الوسائل المساعِدة على تدريس اللّغة العربية

08:45 مساءً الخميس 21 يناير 2021
د. إيمان بقاعي

د. إيمان بقاعي

روائية لبنانية، أستاذة جامعية متخصصة في الأدب العربي وأدب الأطفال والناشئة، وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يقولإبراهيم عبد العليم في كتابه الموسوم: الموجه الفني لمدرّسي اللُّغَة العَرَبِيّة[1]، معرِّفًا الوسائل المساعِدة على تدريس اللّغة العربية:

المقصود بها:

وسائل التّدريس أو أساليبه، هي الكيفية التي يتناول به المعلم طريقة التّدريس أثناء قيامه بعملية التّدريس. أو هو الأُسْلُوب الذي يتبعه المُعَلِّم في تنفيذ طريقة التّدريس بصورة تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون الطَّريقة ذاتها، ما يعني أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخصائص الشّخصية التي يتمتع بها المُعَلِّم.

أهمية الوسائل: الحواس هي المنافذ الطّبيعية للتَّعَلّم؛ لذا يقول المربّون: “يجب أن يوضع كل شيء أمام الحواس كلما كان ذلك ممكنًا؛لأنّ المَعْرِفَة تبدأ بها”. ومن هنا كانت الدّعوة إلى استخدام الوسائل التّوضيحية؛ لأنها ترهف الحواس وتوقظها وتعينها على تأدية وظيفتها في عملية التّعلّم.

أنواعها:

(أ)وسائل حسّيّة:  تعتمد على عرض الشَّيء نفسه [زهرة أو ثمرة: (حسّية بصريّة)]، أو نموذجه [نموذج طائرة أو سيارة أو كرة أرضية(حسّية بصريّة)]،  أو صورته [خرائط أو لوحات أو جداول(حسّية بصريّة)]، أو [الأشرطة المسجلة والفيديو والأفلام(حسّية بصريّة- سمعية)] ، أو [إقامة معارض دائمة في المدرسة تعرض بها نشاطات الطّلّاب اللّغويّة]، أو استخدام الأجهزة التَّعْليمية الحديثة التي تحقق التّواصل بين المعلم والمتعلم بطريقة سهلة، نحو: [السَّبورة التَّفاعُلية[2]، جهاز عرض البيانات [3]Data Show، جهاز العارض البصري  Visual Presenter[4]، والتَّعْليم الإلكتروني[5] الذييتنوع ما بين  التَّعْليم التَّزَامُنِيّ[6]، والتَّعْليم غير التَّزَامُنِيّ [7]، والتَّعْليم عن بعد، والتَّعْليم المدمج، والتَّعْليم المتنقل، والجامعة الافتراضية [للطّلاب الكبار][8]،  ونحو ذلك… أما مزايا الوسائل الحسية الموجهة لِلأَطْفَالِ: [تجلب السّرور والنّشاط للتّلميذ، وتضفي على الدَّرس حركة. كما أنها تثبت الحقائق في ذهنه].

(ب)وسائل لغوية: وتؤثر في القوى العقلية بوساطة الألفاظ، كذكر المثال، أو الضِّد، أو المرادِف. وتمتاز عن غيرها من الوسائل بـ:

(1) السُّرعة: فذكرُ الشَّيء يحتاج إلى زمان قصير غير استحضار نموذجه أو إعداده أو شرائه.

(2) السّهولة: فاللُّغة لا تكلف الإنسان إلا النّطق(3)اللُّغة أقدر على توضيح المعاني الكلّية والحقائق المجردة.

أما أنواع الوسائل اللّغويّة، فتكون:

(1)الأمثلة: فكثير من الحقائق تظل غامضة حتى يُعرَض لها مثال، فتستبين معالمُها (2)التّشبيه والموازنة: وفي كلا الأمرين عقد صلةٍ بين شبيهين أحدهما مفهوم والآخَر يُراد فهمُهُ. ويكون التّوضيح بعلاقة المشابهة بين الشّيئين أو التّضاد بينهما.

 (3) الوصف: فالوصف الدّقيق يوضحُ الفكرة حتى لتقرب من الوسائل الحسيّة.

(4) الشّرح: من خلال شرح معلّم اللّغة العربية معاني المفردات والأساليب في دروس القراءة والنّصوص ونحوها.

(5) القصص والحكايات: وتعتبر من أقدم الطَّرائِق التي استعملها الإنسان لنقل المعلومات والحِكَم إلى الأطفال، بالإضافة إلى أنّها طريقة مثلى لتعليم التَّلاميذ؛ لأنّها تساعد على جذب اهتمامهم إلى المعلومات والحقائق التَّاريخية بطريقة شائِقة وجذابة، لهذا يجب أن يحرص المعلم أن تكون القِصَّة أو المَسْرَحية المستخدمة مناسبة لعمر التَّلاميذ ونضجهم العقلي والفكري، ووجود علاقة بين القِصَّة وموضوع الدَّرس بحيث تخدم الأهداف المرجوة، مع ضرورة تقديمها بأسلوب شائِق وسلس وممتع، يثري أيضًا معجم الطّفل اللّغويّ كما التَّربويّ.

تم حفظ التحليلات في أقصى الغرب لمصر القديمة – العمارنة ، الأسرة الثامنة عشر – عصر الدولة الحديثة
الدمى الخشبية ، المملكة الحديثة – المتحف المصري العالمي

(6) مَسْرَح الأطفال: جنسٌ أدبيٌّ  له شروطُه الفنيّةُ الدّقيقةُ بدءًا من تأليفِ النّصِّ وانتهاءً بالمُشرِفِ على السّتارةِ، إذ يحتاجُ إلى كاتبٍ موهوبٍ مُبدِعٍ مثقفٍ دارسٍ لعناصرِ المَسْرَحيّةِ ومُقَوِّماتِها، ولخصائصِ الأطفالِ ومراحلِ نُمُوِّهم، كما يحتاجُ إلى مُخرجٍ خلّاق مُتَمَيِّزٍ؛ ومنه: المَسْرَح التّلقائي[9]، والمَسْرَح المدرسي التّعليمي[10]، ومَسْرَح العرائس[11]: وله أثر كبير في تحسين أداء الطِّفل اللّغويّ، وخاصة إذا ما قام بأداء أدوار في المَسْرَحية، فهي تثري معجمه اللّغويّ.

[12]


[1] – عبد العليم، إبراهيم: الموجه الفني لمدرّسي اللُّغَة العَرَبِيّة. مصر، دار المعارف، ط7: 1961.

[2] – جهاز يصنف ضمن أجهزة العرض الإِلكترونِيّة ويعمل من خِلال توصيله بجهاز كمبيوتر شخصي وجهاز عرض البيانات DATA PROJECTOR،  وهي مجهزة للاتصال بالحاسب وأجهزة العرض.

[3] – جهاز حديث يقوم بعكس وتكبير مخرجات جهاز الحاسوب، أو جهاز الفيديو أو التّلفزيون أو أجهزة DVD إلى شاشة العرض.

[4] – جهاز إلكتروني يستخدم لعرض الصّور، والنّصوص، والرّسومات، وصفحات الكتب، والمجسمات الثّلاثية الأبعاد، ما يتيح الرُّؤية بوضوح لعدد كبير من المشاهدين .

[5]مميزاته: (أ) إمكانية التَّعَلُّم في أي وقت وفي أي مكان (ب) سهولة تعديل وتحديث محتوى المادة التَّعليميّة (ت) تغيير دور المعلم من الملقِّن إلى دور والمشرف (ث) نشر ثقافة التَّعَلُّم الذّاتي أما عيوبه: (أ) التّركيز فيه على الجانب المعرفي أكثر من الجانب المهاري والوجداني والاجتماعي (ب) قد ينمي الانطوائية لدى الطّلاب لعدم تواجدهم في موقف تعليمي حقيقي تحدث فيه المواجهة والتَّفاعُل (ث) يتطلب تدريبًا مكثفًا للمعلمين والمتعلمين (ج) مازالت بعض الدّول لاَ تعترف بالشَّهادات الَّتي يحصل عليها خريجو هذا النّظام.

[6]  – وهو التَّعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في الوّقْت نفسِه أمام أجهزة الحاسوب لإجراء المناقشة والمحادثة بين الطلَاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة، أو تلقي الدّروس من خِلال الفصول الافتراضية Virtual classroom

[7]  – وهو التَّعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في الوّقْت نفسِه أو في المكانِ نفسِهِ. ويتم من خِلال بعض تقنيات التَّعليم الإِلكترونِيّ مثل البريد الإِلكترونِيّ حيث يتم تبادل المعلومات بين الطُّلَّاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم في أوقات متتالية.

[8] – يحيى مصطفى كمال الدّين: محاضرات في مادة تقنيات  التَّعليم ومهارات الاتِّصال. جامعة المجمعة.

[9]المَسْرَح التّلقائيُّ: هو المَسْرَح الذي يعتمدُ مُمَثِّلُوه التّلقائيّةَ، ويسودُ في أجواءِ مَسْرَح الطّفلِ وقد سمَّت “وينفريد وارد” في كتابِها “مَسْرَح الأطفال” هذا النَّوع بـ “الدّراما الخلّاقة”.

[10]المَسْرَح المدرسيُّ التَّعليميُّ: هو مَسْرَح يقومُ الأطفالُ بالتَّمثيلِ فيه ارتجالًا. وتحتلُّ مَسْرَحةُ المناهجِ فيه المَرتبةِ الأولى، وذلك لبَساطةِ الموادِّ العلميّةِ وتعميقِ أثرها في النُّفوسِ عن طريقِ البهجةِ التي يمنحُها العملُ المَسْرَحيُّ، ممّا يَعني أنَّ الهدفَ التَّعليميَّ في هذا المَسْرَح يتفوّقُ على هدفِ التَّرْفِيهِ، مادام الهدفُ هو إيصالُ مادّةٍ من موادّ المنهاج إلى الأطفال.

[11]مَسْرَح عَرَائِسِ الدُّمَى: يدلّ وجودُ الدّمى الفرعونيّةِ المحفوظةِ في متحفِ اللّوفر أنَّ مَسْرَح العرائسِ يرجعُ إلى حضاراتِ مصر القديمة، أمَّا العرب، فقد عرفوا “خيال الظّلّ” و”العرائسَ”. ويتمتّعُ مَسْرَح العرائس التّقليديّ، في عناصرِه الجوهريّة، بمُقَوِّمات المَسْرَح البشريّ نفسها، فهو يتكوّنُ من ثلاث وحداتٍ رئيسة: خشبةُ المَسْرَح والنّاظر، والمعبر المرتفع الذي يفي بغرضين هما: حمل الفنّانينَ الذين يُحَرِّكونَ العرائسَ، وتثبيت ستائرِ المناظرِ عليه. أمَّا سِمَاتُه، ففي هذا النّوع من المسارح، تُستخدَمُ عباراتُ الحوارِ القصيرةِ والموسيقى والأصوات الأخرى للتَّعبيرِ عن جوِّ القصة، كما يُرسَمُ المكياج بوضوحٍ لجذب أنظارِ الأطفالِ وتعميق الأثرِ المُفرِحِ في نفوسِهم. ومن أشهرِ نماذج مَسْرَح العرائسِ مَسْرَح عرائس (بَنتشْ وجودي).

بيروت 18\1\2021

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات