المخرجة اللبنانية نادين لبكي: فيلمها “كفر ناحوم” صرخة لجمع شمل الطفولة

11:13 صباحًا الجمعة 9 أبريل 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

المخرجة السينمائية اللبنانية نادين نادين لبكي تسخِّر الكاميرا أو عينها الذكية لترتيب النظرات في مدى المجتمع والروح. راقبت وتراقب الأطفال “وهم أول من يدفع ثمن حروبنا”
في فيلمها الوثائقي “كفرناحوم” تروي نادين لبكي قصة “زين” المحزنة: صبي يعيش في شوارع بيروت -يؤدي دوره طفل سوري- متحدثةً عن “عبودية حديثة” في لبنان.
عبرت نادين عن وجهة نظرها، بعدما سألتها كيف كان (لزين) أن يولد؟
قالت نادين : في ظلِّ جميع الظروف: نعم. لأنَّه واحد من بين الخمسة والعشرين في المائة من الأطفال القادرين على كسر الحلقة المفرغة المكوَّنة من الإهمال وسوء المعاملة وانعدام المودة والعنف الجسدي.

تُظهر العديد من الدراسات أنَّ خمسة وسبعين في المائة من الأطفال المُعرَّضين لمثل هذه الاعتداءات، يُسيئون في وقت لاحق معاملة أطفالهم، أو يرتكبون جرائم أو ينزلقون إلى إدمان المخدرات. وفقط الربع ينجح في بناء حياة تستحق العيش، و”زين” يُعَدُّ واحدًا من هذه الأقلية.
أضافت نادين قائلة : كلُّ حياة تستحق الحياة. ولكن السؤال هو: هل يحقُّ لأي شخص التصرُّف بشكل غير مسؤول تجاه الأطفال؟
وعن (كفرناحوم )تقول :فيلمي موجَّه إلى كلِّ النظام الذي يخذل هؤلاء الأطفال. أنا أسلط الضوء على الأسئلة الأساسية.
وما هي هذه الأسئلة المركزية والأساسية؟
تسأل وتتساءل نادين: لماذا نمنح البالغين تلقائيًا الحقّ المطلق في إنجاب الأطفال، ولكن لا نمنح الأطفال الحقَّ المطلق في حياة تلبِّي على الأقلّ احتياجاتهم الأساسية؟
بالنسبة لي تعتبر حقوق الأطفال غير قابلة للتفاوض تمامًا مثل حقوق الوالدين. ولكن في رأيي هناك اختلال شديد في التوازن.
تقصدين العجز من جانب الأطفال وقدرة البالغين على اتِّخاذ القرار والتصرُّف؟


صحيح. لقد تحدَّثتُ مع كثير جدًا من الأطفال وشاهدت غضبهم. وأخبروني عن حالات قصوى من الإهمال وسوء المعاملة. وعندما كنت بعد ذلك أسألهم إن كانوا سعداء بوجودهم على قيد الحياة، قال تسعة وتسعون في المائة منهم إنَّهم يفضِّلون الموت على أن يكونوا غير محبوبين ومعرَّضين لسوء المعاملة وللاغتصاب. البعض منهم ترسَّخ في داخلهم التجاهل المستمر إلى درجة أنَّهم باتوا يصفون أنفسهم بأنَّهم “قطعة براز” أو “طفيليات” أو “ذبابة”. ولا عجب في ذلك أيضًا، لأنَّهم لم يتم إبلاغهم بتاتًا بأنَّ لديهم أية قيمة.


{فيلم “كفرناحوم” يروي قصة صبي رفع دعوى ضد والديه لأنهما أنجباه من دون أن يكونا قادرين على إطعامه.}
هل يعني هذا أنَّ هؤلاء الأطفال لم يعودوا يعرفون هويَّتهم؟
إنَّ معرفتهم بذواتهم الخاصة على الأقل مدفونة بعمق. وعندما تسألهم على سبيل المثال عن سنِّهم، فإنَّ معظمهم لا يعرفون. ثم يجيبون: “تقريبًا اثنا عشر”، أو ما يشبه ذلك. لأنَّهم لا يملكون شهادات ميلاد، وحتى أنَّ آباءهم وأمَّهاتهم لا يعرفون بالضبط تاريخ ميلادهم ويعطونهم معلومات تقريبية. يخبرونهم بأشياء مثل: “كانت السماء تمطر عندما وُلِدتَ”. أو “ولادتك كانت في شهر رمضان”.


المرأة التي استندتِ إليها في شخصية سعاد والدة زين، أنجبت ستة عشر طفلًا. هل يمكن أن يكمن الحلُّ في تحديد أفضل للنسل؟
إنَّ ثقافة إنجاب الكثير من الأطفال هي بالتأكيد جزء من المشكلة، ولكننا لا نستطيع التعميم. يجب علينا أن ننظر إلى كلّ حالة بمفردها: توجد نساء يستطعن تربية عشرين طفلًا بالكثير من الحبّ. وتوجد أمَّهات ميسورات لا يكفي تعاطفهن حتى لطفل واحد فقط. وكذلك يوجد آباء وأمَّهات يؤدِّي لديهم وضعهم الاقتصادي الحرج ونقص حبِّهم لأطفالهم إلى الاستغلال وسوء المعاملة: فهم يرسلون أطفالهم
مثلًا للتسوُّل في الشوارع، لأنَّهم يعتقدون أنَّ أطفالهم يستطيعون من خلال الشفقة التي يثيرونها أن يحصلوا على مال أكثر.
فيلم كفرناحوم هو صرخة هادئة جدا لكنها مدوية جدا. تقول الصرخة . إن جمع شمل الطفولة أمر وواجب على الانسان،ويجب معالجة تشردهم وفق أصول الواجبات الانسانية.

One Response to المخرجة اللبنانية نادين لبكي: فيلمها “كفر ناحوم” صرخة لجمع شمل الطفولة

  1. محمد درويش الاعلامي الشاعر رد

    9 أبريل, 2021 at 11:27 ص

    المخرجة اللبنانية الكبيرة الدولية نادين لبكي استطاعت في فترة بسيطة جدا” ان تطور السينما اللبنانية وتنقلها الى العالمية وان تهز عرش الاوسكار الى جانب الاعلام الدولي واصبحت الشغل الشاغل للسينما في العالم انها مفخرة للبنان والعالم العربي والسينما الدولية
    لا شك ان ما كتبه الشاعر البارز النجم اسماعيل فقيه العربي الدولي اللبناني عن نادين لبكي انما يسهم اسهاما فاعلا” في تعزيز ثقة العالم الغربي والعربي بقدرات هذه الفنانة المخرجة الممثلة الرائعة نادين لبكي بصفتها ملكة السينما اللبنانية في العصر الحديث
    ان شهادة اسماعيل فقيه الكاتب الذائع الصيت في العالم اسماعيل فقيه في لبكي انما تؤرخ للاعلام والسينما في لبنان من جديد حيث تشرق شمس حرية التعبير والراي المغاير والمغامر والحديث بكل ما في الحداثة من معان فلسفلية واجتماعية ووطنية بل انسانية في المدار الرحب للعولمةوالكون والكوكب الواحد و الارض بكل ما فيها من تنوع انساني شامل وكامل ومضيء جميل …

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات