الفنانة التشكيلية المغربية حسناء نجيمة بلدتها الهادئة مسقط لوحتها وألوانها.. وشغفها بالحياة والإنسان

10:12 صباحًا الأحد 10 يناير 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حسناء نجيمة

بيروت ــ إسماعيل فقيه :

الشاعر والكاتب اسماعيل فقيه، بيروت

الفنانة التشكيلية المغربية، حسناء نجيمة، امرأة تعيش الفن وتجسده باللون والصورة. عصامية بالفن. لا دراسة ولا تكوين بهذا المجال، فنانة بالفطرة ــ حسب ما تقول ـــ “اكتشفت نفسي بتميزي وتأثري الشديد ببلدتي الصغيرة الهادئة التي ترعرعت فيها ،هوليود المغرب مدينة (ورززات ) تأثرت بطبيعتها المتناقضة والقائمة بين الجبال والطبيعة الخضراء و في عمق الصحراء. مدينة لم تنتج فقط افلاما سينمائية لكنها أنتجت أيضاً حساً فنيا مرهفا وفنانين” .

تقول حسناء عن بداياتها مع الفن الذي رفعها الى مرتبة (المعالجة النفسية) بالفن :

“عشقت الفن بشكل جنوني ، بصخب عارم، الفن بالنسبة لي هو عبارة عن غريزة تشكيلية.حركة شاعرة،استطعت بغرضها وبفعلها الاستجابة للحاجة والى المتعة او اللذة، لذة الحواس ومتعة الخيال… حاولت تجسيد شكل التعب، فجعلت تعبيري عن الالم والفرح كل حالاتي الوجدانية التي تمر بي وتشدني الى النشاط الابداعي . نقلتها عبر نغمات من الخطوط والحركات والالوان. بدايتي مع الفنون كانت من خلال مشاركاتي بالأنشطة المدرسية في المرحلة الابتدائية ،وكنت دائما وبدون منازع احتل المرتبة الاولى بكل مباريات الرسم. استمرت مشاركاتي حتى انهيت دراستي في مرحلة الثانوية “…

أضافت قائلة :

“كان اول داعم لي ماديا ومعنويا اخي الاكبر الفنان التشكيلي نجيمة كريم فقد شجعني كثيرا مما جعلني اتشبت بهوايتي. وتأثري بفنه بحيث كان بمثابة والدي وموجهي. كذلك كان هاويا لفن التصوير الفوتوغرافي و كنت اختار صوره التي يلتقطها من مناظر الطبيعة المبهرة و أطبقها بالرسم “.


من أعمالها الفنية

وتشرح حسناء مسار تطورها الفني ،وتقول :

” كلما انتقلت من مرحلة الى مرحلة في حياتي، كلما تطورت موهبتي وتشبثي وعشقي الشديد للفن. و قد حظيت بأول معرض فردي في سن السادسة عشر، و كنت أول فنانة تشكيلية أنثى تعرض أعمالها في هذه المدينة السينمائية الهادئة مع حضور قوي لشخصيات معروفة ولها وزن في بلادي، مما زاد من تشجيعي على الاستمرارية والابداع وتكوين جمعيات فنية وتنظيم انشطة فنية والانهماك بأعمال الديكور في أستوديوهات سينمائية مع منتجي افلام… بعد ذلك انتقلت الى مدينة اكادير لإتمام دراستي، بمعهد التمريض، رغبة من والدي”.

من أعمالها الفنية

بعدما انتقلت الى مرحلة أخرى ساهمت ببلورة مسارها الفني :

” أكملت دراستي وانهيت مراحلها بتفوق ،ولكن بعد انتهائي من دراستي ، وجدت نفسي في عالم صاخب يضج بكل قلق وحيرة،حيث برز التناقض بين موهبتي ووظيفتي كممرضة، فلم استطع التأقلم بوظيفتي في وسط مجتمع كله ألم ودماء”.

تقول حسناء :

” كنت كلما انهيت عملي في غرفة العمليات في المشفى،كنت أعيش دوامة القلق، فألجأ الى التعبير عن ألمي، وذلك بالرسم والألوان. كنت أرسم ما تراه عيني من عذاب لدى الآخرين. بالرسم عبرت جلياً بما رأت عيناي وإحساسي. لذلك تجد لوحاتي في تلك الفترة فقط باللون الاحمر، وكلها ألوان كأبة ومرض. كانت تحزنني وتؤلمني. كان صعب عليّ الاستمرار في هذا المجال، وكان صعب ترك المجال من الناحية الانسانية ، فاستمريت بمساعدة المرضى. وهذه مرحلة هامة في حياتي، مرحلة بلورة اللوحة الهادفة والناطقة بالألم والحب”.

تعترف حسناء أن ،”الفنان طبعا مخلوق أرضي يعيش في بيئة جمالية وبصبغة اجتماعية خاصة ويستجيب لطائفة من المنبهات الفنية المعينة ويتأثر بمجموعة من التيارات بحيث لو تغيرت بيئته الاجتماعية يترتب على هذا التغيير انقلاب هائل في انتاجه الفني وفي تعابيره الفنية .وبالنسبة لي وجدت الحل الوسط بين التمريض والفن ، وهو مادة العلاج بالألوان ، بعد فترة من التكوين والدراسة بفرنسا… رجعت للاشتغال والعمل بالمغرب في مستشفى الامراض النفسية والعقلية فقط ، وكان دوري تقديم العلاج بالفن للمرضى، والحمدلله نجحت بمهمتي هذه،وفقني الله ودراستي، توفقت في هذا المجال واحببته كثيرا”.

أنجزت حسناء أمنية كبيرة راودتها باكراً من عمرها :

” بعد فترة العمل والدراسة،أنشأت (غاليري) خاص بأعمالي وفي نفس الوقت، جعلته منبراً لمساعدة المرضى النفسيين والمعوقين والاطفال ، الى أن توسعت في عملي وفي مجالات اخرى من الابداعات اليدوية والديكور والتصميم، تصميم الازياء والقبعات والحقائب وتصميم العاب اطفال وتصميم علب وزينة حلويات اعياد الميلاد…بالرغم من عملي المكثف لم اتوقف عن المشاركة بمعارض محلية ودولية ويبقى دائما الفن الداعم النفسي لي ضرورة لخلق عالمي الخاص في هذا العالم المليئ بالمتناقضات”.


من أعمالها الفنية

One Response to الفنانة التشكيلية المغربية حسناء نجيمة بلدتها الهادئة مسقط لوحتها وألوانها.. وشغفها بالحياة والإنسان

  1. محمد درويش رد

    11 يناير, 2021 at 2:16 م

    مرة جديدة يثبت الاعلامي الشاعر الكبير اسماعيل فقيه انه مؤلف وكاتب وشاعر نموذجي ومحاور ممتاز من خلال اللقاء مع هذا االفنانة المغربية التي تملك قدرات فنية وابداعية غير مسبوقة في عالم اللوحات والرسم والفن المغربي العريق . انها الفنانة التشكيلية المغربية حسناء نجيمة بكل فخر وشهرة واسعة النطاق .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات