فيروس كورونا – التحدي القائم حتى في العام الجديد (1)

01:39 مساءً الأربعاء 3 فبراير 2021
د. حسن حميدة

د. حسن حميدة

الدكتور حسن حميدة كاتب لأدب الأطفال واستشاري تغذية في المحافل العلمية الألمانية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
  • نظرة عامة لكل دول العالم
د. حسن حميدة – كييل – ألمانيا

انصرم عام وأتى عام آخر وما زال فيروس كورونا يبسط طغيانه على العالم. الفيروس الذي لا يفرق بين العالم المتحضر أو البدائي. الكل عنده سواء، غني كان أم فقير. الفيروس الذي تفشى في كل بقاع العالم، ليجبر دوله على أن تنحني منبسطة أو تحبس أنفاسها، منتظرة للحظة الخلاص.

هذا بالرغم من المجهودات المبذولة من كبريات الدول وأعظمها، أو من المنظمات الدولية التي تعني بالصحة العامة وحياة الإنسان. كل المجهودات لم تأتي حتى الآن بالشيء الذي ينتظره إنسان العالم من الجهات التي يهمها هذا الخصوص “دحر الأمراض الفتاكة، أو القضاء عليها أبديا”.

لقد كلف هذا الفيروس حتى الآن عددا مهولا من الأرواح. وهذا بعد أن ضرب بقوة على دول العالم من دون استثناء. هجوم الفيروس على الإنسان في عقر داره، في مكان عمله، في ترحاله وسفره، في وطنه ومأواه الآمن. مرض من مرض ورحل عن الحياة من رحل بالإصابة المباغتة.

لم يعد الفيروس يترك مجال للحياة، ولم يعد يهدي حيزا للتفكير. الفيروس الذي يداهم فريسته بغتة، يصيبها ويثنيها على الاستسلام. الفيروس الذي يقصد في طريقه جهاز مناعة الإنسان، يضعفه وينهكه ويحتل مراكز حمايته. الفيروس الذي لا يؤدي فقط بالمريض، بل أيضا بالطبيب المداوي.

في 7 فبراير عام 2020، يجري الأطباء من مستشفى الشعب بمحافظة تسيقوي بمقاطعة هوبي مناقشة عن بُعد حول حالة إصابة مشتبه بها لفيروس كورونا الجديد في مركز الرعاية الصحي في بلدة ليانغخهكو بالمحافظة. (وانغ جيا مان/صورة الشعب)

لقد كلف هذا الفيروس حتى الإنسان الصحيح أمر الحياة. هنا في صورة مبسطة: الثمن الباهظ الذي يدفعه الإنسان تجاه تعطيل سبل الحياة. وهذا بسبب إغلاق المكاتب والمؤسسات والأسواق ودور التعليم وغيره. الشيء الذي يؤدي إلى الشعور بالسكون العميق او التوقف التام في حياة الإنسان.

كلف وزهق الفيروس أيضا أرواح كثير من الناس. منهم من هو في منتصف العمر، ومنهم من هو أكبر عمرا. ويأتي الطعم المر مجسما في فقدان قريب أو صديق، يقضي نحبه بسبب الفيروس من دون أن يتمكن أقرب الأقربين من الوصول إليه. بسماع وصية، أو بتبادل لمحة، أو بمسك يد.

لقد مهر الكثير من أفراد الطواقم الطبية، وعلى نطاق العالم حياتهم بسخاء ونكران ذات محاربين لهذا الفيروس. الطواقم الطبية التي تنكب بشفقة على مرضاها. وهدفها الأول والأخير، تخفيف آلام المرضى، والتعجيل بأمر شفاءهم. ولكنهم لا يدرون أنهم يستبسلون في الخفاء، ويموتون بطيئا.

مازال الفيروس يبسط سلطانه بقوة على دول العالم مجتمعة. ومازالت الدول تنتظر لحظة حل محتارة. ولكن هناك بصيص للأمل، والذي يتمثل في حمى البحث العلمي التي أصابت علماء الفيروسات. هذه الحمى البحثية التي ربما أتت عاجلا بالحل، والذي ظهرت تباشيره بتطور مصل واق.

ربما تمكن علماء الفيروسات أيضا، وفي وقت قياسي، مقارنة بما تتطلبه دراسات تطوير الأمصال والأدوية، من وجود علاج طبي ناجع للفيروس. حاليا تمثل الأنواع المستجدة خطرا على فعالية الأمصال المطورة، ولكن هناك أكثر من شركة عالمية تعمل، لتكون للأنواع المستجدة بالمرصاد.

يعمل العلماء الآن بجهد لاكتشاف الحاضن الأصلي للفيروس وطرق منع انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان أو بين البشر. أسئلة المهمة وأساسية، يمكن بموجبها تصميم أنظمة للإنذار المبكر، من أجل الوقاية ومنع انتقال محتمل للفيروس. خطوة علمية وعملية يمكن أن تستفيد منها كل الدول.

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de

الملكية الفكرية وحقوق الطبع والاستنساخ محفوظة لكاتب المقال – فبراير 2021

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات