رشا حسين الكاتبة المتحمِّسة للكلمة والحياة … “اللهم الحب والسلام للإنسان والعالم”

03:11 مساءً الثلاثاء 8 ديسمبر 2020
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بيروت -اسماعيل فقيه :
كاتبة مندفعة بمحبة نحو الكتابة. رشا حسين صبيّة على درب المعرفة والعلم والابداع ، ترى الشعر هو المخلِّص للعالم من شوائبه الكثيرة. سألتها عن سر حيوتها في الكتابة والابداع ، فكان معها هذا الحوار.
نبدأ بسؤال تعارف.. من هي رشا الانسانه والكاتبة؟

رشا الانسانة كانت تبحث في دفاتر الأيام.. في الأحلام والطموحات.. في الخيال الذي يجعلها دائما تحلق وتعلو وتهبط في آفاق رحبة.. في عالمها الذي استطاعت ان تجعله ملاذها الآمن مما يضيرها… كانت ولا زالت تبحث عن رشا الشاعرة وكأنها هي المخلص.. المنتظر… لحظة مخاض مقدسة.. الشعر بالنسبة لي له قدسية ودرجة قداسة.. أحبه واحترمه واحترم كل من يملك ناصية الحرف.. ويبحث عن نفسه في شعره وشعره في الكون وفي الآخر.. ليحي قيمة الحق والخير والجمال..

كيف بدأت علاقتك بالكتابة؟

بدأت علاقتي بالشعر منذ ذلك اليوم الذي قرر فيه جدي الشاعر شاكر الكيلاني ان يقلدني أمانة الكلمة وسر الإلهام.. طفلة في الخامسة ينادي عليها جدها ليحفظها هذه الأبيات التي ربما كتبها لها او كأنه عهد بينه وبينها..
احفظي هذه الأبيات لتلقيها في إذاعة المدرسة..
انا الفتاة المسلمة.. انا بنت دين القيمة
خلقي ومنهج أسرتي.. آي الكتاب المحكمة.
أنا إن سئلت هويتي.. قلت الفتاة المسلمة
وإذا انتميت عقيدة.. قلت الفتاة المسلمة
فزينب بنت النبي.. في مصر تاج العاصمة
منطوقة قدسية.. من الشموس الدائمة.
وقد كان.. ومع اول تصفيق من مدرستي.. هبت بداخلي عاصفة من تساؤلات.. ورغبة في الظهور واقبالا على القراءة وحباً للعلم.. تلك السعادة وذلك الانقباض وتلك النشوى.. وذاك الاغتراب.. الحب والخوف والجرأة والصمت.. اختلاج المشاعر.. تناقضات الحس.. تلك الربكة الأولى التي تجعلك تخلص نفسك وتعتقها لتكتب.. اي شئ.. المهم انك تكتب وتلك هي البداية..

هل أنت شاعرة ام مترجمة ام أدبية متنوعة وكيف؟

فكرة التنوع في حد ذاتها هي فكرة خلق وإبداع الكون.. هي تلك القداسة التي تجعلك دائما تسبح بعظمة الخالق سبحانه جل جلاله… انا اعشق التنوع واعتبره توأم الإبداع.. لا احب ان احصر نفسي في قالب واحد لأني شخصياً يدركني الملل سريعا ولا أريد للقارئ ان يصاب بذلك.. تحسست كل الأنواع الأدبية.. من شعر فصيح.. شعر عامية او زجل… رواية الف ليلة وليلة.. مسرحية شعرية.. فوازير ست الستات.. غناوي المسحراتي.. لم أخاف من مقارنة بيني وبين الكبار.. كتبت غناوي المسحراتي ولم اهاب المقارنة والشاعر الكبير استاذي فؤاد حداد ولم أهاب الشاعر الكبير استاذي صلاح عبد الصبور وكتبت المسرح الشعري ولم أهاب الاستاذ الكبير سيد حجاب والأستاذ الكبير عبد السلام أمين وكتبت الفوازير.. ليس في الأدب آلهة.. بل لابد للشباب ان يكسروا إله الخوف الذي يستعبدهم.. لذلك جاءت كتاباتي متنوعة..

تميلين إلى إلقاء الشعر أكثر من كتابته.. لماذا ؟

أميل إلى إلقاء الشعر هههه.. كيف عرفت هذا السر؟ ام هو الحس الصحفي استاذ اسماعيل.. نعم أميل وأعشق الالقاء لأني أحب كل فنون الأداء.. التمثيل والخطابة والشعر.. أحيانا أضع لنفسي وقفات درامية في شعري حتى أرضي ذلك الهاجس بداخلي الذي يعشق التمثيل.. بداخلي ممثلة مسرح لا يعرفها احد.. اعشق المسرح القديم ومدرسة المسرح القديم القائمة على الانفعالات ولغة العيون والجسد وقوة الصوت.. ولا احب مطلقا تلك المدرسة الحديثة القائمة على الفطرية والتحدث بلا مبالغة.. انا اعشق الرقي والمبالغة لان الفنان خلق ليتميز عن الآخرين..

هل من طقوس معينة تعتمدينها في الكتابة؟
الطقوس.. كم هي جميلة هذه الكلمة وكم هو بديع انتقاءك للالفاظ.. الطقوس دائما تأتي في المعابد والأماكن المقدسة.. كذلك هو الشعر.. ذلك المخلوق من نور ونار.. هو امتزاج بين ضدين.. الطقوس تكون بالمحافظة على نقاء نفسي ورقة شعوري وهذا التصالح والتسامي الذي يصل احيانا لدرجة المثالية.. لا استطيع الكتابة وانا ارتكب شيئا سيئا.. لا استطيع الكتابة وانا لا اتمنى الخير للجميع وبل واشارك في عمل خير.. حينها أحس ان الشعر هو تلك المكافأة.. هو الجائزة.. لذلك أجد ان اميل إلى الافلاطونية واليوتوبيا…

ماذا يعني لك الحب؟

الحب يعني لي.. نقطة ومن اول السطر.. الحب ينسيك كل ما تعلمته من تجارب عاطفيه وكل ما مررت به من قبل.. عيون لامعة وقلب نابض بالحياة.. الحب هو روح الشعر واسطورته الخالدة.. ولكن الأهم من الحب هو معرفتك كيف تحب.. تلك هي موهبتك.. الحب رقي وقداسة..بالنسبة لي الحب غير المشروط.. الحب العذري هو أجمل أنواع الحب..

هل تكتبين للرجل.. ولماذا ؟
نعم اكتب للرجل.. ولكن لو كتبت له سأنتصر لقضايا المرأة في أغلب الأحيان لأن قضايا المرأة لابد أن تكون في أولويات المرأة المبدعة.. فهي صوت بنات جنسها.. سأكتب له لنصحه وزجره اذا حاد عن جادة الصواب نحوها ولكني لست مثل من سبقوني مثل سيمون دي بوفوار مثلا.. لن انتهج ذاك النهج.. بل سيراني أخته او صديقته التي تريد له الحياة الهادئة في ظل امرأة تعشقه..

ماذا تخبرينا عن جيلك الشعري؟

ان جيلي من الشعراء يعيشون ازهى عصور الأدب.. حيث كنا نتمنى جسرا لنعبر للكبار.. ليستمعوا لنا.. فكنا اكثر حظا من عفريت الجن.. حيث قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به.. ففي عصر الفضاءات والانترنت استطعنا أن نمرر تجاربنا الشعرية ونخطوا بها في لمح البصر لكل العالم.. لجميع المبدعين.. استفدنا كثيرا جدا من هذا العالم الرقمي.. اذن لم يبقى لنا سوى أن نكون جادين في إبداعنا.. نبغي من وراءه المقصد والهدف والرسالة.. جيل محظوظ….

رشا امرأة حزينة ام سعيدة.. لماذا ؟
رشا سعيدة بكونها امرأة.. بكونها شاعرة.. بكونها محبوبة الحمد لله من أساتذتها الكبار وزميلاتها ومتابعيها… سعيدة بكل نعمة وهبني الله اياها.. سعيدة بكل لحظة أتم الله علي وعلى بلادنا العربية الأمن والسلام.. ما يحزنني هو أن أرى الحزن حولي.. ولا أستطيع المساعدة.. إن ما يحزنني هو العجز.. فالقلب يموت بسيف العجز.. اتمنى السعادة لكل الناس لأسعد لهم.. ونحن مقبلين على العام الجديد اللهم الحب والسلام والأمان لكل العالم..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات