الفنانة التشكيلية باسمة عطوي ترسم غيمة… وتمطر

09:57 صباحًا الجمعة 12 مارس 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

تحاول الفنانة التشكيلية باسم عطوي شق طريقها الفني وسط حشد الألوان والإشارات المفعمة بحيوية الشكل. وتكاد تصل الى الصورة المرضية لنظرها وهمسات أمنياتها. فقد اختارت الشكل سبيلاً للتعبير عن حيوية اللون وما يمثله في مساحة البصر. ولم تتوقف عند عثرات التشكل والتشكيل، بل ضاعفت من حركة ألوانها في محاولة هادئة لبلوغ الهدف الإبداعي.. صور هادئة جداً تتمتع بإشارات ممكنة ودلالات محتملة جمعتها في مختلف أعمالها ولوحتها الجديدة، وفردتها في معرضها الأخير الذي كان الصورة الأوضح، التي تتقدم بها الفنانة للحضور. وبهذه المناسبة كان لنا معها هذا الحوار الذي عرفتنا من خلاله على هويتها الفنية، وانطلاقتها في عالم التشكيل واللون، فماذا تقول؟:

ـــ ماذا ترسمين ولماذا اللوحه في حياتك ؟
ـــــــــ لكل منا طريقه ما في التعبير عما يخلتج في داخله.
وانا اعبر عما يجول بداخلي من أفكار على اللوحه.
فانا رسامه ولي طريقة بالتعبيرـ انها خاصتي، أي أن اللوحة هي المرآة التي تعكس وتنقل ما اشعر به. ويأتي ذلك على القماش بواسطة الالوان الغاضبه والصاخبه الى حد كبير.
اللوحه هي الراحه النفسيه والسكون بالنسبة لي ، وهي الهروب من واقع مرير الى خيال زاه مشرق مليء بالوان وافكار ممتعه،و خيال اصنعه واشكله كما اريد من صنعي انا.. قد أرسم غيمة.. وتمطر.


ــــــ كيف بدأت باسمه مع الرسم؟
ـــــــــــــ بداياتي مع الرسم كانت بالابيض والاسود، وكانت عبارة عن نقل الصور والمشاهد التي تمر امامي ، أنقلها على الورق. كانت بمثابة تصوير (فوتوغراف) ولكن بواسطه الورقه والقلم.. بقيت لفتره طويله من الزمن وانا أحلم واستمتع بهذا العالم اللوني الكبير والمميز، حتى قررت الدخول الى عالم الالوان من بابه الواسع، فدرست بمعهد للرسم حوالي ثلاث سنوات، ثم بدأت رحلتي مع اللون والقماش وبدأت أشكل الالوان وارسم كل ما يخطر ببالي، وهكذا امتلأت جعبة العين بمحاولات اللون والشكل.
ـــــ ألوانك تميل إلى الغامقه الغامضه لماذا؟
ــــــــــــ يقال لي بأن الواني حزينه ولكني احب تلك الألوان، فالتعاطي معها يعطيني راحه وهدوء. ليس غريبا هذا الهدوء لكنه مقلق لي، ولكن ليس بالضرورة ان تكون هذه الألوان سوداوية. في احيان كثيرة يكون موضوع اللوحه هو الذي يحدد اللون.
اما الان فقد بدأت بمرحله جديده من الالوان الفاتحه والمشرقة، واعتمدتها بمعرضي الأخير.
ـــــــ ماذا تقدمين من أفكار وأهداف في معرضك؟
ــــــــــــ لكل لوحة هدف ومعنى. إن لوحاتي بحد ذاتها هي أفكار ومعان مفتوحة. وليس الرسم هدفي فحسب، بل هو أكثر من ذلك . هدفي ليس الرسم ، بل هو إيصال فكرة ما إلى المتلقي، فعندما تخطر ببالي فكره ارسمها و انفذها على القماش ويبقى على من يرى اللوحه أن يفهم المعنى والمغزى منها. لوحتي هي دليل ذاتها الى المتلقي.


ــــ هل للوحتك خصوصيه تنتهجينها؟
ــــــــــــ لكل لوحه حالة خاصة بها من حيث الفكرة أو ألحاله النفسيه للفنان ؛الفنان يمر أكثر من سواه بحالات وأحاسيس مختلفه، فكل ما يراه ويعيشه يؤثر على أعماله او على أسلوب عمله. ولوحتي هي صورتي الواضحة والجلية بهذا الشأن.
ــــ هل ترسمين المرأة ، كيف ولماذ؟
ــــــــــــ نعم أرسم المرأة بكل حضورها وأبعادها. فالمرأة في بعض المجتمعات نلاحظ أنها ما زالت مضطهدة وتعيش في كنف التعب والعذاب، وقد رسمتها بشكل تجريدي وصورتها بحالات خاصه أي انني ارسمها امرأة بلا ملامح، لكنها امرأة حاضرة بإشاراتها الواسعة والمعبرة . كما رسمت وصورت المرأة كيف تعيش حالات مختلفه من القهر والتعب والبؤس . عبرت عنها بأشكال مختلفة: هي المرأه لكنها بحالات متعدده مختلفة، حالات زمنها وجسدها ونظراتها العميقة في الحياة والوجود.
ـــــ الرجل يحضر في لوحتك ، لماذا؟
ــــــــــ الرجل يحضر في لوحاتي ولكن ضمن شكل خاص. مجتمع كبير من ضمنه الرجل يحضر في لوحتي. يحضر الرجل مع عائلته، مع المرأة، مع الناس ، مع كل التفاصيل التي تتشكل منها الحياة. فيكون مع المرأة ضمن مجموعه من البشر أو ضمن عائلة. الرجل ليس بحاجه للدعم لكي يحصل على حقوق وامتيازات، وربما حاولت في لوحتي تصوير هذه الفكرة، نجحت ، لم تنجح؟
ـــــ ما الذي يحرضك على الرسم؟
ـــــــــــ الفنان ليس بحاجه للتحريض ليرسم، فالرسم يصبح جزء لا يتجزأ منه، كالكاتب والشاعر؛ ولو أنه في بعض الأحيان هناك موقف أو مشاهد تشد لرسمها، كمشاهد الحب وكذلك مشاهد العذاب والألم. الفنان يرسم ليفرغ ما في داخله من حزن وتعب.
ــــــ الحب في لوحتك كيف تشرحين معالمه؟
ـــــــــــ اللوحه بحد ذاتها هي الحب. عندما تبدأ بعمل ما تحبه فهذا هو قمة الحب ، أن احب لوحتي والواني وريشتي هذا هو الحب ، وأن اؤمن بلوحاتي ورسالتها فهذا الف معنى للحب .الحب ليس مجرد حب رومانسي نعيشه مع اشخاص، هناك اشياء اخرى نؤمن بها ونحبها من اعماق قلوبنا.
ــــ وماذا عن الحب بين كائنين بشريين؟
ــــــــــــ انه الحب الذي يعطي للحياة قيمتها الأجمل. الحب بين رجل وامرأة هو صورة صافية جداً ومرآة صافية أكثر تعكس جمال الإنسان والحياة

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات