فيروس كورونا – التحدي القائم حتى في العام الجديد (2)

01:47 مساءً الأربعاء 3 فبراير 2021
د. حسن حميدة

د. حسن حميدة

الدكتور حسن حميدة كاتب لأدب الأطفال واستشاري تغذية في المحافل العلمية الألمانية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

  ألمانيا وبصيص من الأمل  

د. حسن حميدة – كييل – ألمانيا

من الدول العظمى التي لم تزل تعاني من جراء الفيروس وعواقبه هي ألمانيا. الدولة ذات الوزن الخاص من بين دول العالم الصناعية الكبرى. الدولة التي تحتل أرفع المراتب من بين دول العالم المصدرة للمنتجات الصناعية ذات الجودة العالية. والدولة التي تلعب دور الموتور المحرك لوحدة أوروبا.

لقد بدأ انتشار الفيروس في ألمانيا قبل بداية العام الجديد بقليل. الوقت الذي لم تشرع فيه السلطات المسؤولة وقتها في فرض حد للحركة والتجمعات بسبب مراقبة الفيروس بدقة. ومن بعدها شرعت في فرض حد للحركة والتجمعات، بعد ملاحظة ازدياد أعداد المصابين من الناس بالفيروس.

فرضت ألمانيا إجراءات صارمة من بعد، واقتصرت عدد المجتمعين إلى ما لا يفوق شخصين من الزوار لغير أهل البيت، ثم أزنت بفتح رياض الأطفال ثم المدارس، خصوصا للتلاميذ الصغار. وهذا بسبب قلة قابليتهم للإصابة بالفيروس، في حين متابعة تفاعل التلاميذ الكبار كفئة ناقلة أو مهددة.

أتى من بعد ذلك تقليل عدد الزوار لزائر واحد للبيت المستضيف، ثم الإغلاق التام لكل الأسواق والمكاتب والمؤسسات والأسواق ودور التعليم وغيره، مع المحافظة على صيرورة عمل المكاتب والمؤسسات التي يحتاج لها المواطن للضروريات القصوى. ثم أتى بعدها الاغلاق التام ومنذ بداية يناير.

يمكن القول عموما بأن للمواطن الألماني ذو وعي كبير بعواقب الفيروس. الشيء الذي يبرهنه تعامل المواطن الألماني في حياته اليومية. لقد عكف الناس في منازلهم، متابعين النصائح التي تقدمها المؤسسات الصحية للحد من وطأة الفيروس أو القضاء عليه كليا. الشيء الذي ساعد كثير في الوقاية.

لا ينحصر التفاعل الإيجابي ضد فيروس كورونا فقط على الراشدين من المواطنين الألمان، بل برهن حتى الأطفال في المدارس قبل الإغلاق التام تحملهم المسؤولية الكبيرة. الأطفال الذين كانوا يذهبون عند كل صباح لمدارسهم، يرتدون كماماتهم الواقية على طوال مدار اليوم وحتى عودتهم للمنازل.

كل هذا يدل على قدر الوعي الذي يتمتع به الإنسان في ألمانيا، والإحساس بالمسؤولية التي يتحملها المواطن، صغيرا كان أم كبير تجاه نفسه، تجاه غيره، وتجاه بلاده. الشيء الذي ساعد كثيرا في وضع حد قياسي للفيروس حتى لا ينتشر ويتفشى في الانتشار. حد حاسم بمجهود فردي ومتواضع.

ها هي ألمانيا تخطو الآن خطى أخرى لوضع حد حاسم لفيروس كورونا. وهذا بعد أن كانت ألمانيا دولة رائدة في تطوير أول مصل واقي لسلالة الفيروس الأولى. الآن تحذو ألمانيا حذو آخر، لتسديد الضربة الأخيرة والقاضية لفيروس كورونا. ليس فقط بالقضاء على سلالة واحدة، بل على كل السلالات.

لقد أتت جهود ألمانيا تجاه الفيروس بأكلها أخيرا. ها هي أعداد المصابين بالفيروس تتراجع، وبه أيضا تراجع أعداد الموتى من بين المصابين. الشيء الذي يدعو للأمل، التمسك بطريق الوقاية، وسبل البحث العلمي، والمثابرة على دحر الفيروس والقضاء عليه كليا. بصيص أمل، ربما صار أكثر بريقا.

كانت آخر تحوطات ألمانيا هي قفل الحدود مع بعض الدول التي تنتشر فيها سلالات جديدة، تعثر وتحد من أمر مكافحة ومحاربة الفيروس. لقد شمل هذا رحلات الطيران من بريطانيا، البرتغال، إسبانيا، البرازيل، جنوب أفريقيا وبعض الدول الأسيوية. كل هذا من أجل محاربة الفيروس من جذوره. 

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de

الملكية الفكرية وحقوق الطبع والاستنساخ محفوظة لكاتب المقال – فبراير 2021

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات