخايل وحي الجميزة .. يدرك دلالة ما طالها من تدمير على عدة مستويات خاصة التاريخي والطائفي و يوقن أن هناك من يريد تأجيج الطائفية البغيضة و إقحام المكون المسيحي اللبناني بإختلاف مذاهبه في آتون الصراع من جديد عبر إحياء الثارات القديمة الجديدة التي غذّاها التعدي على إتّفاق الطائف خاصة مع تورط أطراف مسيحية في الشراكة مع الفئة الباغية خلال العقدين الماضيين بما يمثله ذلك الأمر من خلق لشقاق حتى بين أبناء الدين الواحد ..

سايكس بيكو الجديدة :
ما اصطلح على تسميته مؤخرا في أدبيات السياسة في المنطقة بسايكس بيكو الجديدة .. تم التحضير له و بدأت مراحله الأولى بالفعل منذ حماقة الغزو العراقي للكويت و ما إستتبع ذلك من أحداث أسفرت عن نموذج   ” ديموقراطي ” مشوه في العراق تنامى معه النفوذ الإيراني بالتوازي مع النفوذ التركي في المنطقة ليتم توظيفهما لمصلحة الكيان الصهيوني و حلمه التوسعي لإنشاء ما يسمى ( بإسرائيل الكبرى ) و الذي بدأت ملامحه في الإتضاح رويدا رويدا تكاملا مع ” سايكس بيكو الجديدة ” التي تستهدف المنطقة العربية من خليجها إلى محيطها حيث بدأت في قلب أقصى الشرق ” العراق ” كما ذكرنا آنفا .. ، ثم انتقلت غربا بعد تمهيد تكتيكي خبيث لإحداث حراك في الغرب يترتب عليه خلخلة الأوضاع في المنطقة بدأ من تونس فيما أطلق عليه مصطلح ” الربيع العربي ” الذي تسارع نموه السرطاني ليشمل المنطقة الوسطى المفصلية الرابطة بين الشرق العربي و مغربه في مصر لتتوالى توابع ذلك الزلزال غربا و شرقا في ليبيا و سوريا .. ، ثم تواصل ذات المخطط بتفاصيل مختلفة ليشمل اليمن .. ، و لولا ما يمكن وصفه بصحوة الإدراك المصري بمستوياته المختلفة و إيقاف عجلة ذلك المخطط من خلال إسقاط حكم الإخوان و طموحات تنظيمهم الدولي أحد أقوى تروس المخطط الكبير .. لما توقف هذا المخطط الجهنمي و لو بشكل مؤقت لإستعادة أنفاسه و الإنتقال لخطط بديلة حرص رعاته على إشعال الحريق من الشرق و إدخال تركيا و إيران على الخط بقوة ، و تأجيجه من الغرب من خلال الإطماع التركية الجنونية في ليبيا و شرق المتوسط ، و لا يمكن فصل تلك الأحداث عما حدث بالتوازي من تفجيرات غامضة  لمنشآت إستراتيجة في إيران .. ، و قصف صهيوني متكرر و مستمر لمواقع إستراتيجية في سورية .. إلى أن وصلت تلك الأحداث لذروتها و يمكن القول مجازا أنها توجت بتفجير مرفأ بيروت الذي ترتبت و ستترتب عليه أحداث دراماتيكية لن تشمل لبنان وحده بل ستمتد آثاره إلى كافة دول المنطقة شرقا و غربا ..
و لا يغرنكم صغر لبنان فهذا البلد الصغير قوة عظمى تأثيرها يفوق آلاف المرات ما يتصوره البعض .. إذ أنه وجدان هذا العالم العربي المستهدف و قلب تجارته و إقتصاده .. و إمتداده الحضاري في ” قرطاجنة ” حيث تونس الحالية لا يزال قائما .. وحيث أوجه الشبه المتعددة قريبة جدا من الدور اللبناني و تأثيرها مغاربيا يتشابه إلى حد بعيد مع الدور اللبناني .. ، و من ثم يكمن خطر الوجود التركي والميليشيات الإرهابية في الغرب الليبي على تخوم تونس مفتاح المغرب الكبير .. وما يحدث في الغرب الليبي و شرق المتوسط من تصعيد بالتوازي مع أحداث لبنان جد خطير و يمكن أن ينعكس سلبيا على الأوضاع المغاربية حيث توجد هناك الكثير من أوجه التشابه مع الواقع اللبناني .. والتأثير و التأثر قد يكون أسرع و أكبر مما يتوقعه البعض ..

خلاصة القول أن عصابة الكبار التي تحكم العالم اليوم  – كلها دون استثناء – لا تعرف شيئا اسمه القلب أو العاطفة أو الضمير .. و المحرك الوحيد لها هو مصالحها ونصيبها من الكعكة العربية .. وقد يختلفون أو حتى يتقاتلون ” بالوكالة ” على الأنصبة، لكنهم جميعا يتفقون على أكل تراث العرب البؤساء يتساوى في ذلك ” ماكرون ” ممثل مصالح الحلف الغربي .. مع ” بوتين ” ممثل الحلف الروسي الصيني و توابعه ، وجميعهم لا يتورعون عن إظهار وجوههم القبيحة مع أول مصلحة تلوح لهم في الأفق ، و لا أحد من العرب بمنأى عن الخطر و جميعهم في وضع لا يحسدون عليه .. فالعربية السعودية بثقلها المادي و الروحي في وضع حرج فإيران و تركيا يتلمظون لها و الدويلة القطرية لا تكف عن لعب دورها الوظيفي التآمري عليها و على من تبقى سليما نسبيا من العرب مع السعودية و هما الجزائر و مصر فهؤلاء الثلاثة هم من تبقى من القوى العربية الكبرى .. أما من تبقى من العرب فليسوا سوى الجرحى أو المنكفئون على أنفسهم .. و لن ينفع جميع العرب الأقوياء قبل الأقل قوة سوى إصطفاف الفرصة الأخيرة قبل فوات الأوان فما حدث في لبنان يمكن وصفه بالإنذار الأخير قبل الضياع ..
و الإصطفاف مع مصر القوية ( حتى الآن ) و وراءها تفرضه الضرورة المنطقية دون أية حسابات ضيقة .. ففي واقع الأمر و حقيقته ( عمليا ) .. مصر تقف وحيدة خاصة وأن حسابات حلفائها ” الفردية ” كثيرا ما كانت حافلة بالأخطاء التي كانت تزيد من تعقيد الأوضاع .. ، و الصديق المؤقت أحيانا ” ماكرون ” ليس أهلا للثقة لا هو ولا غيره .. ، ومازلنا نتذكر أنه بالأمس القريب وخلال معاناته من أصحاب السترات الصفراء قد حاول أن يمتطي كذبا خلال زيارته لمصر صهوة حقوق الإنسان ..  ذلك الإدعاء الغربي الأشبه ”  بحصان طرواده ” .. لذا فمن الحصافة و من عزم الأمور أن لا ننسى نيرانه الصديقة التي عاد ليطلقها في لبنان معتديا ومتعديا على حق رئيسها حتى لو اختلفنا معه ورفضه شعبه الذي وصل الأمر بقلة منه أن يرتكبوا حماقة طلب عودة الإستعمار بسبب كفرهم برئيس لبنان الحقيقي الذي أوصلهم إلى هذا الدرك .. ، و يظل اسم الرئيس اللبناني ” ميشيل عون ” لا ” مانويل ماكرون ” الذي لابد وأن يعلم أننا لن نصطف إلا مع الوطن الصغير و الكبير .. فنحن فقط من يحب لبنان دون مصلحة أو غرض و قبل و بعد تويتر و مستخدميه و من لف لفهم ..
تحيا مصر والوطن الكبير .. و بحبك يا لبنان 

……………….
– بعد الإنتهاء من كتابة تلك السطور . .. تسارعت الأحداث فيما يخص لبنان .. وأعلن  “إيمانويل ماكرون ” عن حزمة من العقوبات و الإجراءات ضمنها تجميد أرصدة مسئولين لبنانيين ، و منعهم من الحصول على تأشيرات دخول لأوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية ، بالإضافة للتلويح بملاحقات قانونية دولية ، فضلا عن إجراءات تخص توزيع المساعدات المخصصة للبنان ..

و هذا كله للوهلة الأولى يبدو جيدا و عادلا و منصفا ، لكن لو دققنا النظر قليلا لوجدناها عقوبات وإجراءات تمثل تدخلا بغيضا و تمس السيادة الوطنية وتفرض الوصاية على لبنان وشعوب ودول المنطقة ، و قد فعلوها من قبل في العراق وسوريا … إلخ على سبيل المثال لا الحصر ..

هذا العالم الذي يطلق على نفسه كذبا وبهتانا ”  العالم الحر ” .. هو من يقاتل (الإخوان، و القاعدة ، و الدواعش  ) ومن لف لفهم في بعض الأماكن .. ، و يتعاون معهم ويفرض وجودهم في مناطق أخرى .. ، و هؤلاء أنفسهم هم من يشمل تلك الجماعات الإجرامية بالرعاية لفرض أنظمة حكمهم ” الثيوقراطية ” البشعة و يدافع عما يزعمون أنه شرعية وجودهم .. ، فهذا ” الموديل ” لابد من دعمه لتبرير وجود كيان عنصري فاشي قائم على أساس ديني يدعونه “إسرائيل ” ..
فهل الذي انحدر بنا إلى هذا الدرك هو مؤامرة الغرب؟ أم بعض الحكام الفاسدين الذين خانوا الأمانة و ربما جاءت بهم ديموقراطية الناتو الأكذوبة ثم إنقلبوا عليها ؟ ..
الحق أقول لكم أن الشعوب التي تمكن من عقولها الجهل و الخرافة و عدم الصبر على مواجهات طويلة مع مؤامرات الخارج و مخادعي الداخل هي المسئولة فلعنة الله علينا في الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى .. إلى أن ندرك و نتعلم من الإستعمار القادم حتما .. ، أن أول الطريق هو العلم و تحرير العقول و لا شئ غير ذلك ..
الشعوب التي لا تدرك قيمة علمائها و لا تحترم رموزها جديرة بدركات الذل و المهانة ، ومادام بين ظهرانينا من يسبون “ابن رشد ” الذي لم ينهض الغرب إلا بفضله ، ومن يتهمون أصحاب المشاريع الوطنية ( الفاشل منها قبل الناجح ) بكل نقيصة و بهتان .. فلن نفلح أبدا ..
هل يجرؤ ” ماكرون ” على مهاجمة ” نابليون بونابرت ” الذي مات منفيا فاشلا مهزوما .. لو فعلها .. لوضع الفرنسيون رأسه تحت المقصلة دون تردد

 الآن على وجه التحديد يجلس ” ترامب ” وزعماء الغرب خلف الشاشات في مكاتبهم يراقبون بلادكم وزعمائكم و يتخذون القرار لكم في شئونكم بكل صلف .. ، والآن أيضا يتهم ” ماكرون ” زعماء الأحزاب اللبنانية باللصوصية و تلقّي الرشاوى .. و يتوعدهم بالعقاب ..
فيما يجلس محلل لبناني لينظر في إحدى الفضائيات مؤكدا أن ” ماكرون ” (  لا يستطيع تجاوز الدستور اللبناني .. و إلا يعد ذلك تدخلا غير مقبول ) .. أي عار وأي غباء و كيف يظن هؤلاء أنهم مازالوا يستبلهون الناس ؟!!!!!!!  سوف أصون لساني وقلمي عن تعبيرات بذيئة و نابية ضاقت عباراتها عن وصف هؤلاء ..

* الجليطة ومفردها جلياط : هي مزيج من الجلافة والوقاحة و قلة الذوق الخشنة

2 Responses to الرئيس اللبناني إيمانويل ماكرون!

  1. هاجر الحيدري رد

    11 أغسطس, 2020 at 12:11 ص

    أستاذ خالد، شكرا جزيلا على التفضل بمشاركة هذا التحليل الشافي والضافي. لقد دفع الجهل واليأس بالمواطن العربي إلى “إنتظار العسل من الفرززو الأجنبي”. وفي المحصلة، لن ينجو العالم العربي إلا بصحوة ثقافية حقيقية، تليها ثورة علمية وصناعية محلية، لتعبد الطريق أمام حركة سياسية عميقة تقودها نخبة وطنية ديمقراطية مسنودة جماهيريا وتتوفر على الكفاءة ونظافة اليد والولاء للوطن. ولكن هذا المراد يبقى بعيد المنال في أمة معدل القراءة فيها للفرد الواحد لا يتجاوز بعيض صفحات في السنة.
    دام قلمك حرا وكلمتك بليغة.
    مودتي وإحترامي أستاذ.

  2. سعيدة الزغبي خالد

    Khaled soliman رد

    11 أغسطس, 2020 at 7:46 م

    أستاذة هاجر أولا لك مني حزيل الشكر و العرفان على تعليقك الجاد المحترم و هو ما يحدوني أن أكون عند حسن ظن القراء ائما ، و ثانيا أتضامن معك في رؤيتك لواقعنا العربي المعيش ..
    و أجدد شكري على إطراء أرجو أستحقه

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات