الشاعر مردوك الشامي وصل بيروت “كلاسيكيًّا”: ” سوريا مسقط الرأس .. وبيروت مسقط الشعر”

08:45 صباحًا السبت 9 يناير 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الشاعر السوري مردوك الشامي

بيروت-اسماعيل فقيه:

الشاعر والكاتب اسماعيل فقيه، بيروت

الشاعر السوري مردوك الشامي، يكتب الشعر والنقد والقصة، وله تجارب متنوعة في الكتابة الشعرية . بدأ بالكتابة الكلاسيكية ، ولم يكتف بذلك، ذهب مع الشعر في كل تحولاته، فكتب التفعيلة والنثر الحر، وبلغت به القصيدة مسافات في اللغة، فكتب أيضاً بالمحكية اللبنانية وبأغلب المحكيات الناطقة بالعربية. أصدر العديد من الكتب ، وليس اخرها “كرسي اعترافي” ، جمع فيه ثمرة أحاسيس جديدة انتابته في مراحل من حياته. ويتحدث هنا عن جديد تجاربه في الكتابة والحياة والحب، فماذا يقول؟

ـــــــــــــ كيف تعرفنا على نفسك كشاعر، هل تبدل أو تغير تعريفك لنفسك مع تبدل الزمن والحياة؟

مردوك الشامي ، اسم اخترته بديلا لموفق المختار ، الاسم الذي أطلقه علي والداي ، حين قبل سنوات هربت من العاصفة إلى بيروت ملتجئا إلى فضاءات حريتها بعيدا عن الأقفاص والمقصات.. كائن أعتبره بشريا إلى حد كبير ، إنسانيا إلى حد أكبر ،اقترف الشعر منذ أكثر من أربعين عاما وفاز بالكثير من البؤس والألق والقلق في آن. لم يتغير شيء ، سوى أنني خسرت طفولتي أكثر ، انمحيت أمام هجمة الحياة اكثر ، انحنيت وأحيانا انكسرت ، سقطت كثيرا في واقع الحياة المعيوش ، لكن قصيدتي ظلت واقفة.

ـــــــــــــ ونفس السؤال عن الشعر والقصيدة، هل للشعر تفسير أخير؟

ما بين مسقط الرأس في سورية ، ومسقط الشعر في بيروت ، تغيرات كثيرة ، وتحولات في بوصلة الشعر ، وصلت بيروت كلاسيكيا ، فجنحت أواخر الثمانينات إلى قصيدة النثر ، ثم إلى التفعيلة ، واليوم أكتب في كل الأشكال الشعرية ، وأكتب المحكيات العربية بأنواعها واختلافاتها .. الشعر قماشته من روح وضوء ، ما عدت أهتم بتصنيفه ، لأنه خارج التوصيف والتصنيف. وكثيرا ما أعتبر الشعر أكبر من اللغة ذاتها ، لأنه ثمة حالات شعرية في الحياة تعجز اللغة عن كتابتها ، أي لغة قادرة على تدوين العطر والضوء وزقزقة العصفور ، وكل تلك الأشياء شعرية بلا حدود.

ــــــــــــ لماذا اخترت الشعر للكتابة والتعبير؟

كما لا يختار الإنسان لون بشرته عينيه ، لا يختار وسيلته في التعبير ، الشعر اختارني ،ربما لامس في أعماقي شغفا إلى الموسقة والنشيد ، ربما تلاءمت إيقاعاته مع ايقاعات روحي الكثيرة الاضطراب .. ومع ذلك أتقن جيدا الكتابة بكل تصانيفها من نقد ومسرح وقصة ورواية وأغنيات. ـ

ـــــــــــــ وماذا عن جديدك بالشعر، ماذا قدمت من كتب جديدة ولماذا؟

بعد عدة مجموعات بدأتها سنة 1990 بأسئلة ساذجة صدرت في بيروت ، ليليها فضاء آخر ، وضوء نائم ، والرغيف والراهبة ، صدر لي مؤخرا عن دار ناريمان للنشر والتوزيع في لبنان ، مجموعة جديدة بعنوان ” كرسي اعترافي” ، قبلها كتبت في المسرح الشعري أعمالا قدمت ما بين دار الأوبرا في القاهرة ، وقصر الأونيسكو في بيروت ، في بابل ، الأردن دمشق ، أعمال مسرحية غنائية ، حققت الكثير من الانتشار ، وبلغ عددها 4 أعمال.

ــــــــــــــ ما دافعك اليوم للكتابة، ما الذي يحرضك لتكتب في هذا الزمن القاسي؟

ألا تكفي قسوة الزمن لتكون المحرض الأكبر ، ألا يكفي كل هذا الموت المجاني في بلدي ، وفي بلاد العرب والعالم ، ألا يكفي انتصار الليل على النهارات ، انتصار القبح على الجمال ، يا صديقي كنا نكتب لأسباب واهية قبل سنوات ، اليوم نعيش في حقل ألغام ، تحت كل خطوة وعد بانفجار، ووراء كل جدار دبابة ، وفوق كل شرفة قناص يفترس الوردة ويفترش الحريق.

ـــــــــــ متى تكتب الشعر وغير الشعر، هل تعيش طقوسا في الكتابة؟

لا وقت محدد لاختيار ما أكتب ، حين يندفع السيل ، لايختار الطريق والطريقة ، هو يبعثر كل شيء في طريقه ، ويختار المسارب والمصبات ، وطقوس الكتابة مسألة لا أؤمن بها ، أنا أكتب في الصمت وأكتب في الضجيج ، أكتب في غرفتي وعلى مكتبي وأكتب في الشارع ، أنا مدمن كتابة ، أحيانا أكتب في ليلة واحدة 10 قصائد ، وأكتب في نهار واحد أكثر من نص نقدي ، يحزنني أنني غادرت الورق إلى الكيبورد، لكنه وسيلة أعتبرها سهلت علينا الكثير من التعب ، ووفرت الحبر.

ـــــــــــــ هل دنوت من الحب في قصيدتك، كيف؟

دائما في البدايات نبدأ مع الحب ، ودائما في كل زمن نعيشه حب جديد ، وعشق مختلف ، الكتابة في الغزل ، وفي الحب كتابة شغف ووجدان ، ولي قيد الطبع مجموعة كاملة تحتوي على حب ، مجرد حب.

ــــــــــــ المرأة هل هي الجمال الكافي لجوهرة القصيدة والحياة؟

دائما يبالغ الشعراء بجعلها كذلك ، بتوصيفها أنها الجوهرة والوطن والحياة ، هي كائن كما كل الكائنات ، قد تكون معمرة ، وقد تكون مدمرة ، عشت تجارب كثيرة مع النساء ، تجارب عشق وحب وصداقات بلا حدود ، ودائما كلما اعتقدت أنني وصلت إلى النهايات مع امرأة تمتلك محبرتي وقلبي ، أفاجأ بها تكسر الاثنين معا . قدر الرجل أن تخرجه حواء دائما من أي فردوس يكون فيه.

ــــــــــــ ما هو أساس الجمال في الحياة؟

الجمال أمر نسبي تماما ، ما أراه جميلا ، قد لا تراه كذلك ، أساس الجمال برأيي أن يعنيني شخصيا ، أن يجعل قلبي يتجمر وقلمي يتوهج ، وهذا تقدر عليه فراشة ، أو ساقية ، أو حتى نخلة تشق الكثبان لتسند السقوف العاليات.

ــــــــــــــ ما الذي قلته حتى الآن في كتاباتك، وهل ما زال نبع الشعر والتعبير في تدفقه، أو أن العمر له موانعه؟

لم أترك شيئا لم أقله ، ولم أقل شيئا إلا ودفعت ثمنه لمرات ، قلت الحرية وقُصت أجنحتي ، وقلت الوقوف في وجه الطغاة ، وقلموا أظافري ، وقلت الحقل والنهر والمحيطات ، وقلت المرأة والأم والطفولة ، في الشعر لا سلطان عليك، فقل ما تريد ، ولا أظن الينبوع ينضب ، لكل مرحلة نضجها وشعرها وقضاياها

One Response to الشاعر مردوك الشامي وصل بيروت “كلاسيكيًّا”: ” سوريا مسقط الرأس .. وبيروت مسقط الشعر”

  1. محمد درويش رد

    9 يناير, 2021 at 1:46 م

    شاعر مختلف مميز متألق هو اسماعيل فقيه يحاور الشاعر مردوك الشامي المليء بالحب والعاطفة الصادقة والاحساس المرهف .من هنا كنا مع اجمل لقاء غني بالثقافة والاحاسيس والمشاعر والشعر أيضا سيد الموقف .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات