فيروس كورونا – التحدي القائم حتى في العام الجديد (3)

01:53 مساءً الأربعاء 3 فبراير 2021
د. حسن حميدة

د. حسن حميدة

الدكتور حسن حميدة كاتب لأدب الأطفال واستشاري تغذية في المحافل العلمية الألمانية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

– دول العالم الفقيرة وأسئلة مفتوحة –

د. حسن حميدة – كييل – ألمانيا

ببداية تفعيل المصل الواقي من فيروس كورونا، تبدأ هموم أخرى في بقية دول العالم، خصوصا الفقيرة منها. بينما يتبع الناس في الدول المتقدمة في العالم مبدأ “لا تترك إنسانا من خلفك وحيدا”، يطرح سؤال المهم نفسه في دول العالم الفقيرة السؤال: ” كيف للإنسان أن يعيش تحت ظل كورونا؟”.

للدول الغنية مدخر لا يستهان به من الثروات لتخطي عقبة الفيروس. وعلى أسوأ الفروض في حالة استمرارية العدوى والتفشي، نجد في الدول الغنية بالرغم من تفشي الفيروس والإغلاق التام، أن الحياة تسير بصورة مشابهة للحياة القديمة. وهذا بفضل تحكم هذه الدول في زمام الأمر لتعود للصورة الأولى.

نجد أن معظم الدول الفقيرة بالمقارنة لا تملك ما يسد رمق الإنسان ليوم بأكمله. نجد التحديات اليومية التي تواجه إنسانها يوميا بعدم توفر سبل الرزق التي اعتاد الناس على امتهانها. بالإغلاق الجزئي أو الإغلاق التام تأتي محدودية الدخل، التي تتدرج إلى درجة الحرمان أو العدم، وحسب وضع العمل الممتهن.

في نفس الحين تتأثر حياة الإنسان في هذه الدول كلما ازدادت نسبة الفقر. يأتي زيادة على ذلك خلو خزينة الدولة أو انعدام مدخراتها لتقديم الدعم أو العون اللازم للمواطن في وقت الضرورة القصوى. بل يتأزم الأمر أكثر عندما يأتي المواطن مرافق لمريض أو كمريض ويفاجأ بواقع مر، وانعدام كل شيء.

يبدأ هذ الواقع أولا بانعدام التحوطات اللازمة لتجنب انتقال الفيروس للآخرين من الناس. ويتلو ذلك انعدام وسيلة السفر الموصلة لمركز العلاج أو توفر الوقود اللازم لحركتها. وربما تمكن المريض أخير من الوصول لمركز العلاج، ويفاجأ نفسه أو المرافقين له بخلو مراكز العلاج من أبسط سبل العلاج.

ليس هنا مجال للحديث عن العناية المكثفة في هذه الدول والسبل المتاحة فيه. ربما كان المريض في هذه الدول محظوظا إذا توفر له سرير لمتابعة العلاج، أو ربما كان أكثر حظا إذا توفر له جهاز للتنفس، أو طبيب معاود، يتابع حالته كل يوم حتى خروجه من المركز العلاجي صحيح ومعافي من مرضه.

لا يمكننا أن ننسى أعدادا من مرضى، شب حريق في غرف علاجهم وهم تحت الإنعاش، كما لا يمكن أن ننسى من نفد لهم غاز التنفس وهم قيد أجهزة التنفس. كثير من المرضى قضى نحبه وهو في الطريق للعلاج. وكثير من ذوي المرضى أو الموتى تلقى العدوى بطريقة خفية أو مباغتة يجب الا تكون.

هناك أسئلة تحتاج للإجابة: كيف لنا أن ندحر أو نقضي على الفيروس عالميا في ظل طغيان الفقر والحرمان على أغلبية دول العالم، التي تمثل الشق الفقير منه؟ كيف لنا أن نوفر المصل الواقي من الفيروس لهذه الدول، في ظل تكالب الدول الغنية على المصل لتوفيره لإنسان العالم المتحضر أولا، ثم لاحقا للآخرين.

وأسئلة أخرى لا أدري إذا كانت لها إجابة أساسا: كيف للدول الفقير أن تحسن نقل وحفظ مصل واق من الفيروس، مصل لا يناسب طقس البلدان الحارة التي تمثل أغلبية الدول الفقيرة؟ وأي الإمكانيات تمتلك الدول الفقيرة حاليا للحد من الأسواق الموازية للإتجار بالأمصال، في ظل انفلات أسعار النقد الأجنبي فيها؟

نقطة وقوف أخيرة، وهي الأهم: يجب ألا ننسى تفشي فيروس الايدز في هذه الدول الفقيرة وغيرها من أمراض التهابية أخرى. الشيء الذي يتطلب آنيا وضع تحوطات لازمة. مثلا: عدم استخدام حقنة أو ابرة واحدة لأكثر من شخص لغرض تطعيمه. وهذا حتى لا نقف أمام عقبات أخرى بعد فيروس كورونا.

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de

الملكية الفكرية وحقوق الطبع والاستنساخ محفوظة لكاتب المقال – فبراير 2021

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات